السبت، 21 أغسطس 2021

قراءة في قصة أيامي مذكرات الشيخ كشك رحمه الله

قراءة في قصة أيامي

 مذكرات الشيخ كشك رحمه الله


اسم الكتاب: قصه ايامي - مذكرات الشيخ كشك 
اسم المؤلف: عبد الحميد كشك
الناشر : المختار الاسلامي للطبع والنشر والتوزيع
تاريخ الإصدار:1986



لمحة عن الكتاب

عبد الحميد كِشك هو ذاك الشيخ المصري الضرير الذي أضنى السلطات المصرية كاملة من أنور السادات وحتى العسكري المأمور يقول الشيخ كشك : كان والدي يعطيني كل شهر خمسة وأربعين قرشًا بالإضافة إلى بعض الخبز والجبن الذي كنت أحمله الى الاسكندرية . 
ومرت الأيام سريعة وكلما انشق فجر وأضاء نهار ازدادت الظلمة في عيني .. وكأني أمشي بخطى سريعة الى سجن العمى ولما عزمت على الرحيل لأداء الامتحان كانت تراودني فكرة هزتني من الأعماق هزًا عنيفًا هل إذا ذهبت لأداء الامتحان وحدي سأستطيع أن أعود من هنالك وحدي؟ وتوكلت على الله وأديت امتحان الشهادة الابتدائية وما أن فرغت من الامتحان حتى كنت إذا أخرجت يدي لم أكد أراها وإخواني من الطلبة لم يدركوا أنني كف بصري فكنت في حرج هو أنني كيف أعود؟ وكيف أسافر؟

وهداني الله الى أن أقصد زميلاً عهدت فيه طيبة القلب أمليت عليه خطابًا وصلت الرسالة إلى والدي وعلى جناح السرعة رأيته مهرولاً كنت قابعًا في ركن من أركان الغرفة كثيبًا كاسف البال وقطع علي صمتي صوت والدي يلقي علي السلام ومد يده مصافحًا فأخطأت يدي الطريق إلى يده وبنبرة حزينة قال لي : ماذا حدث وعلى سبيل السرعة 
قلت له لقد أصبحت لا أرى شيئًا. 
فما كان منه إلا أن قال لا تحزن وسوف أعمل على علاجك حتى ولو بعت ثوبي هذا وأخذني من يدي وتوجهنا إلى بلدنا وعقدت العزم على لزوم بيتي وألا أقابل أحدًا. 
ذكريات كثيرة يتضمنها هذا الكتاب لحياة الشيخ كشك وكثرت الأحاديث عن الحياة الأليمة التي عاشها الداعية الإسلامي في ظل الحكم العسكري لمصر وخاصة في فترة حكم الرئيس المصري محمد أنور السادات ، طريقة السرد أكثر من رائعة وأسلوب تشويقي في غاية المتعة ، خاصة وان الذكريات تضمنت من فترة صغره وتعليمه مرورا بتعينه تبع الأزهر الشريف مرورا باعتقاله وشهرته في الخطابة والدروس الدينية .


مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد رب العالمين , وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين وأشهد أن سيدنا ونبينا وعظيمنا وحبيبنا محمد رسول الله خاتم الأنبياء والمرسلين وبعد .. فإن الدهر مدرسة .. أساتذتها الأيام والليالي وعلى كل عاقل أن يكون بصيرا بزمانه !!

والأيام مطية ابن آدم , فهنيئا لمن استعمله في طاعة الله قال صلوات الله وسلامه عليه :" اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك , وصحتك قبل سقمك , وغناك قبل فقرك , وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك ".

وقال صلى الله عليه :" لا تزول قدما عبد من بين يدي الله عزوجل حتى يسأل عن أربع : شبابك فيم أبليته ؟ وعمرك فيم أفنيته ؟ ومالك من أين اكتسبته ؟ وفيم أنفقته؟ وعملك ماذا صنعت فيه ؟ والكيس من دان نفسه , وعمل لما بعد الموت , والعاجز من اتبع نفسه هواها , وتمني على الله الأماني ".

وجل جلال الله إذ يقول :" ثم إنكم بعد ذلك لميتون ثم إنكم يوم القيامة تبعثون " وإذ يقول : ( أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ) ؟!

فعلي أولي الأبصار أن يعتبروا ويعلموا أن الحياة ألم يخفيه أمل , وأمل يحققه عملا وعمل ينهيه أجل , وبعد ذلك يجزي كل امرئ بما فعل فما الإنسان في جيل إلا ذرة في فضاء وما الجيل في الزمان إلا لبنة في بناء وما الزمان إلا مقدمة محدودة لعالم البقاء !!

دقات قلب المرء قائلة له :إن الحياة دقائق وثوان

فارفع لنفسك بعد موتك ذكرهافالذكر للإنسان عمر ثان

واصبر على نعم الحياة وبؤسهانعم الحياة وبؤسها سيان

هذه قصة أيامي بحلوها ومرها , وضحكها وعبوسها وليلها ونهارها , أقدمها إلى الذين يريدون أن يأخذوا من الأيام عبرة فهي نصف قرن من الزمان كان فيها العرق والدموع , واليقظة والهجوع والحرية والسجون , عسي الله أن ينفع بها من أراد أن يأخذ من الأيام عبرة .

عبد الحميد كشك


 قراءة  قصة أيامي: مذكرات الشيخ كشك
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق