المفكر الإسلامي الدكتور محمد عباس
بعد المقدمة أوجز رأيي في النقاط التالية:
مقدمة:
إن في بعض -وليس كل- الفكر الشيعي انحرافا في العقيدة يجاوز الكفر إن كان بعد الكفر ذنب حين يمس القرآن أو السيدة عائشة أو أبيها أو عموم الصحابة، أما فيما عدا ذلك فهم مسلمون جهلة بل وفاسقون كباقي المسلمين، وقد قال ابن تيمية بوضوح أن فيهم المؤمن الذي لا شك في إيمانه والكافر الذي لا شك في كفره وقسم ثالث اختلف فيه العلماء، وقال بن باز أنه لا يجوز تكفيرهم جماعة بل ينظر القاضي في كل منهم مستقلا تماما عن غيره فالكفر تهمة شخصية لا جماعية كما أنها حكم شرعي. ولا شك أن عصمة الأئمة باب يؤدي إلى الشرك لكنه ليس مقصورا على الشيعة فلا فرق حقيقي بينها وبين عصمة القطب الصوفي أو عصمة فقهاء السلطان فيمن يدعون السلفية. نعم: العصمة في الشيعة والصوفية والسلفية جميعا حيث تفتح أبوابا للشرك واسعة لكنها في الشيعة معلنة وفي الصوفية والسلفية يتسترون عليها ويسمونها بغير أسمائها. إن انحرافات الصوفية والسلفية المدخلية لا تقلان كثيرا عن انحرافات الشيعة.
ومذابح السنة لا تقل عن مذابح الشيعة ولا تنسوا أبدا أن العلو الشيعي الأخير بدأ باستدعاء السعودية ومصر مبارك للغرب وأمريكا فدمروا سنة العراق وسلموه لإيران ومن ثم بدأ العلو الشيعي
ثم نرجع للحديث
1- أتمنى أن يتحول الشيعة جميعا إلى سنة- السنة الحقيقية لا سنة الحكام وخدمهم من العلماء، فإن لم يكن الكل فليكن البعض، وأن نتفق على التحالف ولو اختلفنا ضد أعداء الإسلام
2- أنني أرفض وأندهش بل وأزدري فكرة عصمة الأئمة وأراها قريبا من الشرك. كما أنظر بعين الدهشة إلى تخلف الممارسات التي يؤديها بعض الشيعة، لكن هل هي أضل من ممارسات الصوفية أو من الملك الذي يزني على الهواء؟ يدهشني أن شعبا ذكيا كالشعب الإيراني (وهو من الجنس الآري كالألمان لكنني لا أعول على ذلك ولا أصدقه) لا يفطن للتناقضات في مذهبهم - في مذهبهم وليس في دينهم- لكن لنعترف أن معظمنا كسنة عاملهم بطريقة برنارد لويس ولتحقيق غاياته من استمرار اشتعال الصراع بين الفريقين. وهي مؤامرة مكتوبة ومنشورة وهدفها حماية إسرائيل. لقد جفونا الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة مع أن نجاحاتنا فيها مذهلة وانظروا كيف تراجع المد الصوفي وتلاشت كثيرا من البدع بعد انتشار القنوات الفضائية الإسلامية رغم امتلائها بالدخن وفقهاء السلطان والمنافقين. ولو أننا أنفقنا عشر ما أنفقناه في الحرب على الدعوة لكان مكسبنا هائلا. إن 35% من الإيرانيين سنة، ووصولنا إلى ضعف هذه النسبة ليس أمرا بعيد المنال ولاحظوا تضافر الشيعة والسعوديين لتقليل النسبة للمحافظة على تأجيج الصراع.
لقد كان من التبعات الكارثية للمنهج السعودي الأمريكي في الحفاظ على تأجج الخلاف أن قطاعات من الشعب الإيراني المأزوم المحاصر من الداخل والخارج والمرفوض من أمته الإسلامية لم يجد ملاذا إلا في الكفر والإلحاد، وهذا واضح بصورة خاصة في الشيعة خارج إيران
ثم أجيبوني: أجيبوني ولا تدفسوا رؤوسكم في الرمال لتتجنبوا الإجابة: هل تزر وازرة وزر أخرى؟ هل يعاقب الإنسان بوزر اقترفه جده؟ هل يجوز تكفير قبيلة أو شعب جماعة؟ أم أن التكفير قضية فردية وحكم شرعي لا يبت فيه إلا القاضي؟ هل أصبحتم جميعا قضاة.
هل تدركون معنى استعار حرب في كل بلد إسلامي بين السنة والشيعة داخل بلده؟ أليست النتيجة حربا أهليا لا تبقي ولا تذر؟
ثم : لماذا هذه العداوة الشيطانية موجودة فقط في منطقتنا. لماذا لايحمل الأتراك نفس الشعور لهم؟ ولا الباكستانيين ولا الماليزيين ولا الأندونيسيين.
لا ينتشر هذا الشعور بالبغض الهستيري إلا في الدول الخاضعة بالكامل لأمريكا
ألم يأمرنا الإسلام بالدعوة بالحسنى فإذا بالعدو كأنه ولي حميم. هل تؤمنون بالقرآن؟
ألم نؤمر بأن نكره الذنب لا المذنب بل أن ندعو له بالهداية
ثم لماذا تسمح السعودية للشيعة الكفار كما تزعمون بالحج
ولماذا، قبل عصر السيطرة الأمريكي كان شيخ الأزهر هو الذي عقد قران الأميرة فوزية السنية وشاه إيران الشيعي (عندما ذكرت ذلك في مقالة سابقة بادر أحد المغسولة أدمغتهم بالتأكيد والجزم أن شاه إيران كان سنيا)في رائعة جورج أورويل 1984 للحفاظ على تأجيج الكراهية كان لابد لكل منتسبي الدولة أن يقضوا دقيقتين كل يوم يعبرون فيها عن كراهية أعداء الأخ الكبير
دقيقتان
أما أنتم فتعيشون قرونا من الكراهية
تحولت الكراهية إلى عقيدة كالدين، كالبوذية والمجوسية والأديان المحرفة، وهي صواب مهما فضحتها الأدلة فكل الأدلة تؤول وتتحور لتظل العقيدة كما هي بلي عنق الكلام والمعاني.
الحديث طال والموضوع يحتاج كتابا ضخما ولابد في هذه العجالة أن أنهيه رغم وجود نقاط أخرى كثيرة،
لذلك أندفع للنهاية قبل أوانها: لن يتحرر العالم الإسلامي إلا بصدام مع الغرب، صدام لا يشترط أن يكون عسكريا، وإن استعددنا له وللاستشهاد. بهذا الصدام وحده سنتحرر ونعيد للأمة بهاءها وريادتها. لكن هذا يستحيل حدوثه ما لم نرتق الفتق بين السنة والشيعة وهو ممكن إن صفت النفوس ووضحت الرؤية وفهمنا الاستراتيجية. أعلم أن كلامي لن يؤثر كثيرا، فأكثركم يتحرك " بسوفت وير" برنارد لويس
لقد ضيعنا الإسلام ولو واصلنا فمآلنا الاستبدال لا التمكين
نحن الآن في الجزء الأخير من آخر عروة من عرى
الإسلام التي انتقضت
اللهم قد حاولت حقن الدماء بين أمتي فأبوا
صبرا على لأوائك لا إله سواك
اللهم فاشهد
اللهم فاشهد
اللهم فاشهد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق