الاثنين، 16 أغسطس 2021

انتصار طالبان..بين فرحنا الغامر..وتفاؤلنا الحذر

 انتصار طالبان..بين فرحنا الغامر..وتفاؤلنا الحذر

د.عبدالعزيز كامل
16/08/2021 



ليست هذه هي المرة الأولى التي يدخل المجاهدون فيها العاصمة الأفغانية ( كابول) فاتحين..وليست هي أول حالات فرح  المسلمين الغامرة بالانتصارات الباهرة للموحدين  على جموع  الملحدين والمشركين .. وإن كنا نرجو هذه المرة بأن يكون انتصارهم إيذانا ببدء عبور المرحلة الانتقالية..بين حكم الجبرية..وعودة الخلافة الإسلامية..

.. جوانب المشهد الأفغاني الآني تثير في أكثرها  فرح المؤمنين..فحقهم ؛ بل واجبهم أن يفرحوا بكل نصر للمسلمين؛  حمدا وشكرا لله  (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بنصر الله) (الروم / ٤)..لكن تجارب العقود القليلة الماضية تعلمنا.. بل تلقننا؛ بأن نكون في تفاؤلنا حذرين، فما أكثر ما تحولت أفراحنا إلى أتراح، بسبب قلة التحفظ في مظاهر النشوة المفرطة .. التي قد تتحول إلى ظواهر انكسارات محبطة.. وذلك عندما نخطئ أو نتخطى قراءة المشهد من جميع جوانبه..

.. ومن جوانب المشهد التي لا ينبغي لعاقل التغافل عنها او التعامي عن تأثيراتها.. أن نظاما عالميا جديدا يتشكل اليوم..أو هو قيد التشكل.. ومن أبرز  شواهد ذلك  - بحسب مايظهر - أن حربا باردة جديدة بين الشرق والغرب قد بدت بوادرها ،بل بدأت مظاهرها تطغى على الساحة الدولية.. وأفغانستان أحد أهم محاورها..

.. الطرف الأول في هذه الحرب الباردة هو  أمريكا وحلفاؤها الغربيون.. بالإضافة إلى إمكانات عالم المسلمين ( كما يحلم ويحلو للأمريكيين) .. بغرض إعادة استخدامهم عصا لضرب ( الطرف  الثاني) وهم أعداء الروم التقليديين.. الذين يمثلهم  هذه المرة ( بالإضافة الى الفرس والروس)؛ تنين الصين..المتطلع إلى قضم التجارة العالمية اقتصاديا ..ثم هضمها عسكريا..

 

..ستدور أساسيات مجريات السياسة العالمية _ والعلم عند الله _ حول هذه الخلاصة لبضع سنين.. أما حواشيها فهي في رأيي.. مجرد تفاصيل.. لكن  تلك التفاصيل سيفصل فيها قول رب العالمين.. ( وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ( البقرة/٢٥١) والمعنى كما قال المفسرون : أنه لولا أن الله تعالى يدفع بحكمته أهل الشر والعدوان..بجهاد أهل الخير والإيمان.. لما استمرت حياة صالحة ..ولا بقيت فئات من الناس مصلحة..

.. فاللهم اللهم عز جاهك وجل ثناؤك وتقدست أسمائك ولا إله غيرك ؛ اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم ،اهزم الكفر والشرك وأهله..وانصر الإسلام وأهله..وأنج برحمتك المستضعفين من المؤمنين ..اللهم آمين.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق