واشنطن بوست توثق 90 حادثة استهدف فيها الاحتلال مستشفيات غزة
رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم
أمريكا وقنابلها واسلحتها المدمرة للأخضر واليابس… تسوِّق الأن لكذوبة حماية المدنيين… وهدفها فناء جميع الفلسطينيين
السيناتور ليندسي غراهام الجمهوري يقارن القنابل الأمريكية النووية على هيروشيما وناغاساكي بحرب غزة
أدلى عضو جمهوري أمريكي في مجلس الشيوخ الجمهوري مرة أخرى بتصريحات يوم الأحد برر فيها القصف الذري الأمريكي عام 1945 على مدينتي هيروشيما وناغاساكي اليابانيتين.
وعندما سألته مديرة الحوار كريستين ويلكر عن السبب الذي يجعل من المقبول أن يحجب الرئيس رونالد ريغان أسلحة معينة عن إسرائيل خلال حربها في لبنان في الثمانينيات، ولكن من غير المقبول أن يهدد بايدن بفعل ذلك الآن، أثار غراهام مرة أخرى الحرب العالمية الثانية.
وتساءل غراهام ”هل يمكنني أن أقول هذا؟، لماذا من المقبول أن تقوم أمريكا بإسقاط قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناغاساكي لإنهاء حرب التهديد الوجودي بينهما؟ لماذا كان من المناسب لنا أن نفعل ذلك؟. “أعتقد أنه أمر مقبول، كان هذا هو ااعلاملقرار الصحيح”وأضاف: “لذا، يا إسرائيل، افعلي كل ما عليك فعله للبقاء على قيد الحياة كدولة يهودية. كل ما عليك فعله”
كررت الولايات المتحدة ومعها دول غربية عديدة شعار ضرورة حماية المدنيين في قطاع غزة، وهو الشعار الذي كررته أمريكا بصيغ مختلفة قبل اجتياح إسرائيل لرفح، وطالبتها بحماية المدنيين، واعتبرت أنها لا تبذل الجهد الكافي لحمايتهم، وفي الوقت نفسه، رفضت أن تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية، أو أنها تتعمد استهداف المدنيين. التعبيرات الرقيقة والجمل التي من نوع مطالبة إسرائيل بمزيد من الحذر للحفاظ على أرواح المدنيين، أو ضرورة زيادة حجم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، تبدو في الحقيقة شكلية ومنفصلة تماما عما يجري في الواقع من إبادة جماعية، ومن استهداف متعمد للمدنيين الفلسطينيين. أتفهم أن يكون هناك موقف أمريكي/ غربي داعم لفكرة هزيمة حماس وتفكيك قدراتها العسكرية، إنما أن يتفرج على مشروع إسرائيلي متكامل قائم على قتل المدنيين والانتقام والتنكيل من الأبرياء، وتكتفي أمريكا بشعار «بذل مزيد من الجهد لحماية المدنيين» أمر غير مقبول. خطورة هذا الموقف أنه لم يقتصر على انحياز سياسي معتاد لإسرائيل، وتحالف بين غرب له تاريخ استعماري مع دولة استعمارية جديدة، وإنما وصل إلى تمييز بين أرواح البشر على أساس حضاري وثقافي، تمثل في الفارق الهائل بين التعامل مع المدنيين الإسرائيليين الذين سقطوا في عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتعامل مع المدنيين الفلسطينيين الذين بلغوا حتى الآن أكثر من 35 ضعف من سقطوا للجانب الإسرائيلي.
لقد قسمت أمريكا شعوب العالم إلى «أولى» تنتمي لمنظومتها الثقافية والسياسية، تستحق الحياة والحماية، و«ثانية» لا تنتمي لمنظومتها الحضارية والسياسية، لا تستحق الحياة وبلا حقوق، إلا من بعض شعارات إبراء الذمة مثل «بذل مزيد من الجهد لحماية المدنيين». أمريكا ومعها دول غربية كثيرة استعادت مع حرب غزة مخزونا ثقافيا غربيا استعماريا كامنا في أوقات السلم، لكنه يخرج في أوقات الحرب ويحمل فيه كثير من «أهل الغرب» نظرة دونية تجاه من هم خارج الحضارة الغربية، ويعتبرون دماء الرجل الأبيض سواء كان في إسرائيل أو أوروبا أو الولايات المتحدة «درجة أولى»، وأكثر أهمية وأكثر قيمة من دماء أصحاب البشرة الملونة «الدرجة الثانية»، سواء كانوا في افريقيا أو آسيا، أو حتى أمريكا الجنوبية، وهو أمر يتجاوز مسألة الدعم العسكري أو التحالف السياسي والاستراتيجي ليصل إلى نظرة تمييزية عميقة تجاه الشعوب والثقافات الأخرى. صحيح أن هناك من داخل الغرب من ينتقد هذه العقلية، ويسعى لتغييرها أو التخفيف من وقعها، وشاهدنا مظاهرات الرفض للجرائم الإسرائيلية، وأصوات الضمير التي يطلقها كتاب وفنانون وأدباء وسياسيون وطلاب في وجه هذه المنظومة السياسية الحاكمة، إلا أنها لم تنجح حتى اللحظة في تغييرها. سيبقى شعار حماية المدنيين الذي رفعته أمريكا منذ الشهر الثاني لحرب غزة تطبق إسرائيل عكسه في الواقع ودون أي محاسبة.
وثقت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الثلاثاء، 90 حادثة لاستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي المستشفيات في غزة في إطار العدوان الوحشي المتواصل ضد القطاع المحاصر للشهر الثامن على التوالي.
وقالت الصحيفة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي “جعل من المستشفيات هدفا رئيسيا لحملته العسكرية في قطاع غزة”، مشيرة إلى أنها “رصدت 90 حادثة موثقة شملت استهداف القوات الإسرائيلية المستشفيات في غزة منذ بدء الحرب”.
وأضافت أن من أصل 36 مستشفى في غزة تعرضت لأضرار أو خرجت من الخدمة جراء القصف الإسرائيلي على القطاع.
ومنذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي، تعمد الاحتلال شن هجمات وحشية على المستشفيات والمراكز الصحية في قطاع غزة تحت مزاعم احتماء مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بها، إلا أن عدوان الاحتلال على المجمعات الطبية لم يسفر عن دلائل تدعم ادعاءاته.
وتسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي على مستشفيات قطاع غزة في مجازر مروعة بحق المدنيين والمرضى والكوادر الطبية.
وفي السياق ذاته، شددت “واشنطن بوست” على أن “الأدلة الإسرائيلية لا تدعم ادعاءات إسرائيل بشأن استخدام حماس المستشفيات لأغراض عسكرية”.
وفي وقت سابق الثلاثاء، بدأ مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة إجلاء المرضى والأطقم الطبية بعد تعرضه لقصف مدفعي من الجيش الإسرائيلي المتمركز في محيطه، خشية تجدد قصفه أو اقتحامه كما حدث في كانون الأول / ديسمبر الماضي.
وقام جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف قسم الاستقبال والطوارئ في مستشفى كمال عدوان بقذيفة مدفعية ما أدى إلى دمار كبير في القسم المخصص لاستقبال الجرحى.
ولليوم الـ228 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ35 ألف شهيد، وأكثر من 79 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
دفنوا أحياء.. تقرير أممي يكشف فظائع الاحتلال في “مستشفى ناصر” بخانيونس
كشف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، عن انتشال جثامين 20 شهيدا يعتقد أنهم دفنوا أحياء في مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، الذي شهدا عدوانا وحشيا من جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل أن ينسحب منه دون تحقيق أهدافه.
وذكر التقرير الأممي أنه جرى التعرف على 165 جثة فقط من أصل 392 تم انتشالها من المجمع الطبي، ونقل عن الدفاع المدني في غزة أنه “لم يتم التعرف على الجثث الـ227 المتبقية لأسباب منها تغيير علامات الجسم، أو التشويه، أو التحلل الكبير الذي تفاقم بسبب وضع بعض الجثث في أكياس بلاستيكية على عمق ثلاثة أمتار”.
ودعا المكتب الأممي الدفاع المدني الفلسطيني إلى التحقيق بشكل مستقل وإجراء فحص الطب الشرعي لما يقرب من 20 جثمانا يرجح أن الاحتلال الإسرائيلي دفنها وأصحابها على قيد الحياة.
وأوضح المكتب في تقريره، أنه “جرى اكتشاف ثلاث مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي، واحدة أمام المشرحة، والثانية خلفها، والثالثة بالقرب من مبنى غسيل الكلى”.
وفي السابع من نيسان/ أبريل الجاري انسحب جيش الاحتلال من خانيونس بعد 4 أشهر على إطلاق عملية برية كانت تهدف إلى استعادة المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس، إلا أنه خرج من المدينة دون تحقيق أهدافه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق