رمضان بين انتصارات الأمس وهزائم اليوم
رمضان الأمس انتصار على الهوى والشيطان في نفس الإنسان ثم انتصار على أعداء الإسلام في كل ميدان، أما رمضان اليوم فانتصار للهوى والشيطان وانهزام في الميدان.
رمضان الأمس صوم عن الطعام والشراب والشهوات، وقرآن وصلوات، وأذكار وزكوات، ورمضان اليوم سهرات وفوازير ومسلسلات وخيام و(شيشات) بل إعلان عن إفطار وسحور في الفنادق والبارات على قليل من الكونياك ورقصات محتشمات!
رمضان الأمس ترى فرسانا في النهار رهبانا في الليل، ورمضان اليوم - إلا من رحم الله – كسلان بالنهار جزلان بالليل.
رمضان الأمس صنع أمثال خالد وأبا عبيدة، من قد أزال الخوف عنده، فحرر المسجد الأقصى، ورمضان اليوم قد أزاد الخوف عند الأشاوس والرتب الكبيرة، وصار كل يغني على أنغام السلام، وصارت خيولنا لا تصهل من طول الكبت والحرمان، وصال أعداؤنا يرتعون في كل مكان، وينفذ أمرهم على كل سلطان، وتنتشر بضاعتهم وأفلامهم ورجسهم في البيوت، والأسواق، والجامعات، والوزارات، حتى في مهد الإسلام.
إنني أريد أن أستعيد رمضان المشرق بالأمس لينير ظلام اليوم، لنتفق على معيارين اثنين إن كنا بحق نفهم أبجديات الصيام:
1. أن نمسك عن سلعة واحدة أنتجتها يد آثمة أعطت معها ألوانا من الخنا والفجور.
2. أن نفكر بالليل والنهار في المسجد الأقصى الأسير، وفلسطين المحتلة، والعراق الجريح المنهوب المسلوب، وغيرها من ديار الإسلام المحتلة بالجملة، المستعبدة بالقوة والفعل، الزاحفة وراء كل ناعق.
نريد أن نحلم برمضان الذي يذكر بانتصارات الأمة عبر تاريخها العريق:
فأكبر نصرين في عهد النبوة غزوتا بدر وفتح مكة كانتا فى رمضان، وفتح الأندلس بقيادة طارق بن زياد كان فى 28 رمضان سنة 92هـ ، وموقعة عين جالوت التي هزم فيها السلطان قطز مع سلطان العلماء العز بن عبدالسلام أكبر قوة في هذا الوقت وهم المغول كانت في 15 رمضان سنة 658هـ ، وكذا حرب العاشر من رمضان سنة 1383هـ على الصهاينة المغتصبين لأرضنا ومقدساتنا في فلسطين وسوريا ولبنان .
هذه كلها نتيجة طبيعية لأن الأمة إذا تعمق الإيمان في قلوب رجالها ونسائها، وانتصرت على أهوائها وشهواتها وتجمعت صفا واحداً خلف قادتها وعلمائها فإنها قطعا تكون جديرة بالنصر والعزة والتمكين وفقا لوعد الله رب العالمين القائل : {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ} (الروم : 47) ، وهذا مما يعيد إلى الأمة العربية والإسلامية الأمل قبل العمل ، ثم البذل والتضحية وجهاد أعدائهم وليس تصويب مدافعهم إلى صدور أبنائهم في الملة الواحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق