الأحد، 22 أغسطس 2021

هل الكراهية المسعورة عقيدة كالدين؟

 هل الكراهية المسعورة عقيدة كالدين؟

المفكر الإسلامي الدكتور محمد عباس


هل تعرفون ماذا جنيتم بكراهيتكم العنيفة - التي لا يعرفها الإسلام - للشيعة؟ بل وللسنة أيضا فبينكم وبين بعضكم إحنا لا تقل عن رزاياكم للشيعة ورزايا الشيعة لكم. 
تذكروا موقفكم من العراق ومن البوسنة والهرسك ومن أفغانستان، وأنكم بهذه الكراهية المسعورة تحققون مراد أمريكا وإسرائيل لا مراد الله.

بعد المقدمة أوجز رأيي في النقاط التالية:

مقدمة:

إن في بعض -وليس كل- الفكر الشيعي انحرافا في العقيدة يجاوز الكفر إن كان بعد الكفر ذنب حين يمس القرآن أو السيدة عائشة أو أبيها أو عموم الصحابة، أما فيما عدا ذلك فهم مسلمون جهلة بل وفاسقون كباقي المسلمين، وقد قال ابن تيمية بوضوح أن فيهم المؤمن الذي لا شك في إيمانه والكافر الذي لا شك في كفره وقسم ثالث اختلف فيه العلماء، وقال بن باز أنه لا يجوز تكفيرهم جماعة بل ينظر القاضي في كل منهم مستقلا تماما عن غيره فالكفر تهمة شخصية لا جماعية كما أنها حكم شرعي. ولا شك أن عصمة الأئمة باب يؤدي إلى الشرك لكنه ليس مقصورا على الشيعة فلا فرق حقيقي بينها وبين عصمة القطب الصوفي أو عصمة فقهاء السلطان فيمن يدعون السلفية. نعم: العصمة في الشيعة والصوفية والسلفية جميعا حيث تفتح أبوابا للشرك واسعة لكنها في الشيعة معلنة وفي الصوفية والسلفية يتسترون عليها ويسمونها بغير أسمائها. إن انحرافات الصوفية والسلفية المدخلية لا تقلان كثيرا عن انحرافات الشيعة. 

ومذابح السنة لا تقل عن مذابح الشيعة ولا تنسوا أبدا أن العلو الشيعي الأخير بدأ باستدعاء السعودية ومصر مبارك للغرب وأمريكا فدمروا سنة العراق وسلموه لإيران ومن ثم بدأ العلو الشيعي     

ثم نرجع للحديث


1- أتمنى أن يتحول الشيعة جميعا إلى سنة- السنة الحقيقية لا سنة الحكام وخدمهم من العلماء، فإن لم يكن الكل فليكن البعض، وأن نتفق على التحالف ولو اختلفنا ضد أعداء الإسلام

2- أنني أرفض وأندهش بل وأزدري فكرة عصمة الأئمة وأراها قريبا من الشرك. كما أنظر بعين الدهشة إلى تخلف الممارسات التي يؤديها بعض الشيعة، لكن هل هي أضل من ممارسات الصوفية أو من الملك الذي يزني على الهواء؟ يدهشني أن شعبا ذكيا كالشعب الإيراني (وهو من الجنس الآري كالألمان لكنني لا أعول على ذلك ولا أصدقه) لا يفطن للتناقضات في مذهبهم - في مذهبهم وليس في دينهم- لكن لنعترف أن معظمنا كسنة عاملهم بطريقة برنارد لويس ولتحقيق غاياته من استمرار اشتعال الصراع بين الفريقين. وهي مؤامرة مكتوبة ومنشورة وهدفها حماية إسرائيل. لقد جفونا الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة مع أن نجاحاتنا فيها مذهلة وانظروا كيف تراجع المد الصوفي وتلاشت كثيرا من البدع بعد انتشار القنوات الفضائية الإسلامية رغم امتلائها بالدخن وفقهاء السلطان والمنافقين. ولو أننا أنفقنا عشر ما أنفقناه في الحرب على الدعوة لكان مكسبنا هائلا. إن 35% من الإيرانيين سنة، ووصولنا إلى ضعف هذه النسبة ليس أمرا بعيد المنال ولاحظوا تضافر الشيعة والسعوديين لتقليل النسبة للمحافظة على تأجيج الصراع.

لقد كان من التبعات الكارثية للمنهج السعودي الأمريكي في الحفاظ على تأجج الخلاف أن قطاعات من الشعب الإيراني المأزوم المحاصر من الداخل والخارج والمرفوض من أمته الإسلامية لم يجد ملاذا إلا في الكفر والإلحاد، وهذا واضح بصورة خاصة في الشيعة خارج إيران

ثم أجيبوني: أجيبوني ولا تدفسوا رؤوسكم في الرمال لتتجنبوا الإجابة: هل تزر وازرة وزر أخرى؟ هل يعاقب الإنسان بوزر اقترفه جده؟ هل يجوز تكفير قبيلة أو شعب جماعة؟ أم أن التكفير قضية فردية وحكم شرعي لا يبت فيه إلا القاضي؟ هل أصبحتم جميعا قضاة.

لقد سقت لكم رأي عشرات العلماء الذين يقولون أنهم مسلمون،بل سقت لكم حكم ابن تيمية الذي تحتجون به وتدعون عليه ما لم يقل؟ وعندما أتيتكم بالدليل صرختم أن الشيعة الآن على خلاف الشيعة أيام ابن تيمية. إذن كنتم تكذبون عندما ادعيتم عليه بعكس ما قال لقد انجرفتم خلف الفقه الأمريكي الي@ودي الذي كانت غايته أن الشيعة ألعن من اليهود.
فهل شيعة إيران فقط هي الألعن من اليهود أم الشيعة في كل البلاد الإسلامية.
لقد كانت النتيجة التي ساقوكم إليها كقطيع يندفع إلى المجزرة أنكم تصالحتم مع إسرائيل وتحتالفتم معها ضد إيران، هل قال لكم ابن تيمية ذلك؟ أم ابن الموساد وال CIA

هل تدركون معنى استعار حرب في كل بلد إسلامي بين السنة والشيعة داخل بلده؟ 
أليست النتيجة حربا أهليا لا تبقي ولا تذر؟ 
 أنا أعلم أن كلامي لن يؤثر فيكم لأنكم مبرمجون بغسيل المخ البريطاني والفرنسي ثم الأمريكي. 
أنتم تنفذون حرفيا ما نشرته مجلة كيفونيم الإسرائيلية عام 1982: أنه إذا استمرت الحرب بين العرب وإسرائيل أو بين المسلمين وإسرائيل ستضيق الفجوة التكنولوجية ولو ببطء وفي النهاية سينتصر 300 مليون عربي على 3 ملايين إسرائيلي:الأعداد عام 82. لذلك -والحديث لبرنارد لويس- لابد أن نشعل حربا بين السنة والشيعة تستمر مشتعلة مائة عام تحقق فيها إسرائيل السيادة. هل تدركون أنكم تنفذون الخطة بأكثر مما تمنى برنارد لويس

ثم :
لماذا هذه العداوة الشيطانية موجودة فقط في منطقتنا. لماذا لايحمل الأتراك نفس الشعور لهم؟ ولا الباكستانيين ولا الماليزيين ولا الأندونيسيين.

لا ينتشر هذا الشعور بالبغض الهستيري إلا في الدول الخاضعة بالكامل لأمريكا

ألم يأمرنا الإسلام بالدعوة بالحسنى فإذا بالعدو كأنه ولي حميم. هل تؤمنون بالقرآن؟

ألم نؤمر بأن نكره الذنب لا المذنب بل أن ندعو له بالهداية

ثم لماذا تسمح السعودية للشيعة الكفار كما تزعمون بالحج

ولماذا، قبل عصر السيطرة الأمريكي كان شيخ الأزهر هو الذي عقد قران الأميرة فوزية السنية وشاه إيران الشيعي (عندما ذكرت ذلك في مقالة سابقة بادر أحد المغسولة أدمغتهم بالتأكيد والجزم أن شاه إيران كان سنيا)

في رائعة جورج أورويل 1984 للحفاظ على تأجيج الكراهية كان لابد لكل منتسبي الدولة أن يقضوا دقيقتين كل يوم يعبرون فيها عن كراهية أعداء الأخ الكبير

دقيقتان

أما أنتم فتعيشون قرونا من الكراهية

تحولت الكراهية إلى عقيدة كالدين، كالبوذية والمجوسية والأديان المحرفة، وهي صواب مهما فضحتها الأدلة فكل الأدلة تؤول وتتحور لتظل العقيدة كما هي بلي عنق الكلام والمعاني.

الحديث طال والموضوع يحتاج كتابا ضخما ولابد في هذه العجالة أن أنهيه رغم وجود نقاط أخرى كثيرة،

لذلك أندفع للنهاية قبل أوانها: لن يتحرر العالم الإسلامي إلا بصدام مع الغرب، صدام لا يشترط أن يكون عسكريا، وإن استعددنا له وللاستشهاد. بهذا الصدام وحده سنتحرر ونعيد للأمة بهاءها وريادتها. لكن هذا يستحيل حدوثه ما لم نرتق الفتق بين السنة والشيعة وهو ممكن إن صفت النفوس ووضحت الرؤية وفهمنا الاستراتيجية. أعلم أن كلامي لن يؤثر كثيرا، فأكثركم يتحرك
" بسوفت وير" برنارد لويس

لقد ضيعنا الإسلام ولو واصلنا فمآلنا الاستبدال لا التمكين

نحن الآن في الجزء الأخير من آخر عروة من عرى 

الإسلام التي انتقضت

اللهم قد حاولت حقن الدماء بين أمتي فأبوا

صبرا على لأوائك لا إله سواك

اللهم فاشهد

اللهم فاشهد

اللهم فاشهد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق