الإسلام دين الإنسانية
قضية فلسطين قضية إسلامية قرآنية منذ استقبل النبي ﷺ القدس في صلواته وهو في مكة ونزل قوله تعالى ﴿سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله﴾ ثم قوله ﴿إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا﴾ فآلت ولاية المسجدين المكي والمقدسي لهذه الأمة الإسلامية بحكم الله وأمره الشرعي ثم القدري، وأرسل النبي ﷺ بعد صلح الحديبية إلى هرقل الروم وهو في بصرى الشام (أسلم يؤتك الله أجرك مرتين) ثم أرسل ﷺ جيش مؤتة في السنة السابعة للهجرة ثم سار بنفسه ﷺ إليها في جيش العسرة في السنة التاسعة للتمهيد لفتحها حتى فتحها عمر الفاروق في السنة الخامسة عشرة كما بشرت بذلك التوراة والقرآن.
وهي كذلك قضية إنسانية تتجلى فيها حاجة العالم كله إلى بعث قيم العدل والرحمة بالإنسان المفقودة في هذا العالم الذي طغت فيه قيم الحضارة الغربية المادية الهمجية الوحشية كما بدا واضحا جليا في تعاون القوى الأوربية كلها مع المحتل الصهيوني ضد غزة المحاصرة المدمرة وضد الشعب الفلسطيني المظلوم المضطهد منذ سبعين سنة، لا لشيء إلا لأنه شعب أعزل لا حول له ولا قوة أمام هذه القوى الاستعمارية، ولا يستطيع دفع عدوانها بعد أن صادرت وطنه وشردته ظلما وطغيانا، ليصبح الجهاد في سبيل تحرير فلسطين هو في حد ذاته تحريرا للإنسانية ورحمة بها كما قال تعالى عن الغاية من بعثة النبي ﷺ: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ وكان فتح القدس من هذه الرحمة العامة بالإنسانية حيث أنهى الفتح الإسلامي كل صور الاضطهاد الديني الذي كان يمارسه الرومان وأهل الأديان بعضهم على بعض حتى
جاء الإسلام بالمبدأ القرآني:
﴿لا إكراه في الدين﴾ وبمبدأ: ﴿ولا تعتدوا﴾ ومبدأ: ﴿ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾.
أ.د. حاكم المطيري
الأمين العام لمؤتمر الأمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق