السبت، 8 أكتوبر 2022

إشراقات قرآنية›سورة الفاتحة›

إشراقات قرآنية›سورة الفاتحة›

بين يدي سورة الفاتحة


أسباب اختيار الحديث عن سورة الفاتحة

بسم الله الرحمن الرحيم.
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ونصلي ونسلم على عبده ورسوله سيدنا وإمامنا محمد، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سنقضي بإذنه تعالى هذه الليالي المباركة، بعد صلاة العشاء من كل ليلة في هذا الأسبوع، في رياض من رياض الذكر والعلم، مع أشرف العلوم وأعظمها، مع الهدى والتنزيل والخير والرحمة، مع كلام سيدنا وإلهنا ومولانا جل وتعالى، نتدبر ونتأمل، ونتفكر ونتعجب، ونذكر ونشكر!
عندنا في هذه الليلة (سورة الفاتحة)، وقد اخترت هذه السورة لأسباب:
منها: وجازتها وقصرها.
ومنها: شدة الحاجة إلى معرفتها؛ فإنه ما من أحد إلا ويحتاج إلى قراءة هذه السورة، لا أقول: في كل صلاة، بل في كل ركعة، ففي صحيح البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب).
ومنها: أن هذه السورة محفوظة لدى الجميع، فحتى صبيان الكتَّاب يحفظون هذه السورة ويرددونها، ولكن الكثير من الناس قد يخفى عليهم معناها، أو بعض معناها.
ومنها: شرف هذه السورة كما سوف يتضح، فإنها من أعظم وأفضل سور القرآن الكريم.


سبب تسمية سورة الفاتحة بهذا الاسم

لهذه السورة الكريمة أسماء:
منها: الفاتحة، أو فاتحة الكتاب، وقد جاء هذا الاسم في الصحيح، كما في الحديث الذي أسلفته، فسماها: فاتحة الكتاب أو الفاتحة؛ وسميت بهذا لأن الصحابة رضي الله عنهم جعلوها في صدر المصحف، فهي قبل سورة البقرة، باتفاق الصحابة والأئمة والقراء.. وغيرهم.
وقد يكون سبب تسميتها بالفاتحة أنها أول ما يقرأ في الصلاة بعد تكبيرة الإحرام؛ فإنها تسبق غيرها من آيات الكتاب العزيز.


الموضوعات التي تضمنتها سورة الفاتحة

وهي فعلاً فاتحة افتتح الله بها كتابه عز وجل وأراد أن تكون في صدر القرآن، فهي كالمقدمة للمصحف، ولهذا ذكر المفسرون أن سورة الفاتحة اشتملت على معظم الأصول، والقواعد، والمعاني العظيمة في القرآن، فكأن هذه السورة تلخص مقاصد ومعاني الكتاب الكريم.
ولو تأملت هذا بعض التأمل لوجدته ظاهراً، فهذه السورة فيها:
التعريف بالله تعالى، وقد احتوت على خمسة من أسماء الله الحسنى.
وفيها: ذكر البعث والجزاء والحساب ويوم الدين.
وفيها: ذكر العبادة، وهي المقصد من خلق الناس.
وفيها: الاستعانة.
وفيها: الدعاء.
وفيها: التحذير من مسالك الضلال.
فقد اشتملت هذه السورة على معظم المقاصد القرآنية، بل اشتملت على مقاصد الكتب السماوية، وهذا الاشتمال اشتمال بياني ظاهر، وليس أمراً تعجيزياً أو ألغازاً أو تهويلاً، كما يقوله بعض المبالغين الذين يقولون: إن الكتب السماوية متضمنة في القرآن، والقرآن متضمن في سورة الفاتحة، وسورة الفاتحة متضمنة في ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ))[الفاتحة:5]، و((إِيَّاكَ نَعْبُدُ))[الفاتحة:5] متضمنة في الباء، والباء متضمنة في نقطتها، فهذا كلام لا اعتبار به؛ لأن التضمن في القرآن هو شيء للتدبر والنظر والفهم، والنقطة لا معنى لها، والباء منفصلة لا معنى لها، وإنما المعنى لمجمل الآية، ومجمل السورة، ومجمل
القرآن الكريم .

فائدة افتتاح المصحف بسورة الفاتحة


وأيضاً: الله تعالى جعلها الفاتحة لكتابه الكريم، فدل ذلك على مشروعية أن يستفتح الإنسان الكلام بشيء مناسب من جنسه، فتستفتح الخطب والمجالس والمجامع.. وغيرها بالكلام اللائق المناسب المختصر، فإن هذه السورة مختصرة، ليست مطولة، بل هي بضع آيات افتتح بها الكتاب الكريم، فهذا يدل على الاختصار.
بينما قد تجد كثيراً من الخطباء اليوم والمتحدثين، قد يضيع في دهاليز الافتتاح، وتكون الافتتاحية للخطبة أو المحاضرة أطول من مقصد المحاضرة أو مضمونها، وهذا خلل في البيان والفصاحة والبلاغة؛ فإن الافتتاح ينبغي أن يكون مختصراً، وهكذا النبي صلى الله عليه وسلم كان يختصر ويوجز في صدر الحديث، ويفتتح بالجوامع من الكلمات والأدعية.. وغيرها.
نعم ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول خطبة الحاجة، وهي: (إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا).. إلى آخره، ويقرأ فيها نوازع من الآيات القرآنية.
بعض العلماء قالوا: إن هذه الخطبة تقال عند النكاح -هي خطبة النكاح-، فهي تقال في مجلس النكاح، وقد بوب بعض الشراح وبعض أئمة الحديث عليها بهذا المعنى.
وبعضهم قالوا: إنها تقال في مجلس النكاح وفي غيره، لكن لم تدل النصوص على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحافظ عليها محافظة تامة، ويقولها في كل مجلس وخطبة، وإلا لتواتر واشتهر نقلها، وإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم ينوع في ضروب الاستفتاح، وهذا لا بأس به.


وضوح معنى القرآن الكريم وعلاقة ذلك بسورة الفاتحة

أيضاً من الدروس المهمة في موضوع الفاتحة، وهو درس عظيم: أن القرآن الكريم كتاب مفصل محكم، كما ذكر الله تعالى: ((أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ))[هود:1]. فتجد غالب القرآن الكريم واضح المعنى، يفهمه العربي والعجمي، والكبير والصغير، ومن ذلك سورة الفاتحة مثلاً، فلا أحد يخفى عليه المعنى المباشر للآية، نعم، العلماء يتميزون بعمق الاستنباط، ويستنبطون معاني دقيقة، قد لا يغوص فيها غيرهم، لكن المعنى المباشر يفهمه كل أحد، أو غالب الناس، فإذا قلت: الحمد لله رب العالمين، فهم كل أحد معنى هذه الآية، وأن فيها ثناءً وشكراً لله تبارك وتعالى، رب الناس ورب الخلق، وهذا المعنى المباشر يفهمه كل أحد.
فيدل ذلك على أهمية الوضوح أيضاً في اللغة العلمية، وتسهيلها وإيصالها إلى الناس، وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل أن يموت -كما في صحيح مسلم - تكلم عن آية الربا وقال: (إنني ما سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء، كما سألته عن آية الربا، حتى ضرب النبي صلى الله عليه وسلم في صدري، وقال لي: يا عمر! ألا تكفيك آية الصيف التي في آخر سورة النساء، ثم قال: إني ندمت أني لم أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكلالة، وإني إن أعش أقض فيها بقضية يعرفها من يقرأ القرآن، ومن لا يقرأ القرآن) .
فانظر هذه الهمة العمرية، أنه يريد أن يسهل مسائل الفقه والعلم التي يحتاج إليها ليفهمها كل أحد، من يقرأ ومن لا يقرأ.
وهكذا كنا نسمع عن الخليل بن أحمد الإمام اللغوي، صاحب العين ، أول قاموس في اللغة العربية، وهو إمام جليل القدر، عظيم العلم، واسع الديانة، وهو الذي اكتشف علم العروض، ووضع قواعد البحور، كان يقول: إنه يهم بعملية حسابية تذهب بها الجارية إلى البقال فلا يظلمها، ولكن نازعته المنية دون ذلك.
فالناس اليوم بحاجة إلى أن يقتبسوا هذا الدرس العظيم من طريقة القرآن الكريم، وهي طريقة الوضوح والمباشرة في القضايا الكلية، نعم هناك أبواب من العلم الخاص، الذي لا يتيسر لكل أحد، لكن ما يتعلق بالقواعد الكلية المتضمنة لإيمان الناس، وتوحيدهم، وعبادتهم لله، ومعرفتهم به سبحانه، وما يتعلق بأركان الإيمان وقواعده وقضاياه، أن تسهل للناس بحيث يفهمونها.


أسماء سورة الفاتحة

من أسماء هذه السورة: سورة الفاتحة.

ومن أسمائها أيضاً: السبع المثاني، وهذا الاسم جاء في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ((وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ))[الحجر:87]. فعدها الله تعالى سبعاً، وهي سورة الفاتحة أي: سبع آيات، والمثاني جمع مثْنى أو مثنّى، والمثنى: هو الواحد وما يضاف إليه، يعني: الاثنان يسميان: مثنى، فهي مثنى أو مثنى، والمقصود بكونها مثاني: إما أنها تكرر مرة بعد أخرى في القراءة، وهذا نقل عن عمر رضي الله عنه، فسميت مثاني؛ لأنها تقرأ في الركعة الأولى، وتقرأ في الركعة الثانية، بخلاف غيرها من سور القرآن الكريم، ويحتمل ويجوز أن يكون معنى قوله: ((مِنَ الْمَثَانِي)) أي: أن هذه السورة فيها المعاني المتضمنة في القرآن الكريم، أي: أن الله تعالى كرر فيها القواعد والمقاصد العظيمة، المتضمنة في كتابه عز وجل، وهذا دليل على أنها سبع آيات.
وقد يؤخذ من هذه الآية الكريمة أن من أسمائها: القرآن العظيم، وهذا من باب تسمية البعض باسم الكل، فإن الله عز وجل قال: ((آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ))[الحجر:87]. والنبي صلى الله عليه وسلم قال عن سورة الفاتحة : (وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته). فسماها: قرآناً عظيماً، وهذا من باب تسمية البعض باسم الكل.
وأيضاً من أسماء هذه السورة: أنها تسمى بأم القرآن، أو أم الكتاب، وهذا جاء في السنة النبوية، في حديث أبي هريرة عند مسلم ، وكذلك حديث أبي سعيد الخدري في البخاري في قصة اللديغ الذي قرءوا عليه بأم القرآن، فشفي وقام، كأنما نشط من عقال، ما به بأس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لـأبي سعيد : (وما أدراك أنها رقية). فهذا من أسمائها.
وأم الشيء هو أصله ولبه، فأم الكتاب أو أم القرآن أي: أنها أساسه، وقد يطلق الأم على الراية التي يجتمع عليها الناس، إذا كانوا في تجمع أو حرب، فتكون السورة حينئذ كأنها الراية أو العلامة البارزة في القرآن الكريم، وهي المتضمنة لجل معانيه.
وقد أوصل بعض المفسرين أسماء هذه السورة إلى أكثر من عشرين اسماً، كالأساس.. وغيرها، والذي نختاره أن هذه ليست أسماء، وإنما هي أوصاف لهذه السورة، وإنما أشهر الأسماء الذي ثبت في القرآن والسنة هو ما ذكرناه.


مكان نزولها

هذه السورة -سورة الفاتحة- مكية، ويكاد أن يكون هذا اتفاقاً عند المفسرين، وقد نقل عن مجاهد- وحسبك به في التفسير- أنه قال: إنها مدنية، ولكن هذا قول ضعيف جداً، والراجح أن السورة مكية، بل هي من أول ما نزل، بل حكى بعضهم: أنها أول ما نزل، وهل هذا مسلّم أنها أول ما نزل؟ كلا، بل أول ما نزل: ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ))[العلق:1]، لكن قد يحمل كلام من قالوا: إنها أول ما نزل، أي: أنها أول ما نزل سورة كاملة، بخلاف (اقرأ) فإنها نزل صدرها، ثم تأخر عجزها بعد ذلك.
وقيل: إن سورة الفاتحة هي خامس السور في ترتيب النزول، فهي بكل حال من السور المكية المتقدمة في النزول، والتي نزلت دفعة واحدة غير مفرقة، وما نقل عن مجاهد في أنها مدنية، وأيضاً ما نقل عن بعضهم من أنها نزلت بـمكة ، ثم نزلت في المدينة مرة أخرى، فضعيف ولا يثبت.


عدد آياتها

عدد آيات هذه السورة سبع آيات كما ذكره الله تعالى: ((وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي))[الحجر:87]. والنبي صلى الله عليه وسلم نص على تفسير هذه الآية، فقال: (وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته). وهذا قول كافة علماء العدد والتفسير.
وقد نقل في ذلك رأي غريب للحسن البصري أنها ثمان آيات، ونقل عن بعضهم أنها ست آيات، ونقل أنها تسع آيات. وكل هذه الأقوال ضعيفة.
وسبب اختلافهم أنهم اختلفوا أولاً في البسملة: ((بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ))، هل تعد من الفاتحة أو لا تعد؟
واختلفوا أيضاً في قوله: ((غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ))[الفاتحة:7]. هل يقف عندها وتكون آية، أو يتبعها بما بعدها. والصحيح هو ما عليه الجمهور من أن سورة الفاتحة سبع آيات.


اختلاف العلماء في كون البسملة آية من الفاتحة

فيما يتعلق بالبسملة: ((بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ)) هل آية من السورة أم ليست بآية؟
في هذا ثلاثة أقوال:
القول الأول لـمالك وفقهاء المدينة، وكثير من الأئمة والعلماء والصحابة: أنها ليست آية من سورة الفاتحة، وإن كان العلماء متفقين على أنها آية من القرآن الكريم، في قوله تعالى: ((إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))[النمل:30]. فهي آية من القرآن الكريم بلا خلاف، لكن هل هي آية من الفاتحة؟ هذا فيه ثلاثة أقوال كما ذكرت:
الأول: قول مالك وفقهاء المدينة وجماعة من الصحابة: أنها ليست آية من سورة الفاتحة، وإنما هي آية من القرآن الكريم.
وحجتهم في ذلك أحاديث كثيرة جداً، لعل سياقها يطول، لكن منها على سبيل المثال: قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة فيما يرويه عن ربه عز وجل: (أنه قال سبحانه: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال العبد: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))[الفاتحة:2] قال الله تعالى: حمدني عبدي). ولم يقل في الرواية الصحيحة: إذا قال العبد: ((بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ))[الفاتحة:2].
وكذلك ما ورد عن جماعة من الصحابة منهم: عائشة رضي الله عنها، وحديثها في صحيح مسلم : (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح الصلاة بالتكبير، ويستفتح القراءة بـ ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))[الفاتحة:2]). ولم يقل: بـ ((بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ))[الفاتحة:1]، فدل على أن هذا إما أن يكون علماً على السورة، أو تكون هي الآية الكريمة الأولى التي يقرؤها.
وكذلك ما نقل عن جمع (أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر و عمر كانوا يستفتحون الصلاة بـ ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))[الفاتحة:2]، لا يذكرون ((بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ))). وإن كان هذا اللفظ الزائد فيه نظر ، إلا أن كونهم يستفتحون الصلاة بـ ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))[الفاتحة:2]، وهي التي يجهرون بها دليل على أن الفاتحة تبدأُ بهذه الآية: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))[الفاتحة:2]. وأن البسملة ليست آية منها، والأدلة على ذلك كثيرة جداً.
القول الثاني: وهو قول للشافعي -يعني: رواية عن الشافعي - وأحمد بن حنبل أن البسملة آية من سورة الفاتحة؛ ولهذا يوجبان قراءتها على المصلي في صدر كل ركعة؛ لأنها آية من الفاتحة، وقد يستدلون بكتابتها في أول المصحف، كما يستدلون ب (أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع أصحابه وقال: إن سورة من القرآن آنفاً نزلت عليّ، ثم قال: (( بِسْمِ اللَّهِ الْرَّحمَنِ الْرَّحَيمِ ))) .
القول الثالث: أن البسملة آية من كل سورة في القرآن الكريم، وهذا قول للشافعي أيضاً، وهو قول عبد الله بن المبارك رضي الله عنه.
والذي يظهر: أن القول الأول هو الأقوى؛ لوضوحه وقوة أدلته وكثرتها وسلامتها من المعارضة، أن البسملة ليست آية من الفاتحة، ولا في صدر السور الأخرى، ولكنها آية بالاتفاق -وهذا لا كلام فيه- في قوله: ((إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))[النمل:30].













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق