الخليج والثورات.. وماذا يُراد من غزة؟
د.صفوت بركات
18 فبراير 2016
في 18 فبراير 2016 كتبت تحت هذا العنوان "إن لم تستطيع وقف القطار فاركبه لتحرف مساره"
اتخذت نظم الحكم الخليجية استراتيجية على ثلاث مراحل لمواجهة الثورات بعد إندلاعها واستوعبت الصدمة الأولى لها بعدما أنتقلت من تونس لمصر ثم لليبيا ثم اليمن فى تزامن مرعب لتلك الحكومات واستعانت بمخزونها السيكولوجى ومستشارى البيت الابيض والحكومات الانجليزية من دبلوماسيها المتقاعدين والذين يعملون بالخليج كمستشارين وهم فى حقيقة الأمر اصحاب رسم السياسات الخليجية فيما يخص الشأن الخارجى بكل ملفاته ..
فكانت المرحلة الأولى
الإعراب عن دعمها لمطالب الشعوب فى نيل حريتها فمكن للحكومات الخليجية أن تطلع على الكم المختزن فى الداخل الخليجى ممن يحملون نفس الثورة وسمحت لهم بأن يطلوا برؤوسهم فى العلن وسمحت لهم بالدعم والحركة ليزيد إنكشاف الداخل الخليجى على هذه الطبقة من السكان الخليجيين وسمحت لهم بالحركة الخارجية ومدتهم بالدعم والضوء الأخضر لتقف على الجزء المخفى من علاقات هؤلاء بالخارج وأكملت ملفات تلك المرحلة لكافة الرموز والجهات المتطلعة للثورات حتى أن أحد أبرز تلك الرموز تم تصوير ساعة كاملة له مع رئيس وزراء مصر وعندما عاد لبلده تم اعتقاله لشهرين وعرض عليه الفيديوا فبكى واعترف واعلن توبته وخرج وإن كان إعتقاله بزعم أخر وقضية أخرى .....
ثم انتقلت إلى المرحلة الثانية
وهى تبنى قيادة الثورات وزعم دعمها وحدث فعلا تكلفت الحكومات الخليجية بجزء من النفقة حين استشعرت أن حجم الشغف بالثورة وانتشاره بصورة وحجم ضخم لا يمكن مواجهته إذا إندلع فعلا أى صورة من صور الثورة على نظم الحكم فجعلت الثورات حق للاستغلال الحكومى فقط وصدرت القوانين والقرارات ضد كل من يعمل لدعم الثورات خارج النظام الرسمى الخليجى فضمنت أمرين التحكم فى الثورة بكل الدول بحكم دعمها وتسخينها وتبريدها واستبدال ملفاتها وتقدمها وتقهقرها وضبط حركتها فلا تنتصر وتنهض ولا تنهزم مرة واحدة وكانت الثورة قد بلغت كم مرة إلى مرحلة حسم فى جبهات عدة كادت أن تنهى الأمر فصدرت لها التعليمات والأوامر بالتوقف عند حدود ما والانسحاب وتمت الاستجابة تحت التهديد والحرمان من التمويل حتى أن بعض قادة الثورة تم التخلص منهم فى عمليات مريبة لم ينكشف اسرارها حتى اليوم ...
والأمر الآخر وهو صك البراءة أمام مواطنيها أنها ليست ضد الثورات وليس هناك أحد له الحق بالدعم غيرها وأن من تسول له نفسه سواء أكان فرد أو طائفة تم عمل ملفات له يمكن اخراجها وقت الزوم وبناء على النظم يمكن محاكمته ولن تبكى عليه العيون لأنه لا يستطيع وصم الحكومات الخليجية بالتخاذل ....
ثم المرحلة الثالثة:وهى مرحلة إدارة الهزيمة .
وهى التى تجرى الآن وهى نقل الثورة إلى ملفات سياسية ومفاوضات ومؤتمرات على مراحل والسماح لروسيا بالدخول العسكرى وتمويل روسيا بتكلفة الحرب والبقاء على عداوتها علنا وفى حقيقة الأمر كلهم زارها بمندوب عن الحكام ويحمل الشيكات والتكلفة مقدما أملا فى أن يحل الروس محل إيران وتصبح سوريا علمانية كافرة كبرزخ يحول من السيولة التركية إلى الخليج عبر سوريا وإلى الأردن للخليج لأن خطر الثورة السورية وخطر السيولة التركية وبناء جسور تنتقل عبرها الثقافة التركية وتحدث تلاقحات فقهية وسبر للنظم وعلوم الإدارة للمجتمعات وحده كفيل بإنتاج صور للمستقبل تداعب الشعوب فينتقل الأمر إلى مالا تحمد عقباه و إستسلاما لعلم طبائع الأشياء ومنها طبائع الملوك وطبيعة وماهية النظام الدولى والقائم بعد عصبة الأمم عام 1945ولازلت والحمد لله على رأيى منذ إنطلاق ثورة سوريا واليمن ولليبيا أنها للخراب أقرب من النجاح وكتبت هذا قبل حدوثها بعام تقريبا ويوم إنطلاق الثورة المصرية ليس بسبب عدالة مطالبها ولكن بسبب تدخل الخليج فى مآلاتها اعلم رحمك الله ان الخليج ما دعم الثورة السورية ولا اليمنية بفلس إلا لخراب سوريا واليمن وقصة اليمن بنصف الحل ليسمح بمرحلة لاحقة وهى ما تتم الآن فعز اليمن بذل الخليج وذل اليمن بعز الخليج وكذا سوريا ولتكون عبرة ومثل للخليجيين حتى تكون صور الخراب مستقرة فى الوعى الجمعى والفردى وإطالة أمد التخريب مطلوب حتى تستوعبه أذهان وعقول وقلوب العامة والخاصة والبقاء فى الخليج على مظلة خطابية فى إتجاه الدعم إلى أخر للحظة وكأنهم طرف داعم ليس عبثا بل خلفه مراكز درسات وعلوم سيسولوجية وانثربيلوجية حتى إذا وقعت هزيمة كل الجهاديين يكون تم تطبيع وإنتاج التحول الفقهى والسيسولوجى بالصدمة فلا يسلكه بعدهم أحد وليطمئن الحكام ومن خلفهم من دوائر صنع القرار الدولى لثلاثة أجيال قادمة فالتغيير يتم على محاور متعدده وعهد لكل حكومة خليجية بمسار تعمل عليه فالقطريين مع حوار الاديان والسعودية للتمويل العسكرى ومحو الأحكام الفقهية وطرح بدائلها والأمارات لصناعة الفتن وتمويلها وعمان جسر سرى بين الحكام وطهران وروسيا والفاتيكان والكويت لتحمل الاثار السلبية للجوء والدعم الانسانى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق