الدراسة التي نقدمها اليوم هي دراسة نوعية، لأننا ننطلق من الواقع ونغوص فى التاريخ والماضى نبحث عن الحقائق
دراسة نوعية وبحث على عديد من الحلقات
إن الإعلام العالمى يرتكب جريمة نكراء عندما يطوع قلمه لرغبات الحكومات, وتختلط الأمور , ويتسلل الباطل خفية إلى ظاهر الحق, وتبدأ عملية التزوير في ملفات التاريخ، وصناعة العبودية فن استحدثه مجموعة من البشر فى العالم بدعم كامل وطوعي من الرعايا العبيد أنفسهم والرعايا الذين يفضلون حياة الاستكانة والمهانة، ويستعذبون الذل، ويرون في الجبن أمنا وسلاما، وفي السير بجانب الحائط استقامة لا تغضب الطاغية., فالاستبداد له طرفان, الديكتاتور الذى تم تعينه من ووضعت فى يده سطوة وقوة وأجهزة أمن ومعتقلات وسجون وآلات تعذيب وأموال الدولة وسلطة مطلقة.
هذه الدراسة ليس من أجل أن ينكأ المرء الجراح، وإنما وسيلة لتلميع ذاكرة القراء، ولكى يعرف االإجيال الحالية والقادمة كيف سارت الأحداث حتى وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم ،هذه دعوة صادقة للجميع بألا يتوقفوا عند أسباب الكارثة القادمة ، أن “كل ما حدث وما سوف يحدث فى المستقبل كان مقدمة لمخطط جهنمي هدفه سوف يقرره القارئ بنفسه فى نهاية الحلقات.
قانون تخلفوا تسلموا
«تخلفوا تسلموا! إياكم أن تفكروا بالنهضة العلمية والتكنولوجية وإلا أعدناكم إلى الجاهلية. عليكم أن تعلموا أننا نحن نقرر من يتقدم ومن يتخلف، ومن ينهض ومن يبقى رابضاً في مكانه». وكم أضحكني مفكر سويدي عندما قال إن «أمريكا يمكن أن تضع السويد على قائمة الإرهاب فيما لو امتنعت عن تزويدها باليورانيوم». أما المفكر الفرنسي روجيه غارودي فقد صرح من قبل بأن أمريكا هددت «شركات الأجبان والنبيذ والعطور الفرنسية بالإفلاس فيما لو لم تنصع فرنسا للأوامر الأمريكية». وقد خضع الفرنسيون عندما علموا أن التهديد الأمريكي سيكلف شركاتهم حوالي ثلاثين مليار دولار، وهو رقم هائل يمكن أن يهز الاقتصاد الفرنسي. ولا ننسى كيف هددت أمريكا فرنسا ذات مرة بخلق حرب أهلية داخلها إذا لم تتوقف عن تعنتها. فإذا كانت واشنطن تستطيع أن تسحق شركاءها الأوروبيين، فما بالك بأعدائها «الإسلاميين الفاشيين» على حد وصف الرئيس بوش؟
وكي لا نذهب بعيداً: شاهدوا ماذا حصل لكوريا الشمالية وإيران لأنهما تجرأتا على الدخول في مشاريع نووية. إيران تخلت عن مشروعها بفعل الضغوط والعقوبات والحصار، وكوريا على دربها الآن بعد أن وصل شعبها إلى حافة الجوع وأصبحت منبوذة عالمياً.
نظريات المؤامرة حقيقة ام خيال
أصحاب نظريات المؤامرة يميلون إلى أن يكون لهم شيء واحد مشترك وهو إيمانهم بأن قوى سرية تحرك الأحداث العالمية حولهم وأنهم بالتالي لا يمتلكون مقدرة التحكم أو السيطرة على حياتهم
في ولاية جورجيا الأمريكية، وتحديدًا في مقاطعة إلبرت، في طريق ضيق، أسفلته باهت، يجاور مساحاتٍ خضراءَ شاسعةً، تمتد حتى تُلاقي الأفق الغائم المنذر باقتراب المطر. لا تتعجَّب حين تلمح أمامك لوحًا جرانيتيًّا ضخمًا يبلغ طوله نحو ستة أمتار، ويحمل نقوشًا عربيةً، في ذلك المكان النائي الذي لم يشهد بالتأكيد نفوذ دولة الغساسنة، ولا مغامرات امرئ القيس أو عمرو بن عدي اللخمي!
من هو روبرت كريستيان؟
لا تتعجب؛ لأنك ستلاحظ أن بجوار هذا اللوح الضخم ثلاثة ألواح أخرى، تحمل مثله على وجهيها سطورًا منقوشةً بلغاتٍ غير العربية، يمكنك بسهولةٍ أن تستنتج أنها تحمل نفس محتوى النص العربي؛ وهذه اللغات هي: الإنجليزية والإسبانية والسواحيلية والهندية والصينية والروسية والإنجليزية. أما النص الذي نُقش على هذه الألواح بلغاتٍ مختلفة، فهو وصايا عشر، أراد روبرت كريستيان وهو اسم مستعار وهو(الذي قام بإنشاء هذا النصب)، أن تظل محفوظة للأجيال التي ستتمكن من الاستمرار بعد حربٍ نوويةٍ عالمية (لاحِظْ أن نُصُب جورجيا تم الانتهاء من إنشائه عام 1980 أثناء الحرب الباردة) أو بعد كوارث طبيعية مدمرة (والاحتباس الحراري اليومَ أصبح مشكلةً ملموسةً لها آثارها الكارثية).
في كل دول العالم بلا استثناء وبخاصة في وقت الأزمات والكوارث والحروب يزداد عدد زبائن نظرية المؤامرة ومستهلكيها، وفي هذا تتساوى تقريبا كل مجتمعات الدنيا
يشير مصطلح “حكومة العالم الخفية” إلى ما يعتقده كثيرون في كل مجتمعات العالم بوجود حكومة سرية تتحكم بأحداث العالم تخطيطاً وتنفيذاً، بما يحقق مصالح قوى عالمية نافذه سياساً واقتصادياً وعسكرياً وإعلامياً. ويعود استخدام مصطلح “الحكومة الخفية” إلى الرئيس الأميركي الأسبق ثيودور روزفلت (1858-1919) الذي حذر من هيمنة شبكات مالية على سياسة بلاده، ثم جاء الكاتب الأسكتلندي شريب سبيريدوفيتش فأصدر عام 1926 كتابه “حكومة العالم الخفية”، وعثر عليه بعيد ذلك مقتولاً في أحد فنادق الولايات المتحدة. وتعزز هذا المفهوم أكثر بنشر كتاب “أحجار على رقعة الشطرنج” عام 1958 واغتيال مؤلفه وليام غاي كار، الذي تحدث فيه عما اعتبره كثيرون “توثيقاً لأسرار ما يحصل في العالم من أحداث جسام”، كاشفاً عن “الأيدي الخفية” التي تدير العالم وتتحكم في حكوماته، وتقف خلف معظم الحروب والأزمات والاغتيالات فيه. ووفقاً للمحلل السياسي مايكل باركون، فإن نظريات المؤامرة تعتمد على نظرة أن الكون محكوم بتصميم ما، وتتجسد في ثلاثة مبادئ: لا شيء يحدث مصادفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه. ونمت وتطورت نظريات المؤامرة لتدمج في تفاصيلها أي دليل موجود ضدها، لتصبح بذلك جملة مغلقة غير قابلة للدحض، وبهذا تصبح نظرية المؤامرة “مسألة إيمان بدلاً من دليل”.
نُصُب جورجيا الغامض ونهاية العالم!
الوصيا العشر لنُصُب جورجيا فهي:
– أبقوا عدد أفراد الجنس البشري أقل من 500 مليون نسمة في توازنٍ دائمٍ مع الطبيعة.
– وجِّهوا التناسل البشري مع تحسين اللياقة البدنية والتنوُّع.
– وحِّدوا الجنس البشري بلغةٍ جديدةٍ معاصرةٍ.
– تحكموا بالعاطفة وبالعقيدة وبالتقاليد وبجميع الأشياء بمنطق معتدل.
– احموا الناس والدول بواسطة قوانين عادلة ومحاكم منصفة.
– اتركوا الدول تُحكم داخليًّا مع تصفية النزاعات الخارجية في المحكمة العالمية.
– تجنَّبوا القوانين التافهة والموظفين عديمي الفائدة.
– وازنوا ما بين الحقوق الشخصية والواجبات الاجتماعية.
– شجعوا الحقيقة والجَمال والحب، لإيجاد التوافق المطلق.
– لا تكونوا سرطانًا فوق الأرض… أفسحوا مجالًا للطبيعة.
ومن الواضح أن هذه الوصايا تحض على خلاف ما نفعله اليوم، في إشارةٍ ضمنيةٍ إلى أن أغلب نشاطاتنا البشرية في هذا العصر لن تقود إلا إلى خراب الكوكب، وحدوث كوارث قد تؤدي إلى اندثار الجنس البشري وانقراض آلاف الأنواع من الكائنات الحية (وهو ما نشهده حاليًّا فيما يعرف بانقراض الهولوسين أو الانقراض السادس). ولا شك في أن ارتفاع درجة حرارة الأرض وذوبان الجليد والتغيرات المناخية المتسارعة والانفجار السكاني مؤشرات لا بد وأن نضعها في اعتبارنا، لكي نتجنب المصير المظلم الذي دفع روبرت كريستيان إلى إنشاء مثل هذا النصب.
اليوجينيا، والحكومة العالمية، وضمان الحريات الفردية، وتوجيه أنشطة الفرد في خدمة المجتمع، والاهتمام بالوعي الجمالي، وشحذ قدرات البشر سعيًا إلى كشف أسرار الكون، وتجنب تدمير الكوكب، وتحديد النسل… هذه هي الأهداف التي يجب أن نعمل جميعًا على تحقيقها (وفقًا لوصايا نُصُب جورجيا) لكي نتدارك الكارثة التي تقترب من الجنس البشري بلا إبطاء.
وبرغم الدلالات العميقة لفكرة إنشاء نُصُب جورجيا، ظهر أنصار نظرية المؤامرة، ليشوِّهوا المعاني التي دعت إليها الوصايا المنقوشة، وقال بعضهم إن لهذه الألواح جذورًا تتعلَّق بعبادة الشيطان، وقال آخرون إن نُصُب جورجيا قد أقامه عَبَدة الشمس! برغم أنَّ هدفه لا يتجاوز كونه محاولة لإرشاد البشر في المستقبل إلى القواعد الأساسية لبناء حضارة أرقى على أسس سليمة، وتقديم بعض المعلومات الضرورية لإحياء العلم مثل الاتجاهات الأربعة وتحديد الوقت وطرق الاهتداء بالنجوم وبعض المعلومات الفلكية الأساسية.
قبو سفالبارد العالمي للبذور، لإنقاذ البشرية في حالة حدوث كوارث
ولا يمكن أن نتحدَّث عن نُصُب جورجيا الغامض، دون أن نتطرَّق إلى بناءٍ أغرب، أُنشِئ بنفس الغرض، هو قبو سڨالبارد العالمي للبذور Svalbard Global Seed Vault الموجود بالنرويج، والذي يُسَمَّى أيضًا (قبو يوم القيامة)، وهو مدفون تحت الأرض بمنطقة جليدية، ويحتوي مجموعةً كبيرةً من بذور النباتات بهدف حمايتها في حالة اندلاع كارثة عالمية تؤدِّي إلى هلاك البذور المحفوظة في البنوك الزراعية الإقليمية.
من وراء هذين البناءين
وجود مثل هذين البناءين، يجب أن نلتفت إلى الخطر الذي يهدد مستقبلنا كبشر على هذه الأرض، والذي دفع أشخاصًا ومؤسسات أشد حرصًا على هذا المستقبل إلى اتخاذ مثل هذه التدابير. إن الإنكار (كحيلة نفسية دفاعية)، لم يعد مجديًا في هذه الحالة. يجب أن نذكِّر أنفسنا من حين لآخر، بأننا نحيا على كرةٍ صخريةٍ تدور بسرعة 107200 كلم/ساعة حول جسم عملاق متوهج تتولَّد طاقته الحرارية عن طريق الاندماج النووي! وأن هذه الكرة الصخرية لم تعانِ أزمةً أخلاقيةً كبرى حين انقرض أكثر من 90% من الكائنات البحرية، ونحو 70% من الفقاريات، قبل 251 مليون سنة، فليس مستبعدًا أن يتكرَّر نفس الأمر دون أن يهتز لهذه الكرة الصخرية جفن (إن جاز التعبير).
التعامل باستخفاف مع هذا الكوكب الخَطِر (غير مأمون الجانب)، لن يؤدي بنا إلا إلى دمار قد يتجاوز كلَّ ما سجَّله علم دراسة الطبقات الحيوية خلال تاريخ الحياة على كوكب الأرض، فليس لدينا اليوم إلا الحذر، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
قبو سفالبارد العالمي للبذور، لإنقاذ البشرية في حالة حدوث كوارث
نتظرونا فى الحلقات القادمة
الحلقة “الأولى”القادمة
مرحلة الانقراض الكبرى السادسة؛ حرائق الأمازون ليست البداية
الأرض، الكوكب الوحيد الذي يحمل الحياة في الكون المنظور حتى الآن، لا يزال الكون يخبئ في طياته أسرارًا عديدة، ولكن سر الأسرار هو الحياة، الأرض تحمل من أشكال الحياة وتنوعها ما لا يخطر على بال، وما لا يوجد مثيل له في الكون حتى يكتشف العلم عكس ذلك، ولكن رغم ذلك يسعى البشر لتدمير هذا الكوكب، وتدمير الحياة وتنوعها، تعميهم أطماع لا تكتفي، ولا يرى أحدٌ لها نهاية، سوى بفناء البشر أنفسهم، ربما حينها تجد الطبيعة والأرض فرصةً للتعافي.
الإنسان البدائي والطبيعة والروح
كان الإنسان البدائي يعيش في بيئة تبدو بالنسبة له غامضة سحرية، عامرة بالأسرار والأرواح، فهو لا يعرف السر وراء السماء والأرض، ولا الشمس والقمر، ولا البرق والمطر، ولا غيرها من الظواهر الطبيعية سوى من خلال التفسيرات الأسطورية، وكان للحيوانات دورٌ في تلك الأساطير الدينية القديمة.
نبع تقديس الإنسان البدائي للحيوان من تقديسه لفكرة “الحياة” ذاتها، لم يفترض الإنسان البدائي أنه مميز، بل نظر إلى نفسه ككائن حي بين الكائنات الأخرى؛ الحيوانات والطيور، بل حتى الأشجار والأنهار الجارية، كلها تنضح وتفيض من المنبع ذاته، هم شركاؤه في الحياة على هذه الأرض، وذهب بعضهم إلى الاعتقاد بأن أشكال الطبيعة الجامدة كالصخور والجبال تحتوي على نوع من الروح أو الحياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق