على خلفية تشريح جثمان الدكتور الشهيد عدنان البرش:
من الذي يشرّح الآخر؟!
وليد الهودلي
يريدون تشريح جثّة الدكتور الشهيد المعتقل كي يعرفوا سبب الوفاة، وكأنّ السبب غير معروف! تماما كمن يريد أن يعرف لماذا احتلّوا فلسطين! ولماذا دمّر الاحتلال غزة؟ لماذا يقتل الأطفال والنساء وكل مقوّمات الحياة؟ لماذا يعتقل؟ لماذا يسرق الأرض ويقيم مستوطنة؟ لماذا يقتحم المسجد الأقصى ليقيم صلاته هناك؟ لِمَ لا يُنتج الاحتلال إلا الجريمة والفساد في الأرض؟ لِمَ قتل الاحتلال الدكتور عدنان البرش رئيس قسم العظام في مجمع الشفاء الطبي؟ لِمَ اعتقله ولِمَ قتله؟ أحضِروا الاحتلال وشرّحوه لعلّكم تجدون ما يدفعه لارتكاب كلّ هذه الجرائم، هذا أولى من تشريح جثّة الدكتور عدنان البرش.
هذا الرجل العدنانيّ الذي سمّاه أبوه بهذا الاسم، وارثا ذلك أبا عن جدّ ليبقى شاهدا على عمق ارتباطه بتاريخ هذه الفلسطين العظيمة؛ ذات التاريخ الموغل في القدم وذات الرسوخ الذي يلفظ كل طارئ أو غاشم معتد على رسوخ هذا التاريخ في هذه الأرض رسوخ جباله الراسيات.. هذا الرجل العدنانيّ المتجذر في الأرض يثبت ذلك بروح مثابرة حقّق بها أعلى الدرجات العلمية وعاد تاركا كلّ مغريات الغربة ليكون وفيّا لوطنه العزيز، وليكمل مشوار الحياة متفانيا بعطائه وليصبّ كلّ خبراته وعلومه خدمة لشعبه المكلوم والمبتلى بهذا الاحتلال اللئيم، يخوض مع شعبه الحرب تلو الحرب ويرفض كلّ لإغراءات الهروب والأبواب المفتوحة له كمبدع في مجال ترحّب به كل المشافي الشهيرة ذات الرغد في الراتب والمعيشة، ويصرّ على أن يكون مرابطا في هذه المشافي الفقيرة.
يواصل الليل والنهار وهو على جبهتين؛ جبهة علاج الجرحى ذوي الأطراف التي تحتاج إلى البتر أو الجبر في ظروف قاسية وأليمة، وجبهة هذا المحتل الذي يمعن بطرق جهنّمية في إيقاع أسوا ما عرفته البشريّة من إصابات بليغة في الكمّ والنوع؛ وفي ذات الوقت يضرب المشافي بالنار والصواريخ الثقيلة مستهدفا ما تبقّى في الإنسان الفلسطيني من قدرة على تحمّل الألم وقهر الاحتلال.
ويقدم الاحتلال على اعتقاله بعد أن طارده من مشفى لآخر في هذه الحرب القاسية، يُخرج الاحتلال مشفى عن الخدمة فيطارد هذا العدنانيّ مكانا آخر ليواصل فيه فدائيته المتفانية في خدمة من تهتّك عظمه ولحمه من شعبه. حار الاحتلال بهذا الطبيب المصرّ على الاشتباك مع هذه السياسة الفاشية للمحتلّ، فاعتقله وأدخله ماكينة العذاب وقهر الرجال، عرّاه من ملابسه ومن علومه وخبراته ومن مكانته ومكانه وزمانه، تلذّذ الاحتلال في النظر إلى طبيب بهذا المقام العالي في مجتمعه وهو عار كما ولدته أمّه، ما هذا النجاح والتفوّق أيها الاحتلال في تعرية طبيب من ملابسه؟
الاحتلال الآن يريد تشريح جثمان الدكتور عدنان ليزيّف سبب الوفاة، وكأنّنا لم نخبره من قبل ولا نعرف على سبيل المثال سبب وفاة ما يزيد عن 35 ألفا في هذه الحرب، وكذلك سبب وفاة شهداء الحركة الأسيرة من قبل فردا فردا..
وهم يشرحون جثمانه نحن نرى العكس تماما؛ الدكتور عدنان هو الذي يضع الاحتلال على طاولة التشريح، هو الآن يمسك مبضعه ويُري العالم حقيقة الاحتلال، يُري العالم نازيته وتوحشّه الفظيع، يري العالم ويكتب للتاريخ حقيقة هذا الاحتلال الدموية والإجراميّة، هو الآن يكشف للعالم ما احتوى عليه الاحتلال من عنصرية حاقدة وصهيونية فاشية لا تعرف إلا القتل والتعذيب والدمار، هو الآن يكشف ساديّة الاحتلال التي لا يروق لها أن ترى فلسطينيا مبدعا في علمه متفانيا في إنسانيّته، هو الآن يشرّح الاحتلال ويُري العالم الحرّ المجرم ما لا يريد أن يراه في الشأن الفلسطيني المنكوب!
الدكتور هو الذي يضع الاحتلال على المشرحة ليُري العالم الذي يريد أن يعاقب الطلاب والجامعات الذين وقفوا مع المظلومية الفلسطينية وهتفوا ضد نازية الاحتلال وعهره الفاشي المجرم، مبضع الدكتور يكشف لهؤلاء طبيعة الدماء التي تجري في عروق جثمان الاحتلال، يُريهم دماء قد لوّثتها عنصرية بغيضة حاقدة متطرّفة، ويريهم قلبا مسودّا قاتم السّواد، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا بل يرى المعروف منكرا والمنكر معروفا، قلب قد تبدّلت موازينه وانقلبت لتُخرج أسوأ ما في الإنسان من شرّ ورذيلة وفساد وقدرة عالية على قلب الحقائق وتخريب الفطرة وتشويه الروح الإنسانيّة.
الدكتور عدنان هو الذي يضع الاحتلال على المشرحة فيُري محكمة العدل العليا ومحكمة الجنايات وكلّ محاكم الأرض عقل الاحتلال، وكيف يخطط للجريمة وكيف يضع الأهداف والخطط والبرامج لصهر الإنسان الفلسطيني ومحوه عن خارطة الحياة، يريهم كيف يفكّر هذا العقل وكيف يقول وماذا يفعل وكيف يروّج بضاعته السياسية والقيمية الكاسدة، وكيف يغتال عقول البشر لتتقبّل إجرامه وما يفعل مما يفوق طاقة البشر على تحمل حجم ما يجرم ويفسد في الأرض ويعبث في عالم الوعي الإنساني العالمي، يكشف الدكتور بتشريحه للاحتلال طبيعة هذا العقل وأنه يشكّل خطرا عظيما على البشرية جمعاء.
الدكتور عدنان لم يكن الضحية الأولى ولا الأخيرة للاحتلال في سجونه، هناك ما لا يدع مجالا للشك فيه، سجون قد وفّر فيها الاحتلال كلّ أسباب الموت والهلاك خاصة بعد أن صار بن غفير وزيرا لما يسمّى الأمن القومي، واعتبر أن المعتقلين في سجونه في حالة من الرفاه فقرّر أولا أن يحوّلهم إلى هياكل عظمية بالتجويع المبرمج، ونجح في تحويل السجون إلى جحيم بالإهانة والتنكيل والضغط النفسي المريع على مدار الساعة، فاستحدث فرقا للموت وعمل على سوم المعتقلين سوء العذاب، وأطلق يد هذه الفرق المتوحشة كي تتفنّن في إخراج كل ما لديهم من حقد وسادية دون حسيب أو رقيب. وقد ظهرت على كلّ من أُطلق سراحه هذه الأيام آثار التعذيب والتوحّش.
بقي القول أن أسرانا عاجلا أم آجلا سيكونون هم نور ونار انتفاضة قادمة لا محالة، وأن شهداء الحركة الأسيرة هم منارات على الطريق اللاحب نحو الحرية لهم والتحرير ولأوطانهم. الدكتور عدنان وكلّ أسرانا ليسوا مجرّد أرقام، كل منهم له مكانته العالية، في يده مشعل حريّة وفي روحه مداد للحياة الفلسطينية، لن تذهب دماؤهم ولا آلامهم ولا مكابدتهم لآسرهم هدرا ولا في أي حال من الأحوال.
هذا الرجل العدنانيّ الذي سمّاه أبوه بهذا الاسم، وارثا ذلك أبا عن جدّ ليبقى شاهدا على عمق ارتباطه بتاريخ هذه الفلسطين العظيمة؛ ذات التاريخ الموغل في القدم وذات الرسوخ الذي يلفظ كل طارئ أو غاشم معتد على رسوخ هذا التاريخ في هذه الأرض رسوخ جباله الراسيات.. هذا الرجل العدنانيّ المتجذر في الأرض يثبت ذلك بروح مثابرة حقّق بها أعلى الدرجات العلمية وعاد تاركا كلّ مغريات الغربة ليكون وفيّا لوطنه العزيز، وليكمل مشوار الحياة متفانيا بعطائه وليصبّ كلّ خبراته وعلومه خدمة لشعبه المكلوم والمبتلى بهذا الاحتلال اللئيم، يخوض مع شعبه الحرب تلو الحرب ويرفض كلّ لإغراءات الهروب والأبواب المفتوحة له كمبدع في مجال ترحّب به كل المشافي الشهيرة ذات الرغد في الراتب والمعيشة، ويصرّ على أن يكون مرابطا في هذه المشافي الفقيرة.
يواصل الليل والنهار وهو على جبهتين؛ جبهة علاج الجرحى ذوي الأطراف التي تحتاج إلى البتر أو الجبر في ظروف قاسية وأليمة، وجبهة هذا المحتل الذي يمعن بطرق جهنّمية في إيقاع أسوا ما عرفته البشريّة من إصابات بليغة في الكمّ والنوع؛ وفي ذات الوقت يضرب المشافي بالنار والصواريخ الثقيلة مستهدفا ما تبقّى في الإنسان الفلسطيني من قدرة على تحمّل الألم وقهر الاحتلال.
ويقدم الاحتلال على اعتقاله بعد أن طارده من مشفى لآخر في هذه الحرب القاسية، يُخرج الاحتلال مشفى عن الخدمة فيطارد هذا العدنانيّ مكانا آخر ليواصل فيه فدائيته المتفانية في خدمة من تهتّك عظمه ولحمه من شعبه. حار الاحتلال بهذا الطبيب المصرّ على الاشتباك مع هذه السياسة الفاشية للمحتلّ، فاعتقله وأدخله ماكينة العذاب وقهر الرجال، عرّاه من ملابسه ومن علومه وخبراته ومن مكانته ومكانه وزمانه، تلذّذ الاحتلال في النظر إلى طبيب بهذا المقام العالي في مجتمعه وهو عار كما ولدته أمّه، ما هذا النجاح والتفوّق أيها الاحتلال في تعرية طبيب من ملابسه؟
الاحتلال الآن يريد تشريح جثمان الدكتور عدنان ليزيّف سبب الوفاة، وكأنّنا لم نخبره من قبل ولا نعرف على سبيل المثال سبب وفاة ما يزيد عن 35 ألفا في هذه الحرب، وكذلك سبب وفاة شهداء الحركة الأسيرة من قبل فردا فردا..
وهم يشرحون جثمانه نحن نرى العكس تماما؛ الدكتور عدنان هو الذي يضع الاحتلال على طاولة التشريح، هو الآن يمسك مبضعه ويُري العالم حقيقة الاحتلال، يُري العالم نازيته وتوحشّه الفظيع، يري العالم ويكتب للتاريخ حقيقة هذا الاحتلال الدموية والإجراميّة، هو الآن يكشف للعالم ما احتوى عليه الاحتلال من عنصرية حاقدة وصهيونية فاشية لا تعرف إلا القتل والتعذيب والدمار، هو الآن يكشف ساديّة الاحتلال التي لا يروق لها أن ترى فلسطينيا مبدعا في علمه متفانيا في إنسانيّته، هو الآن يشرّح الاحتلال ويُري العالم الحرّ المجرم ما لا يريد أن يراه في الشأن الفلسطيني المنكوب!
الدكتور هو الذي يضع الاحتلال على المشرحة ليُري العالم الذي يريد أن يعاقب الطلاب والجامعات الذين وقفوا مع المظلومية الفلسطينية وهتفوا ضد نازية الاحتلال وعهره الفاشي المجرم، مبضع الدكتور يكشف لهؤلاء طبيعة الدماء التي تجري في عروق جثمان الاحتلال، يُريهم دماء قد لوّثتها عنصرية بغيضة حاقدة متطرّفة، ويريهم قلبا مسودّا قاتم السّواد، لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا بل يرى المعروف منكرا والمنكر معروفا، قلب قد تبدّلت موازينه وانقلبت لتُخرج أسوأ ما في الإنسان من شرّ ورذيلة وفساد وقدرة عالية على قلب الحقائق وتخريب الفطرة وتشويه الروح الإنسانيّة.
الدكتور عدنان هو الذي يضع الاحتلال على المشرحة فيُري محكمة العدل العليا ومحكمة الجنايات وكلّ محاكم الأرض عقل الاحتلال، وكيف يخطط للجريمة وكيف يضع الأهداف والخطط والبرامج لصهر الإنسان الفلسطيني ومحوه عن خارطة الحياة، يريهم كيف يفكّر هذا العقل وكيف يقول وماذا يفعل وكيف يروّج بضاعته السياسية والقيمية الكاسدة، وكيف يغتال عقول البشر لتتقبّل إجرامه وما يفعل مما يفوق طاقة البشر على تحمل حجم ما يجرم ويفسد في الأرض ويعبث في عالم الوعي الإنساني العالمي، يكشف الدكتور بتشريحه للاحتلال طبيعة هذا العقل وأنه يشكّل خطرا عظيما على البشرية جمعاء.
الدكتور عدنان لم يكن الضحية الأولى ولا الأخيرة للاحتلال في سجونه، هناك ما لا يدع مجالا للشك فيه، سجون قد وفّر فيها الاحتلال كلّ أسباب الموت والهلاك خاصة بعد أن صار بن غفير وزيرا لما يسمّى الأمن القومي، واعتبر أن المعتقلين في سجونه في حالة من الرفاه فقرّر أولا أن يحوّلهم إلى هياكل عظمية بالتجويع المبرمج، ونجح في تحويل السجون إلى جحيم بالإهانة والتنكيل والضغط النفسي المريع على مدار الساعة، فاستحدث فرقا للموت وعمل على سوم المعتقلين سوء العذاب، وأطلق يد هذه الفرق المتوحشة كي تتفنّن في إخراج كل ما لديهم من حقد وسادية دون حسيب أو رقيب. وقد ظهرت على كلّ من أُطلق سراحه هذه الأيام آثار التعذيب والتوحّش.
بقي القول أن أسرانا عاجلا أم آجلا سيكونون هم نور ونار انتفاضة قادمة لا محالة، وأن شهداء الحركة الأسيرة هم منارات على الطريق اللاحب نحو الحرية لهم والتحرير ولأوطانهم. الدكتور عدنان وكلّ أسرانا ليسوا مجرّد أرقام، كل منهم له مكانته العالية، في يده مشعل حريّة وفي روحه مداد للحياة الفلسطينية، لن تذهب دماؤهم ولا آلامهم ولا مكابدتهم لآسرهم هدرا ولا في أي حال من الأحوال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق