الثلاثاء، 31 أغسطس 2021

برنامج: تأمـــــلات لم سخر الجاحظ من أرسطو؟

 برنامج: تأمـــــلات

لم سخر الجاحظ من أرسطو؟


كل يغني على ليلاه.. ما حكاية هذا المثل؟

من الأمثال الشائعة التي يتداولها العرب بكثرة في حياتهم المثل القائل “كلّ يغني على ليلاه”، فما حكاية هذا المثل؟ وإلى أي زمن يعود؟

للعودة لأصل المثل لا بد من الإشارة إلى قبيلة بني عامر، حيث كانت تعيش فيها فتاة تدعى ليلى العامرية، وهي ليلى بنت مهدي بن سعد بن مهدي بن ربيعة ابن الحريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وكان لها ابن عم يدعى قيس بن الملوح، وعاشا في عهد الخليفة الأموي مروان بن الحكم وابنه عبد الملك بن مروان.

وكانا يرعيان الأغنام معًا منذ الصغر فهام بها حبًّا، وكان يسير بين الناس يقول فيها شعرًا حتى لقّبه الناس بالمجنون، ولكن لما كبر قيس وليلى منعها أهلها عن قيس حسب العادات التي قضت بعدم تزويج الفتاة بمن شبّب بها، فجعل ينظم الشعر عن حبّ ليلى وفراقها؛ حتى أصابه الضعف والهزال ومسّه الجنون، فعرف بين أهل القبيلة "بمجنون ليلى".

ومن أشعار قيس في ليلى:
وخبرتماني أن تيماءَ منزلٌ لليلى إذا ما الصيف ألقى المراسيا
فهذي شهور الصيف عنّا قد انقضت فما للنوى ترمي بليلى المراميا

وفي إحدى الروايات أن قيسًا لم يكن مجنونًا، ولكنه ادّعى الجنون حتى لا يفتك به أهلها، ويقول فيها من الشعر ما يحلو له، ويبدو أن الأمر راق لشعراء كثيرين فنظموا الأشعار يتغزّلون بحبيباتهم ويسمّونهنّ ليلى، ونسبوها إلى المجنون حتى لا يُفتضح أمرهم.

ويقال إن الأصمعي سأل أحد الأعراب من بني عامر عن مجنون ليلى، فقال له الأعرابي: عن أيهم تسأل؟
ولأنه من المستبعد أن يكون جميع شعراء بني عامر قد هاموا بليلى العامرية، ومن المستبعد أيضًا أن تكون كل فتيات بني عامر اسمهنّ ليلى؛ فقد قال العرب "إن كلًا يغني على ليلاه"، أيّ على ما يهجس فيه ويؤرقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق