من أغرب الناس الذين تجدهم في مواقع التواصل الاجتماعي هذه الفئة التي تمارس "النهي عن النهي عن المنكر"!!
شعاره: دع الخلق للخالق، ولكنه لم يدع الخلق للخالق، بل سارع للإنكار.. الإنكار على من ينكر المنكر!! لا على من فعل المنكر!!
يقول لمن ينهى عن المنكر: ربما يكون صاحب هذا المنكر أحسن منك عند الله.. ولم يتذكر هو أن الذي ينكر المنكر ربما يكون أفضل منه هو عند الله، وأفضل منهما معًا!
وهذه الفئة الجديدة ليست هي الفئة التي حدثنا القرآن عنها في بني إسرائيل.. فبنو إسرائيل حين نهاهم الله عن الصيد يوم السبت، انقسموا ثلاثة فرق:
1. فرقة عصت أمر الله وتحيلت على ذلك وصادت
2. وفرقة أنكرت عليهم المعصية ونصحتهم
3. وفرقة ثالثة أنكرت على الذين أنكروا.. فصرفوا طاقتهم لا في النهي عن المنكر، بل في تثبيط الذين ينكرون المنكر، وقالوا لهم {لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا}
وهذه الفرقة الثالثة، هي أفضل من أولئك الذين نتكلم عنهم الآن.. فهذه الفرقة كانت تعرف من الذي على الحق ومن الذي على الباطل، ولكنها يئست من هداية المبطلين.
أما من نتكلم عنهم الآن، فلا يعرفون الحق من الباطل، بل يزيلون الحد بين الحق والباطل، بين المعروف والمنكر، فيجعلون المعروف منكرا والمنكر معروفا..
فالدياثة والتعري والرقص وأمثال ذلك من المحرمات التي لا شك فيها، تتحول عندهم إلى حريات شخصية، وحقوق إنسان، ويسفكون طاقتهم في إعذار أصحابها وفي التلبيس على أنها محرمة أصلا.
ضلال وإضلال معا.. ثم تخلف عقلي ونفسي معا!!
فلئن كنت ضالا، فكن ذا عقل، واجعل قواعدك في الحياة مفهومة ومنسجمة ومضطردة.. أما أن تنكر على من ينكر المنكر، بدعوى أن دعوا الخلق للخالق، ولست أنت من يحاسب... فهذا خطل وغباء معًا!
جيل أفسده التعليم المنهار في المدارس!!
الدرة (( إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ، إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ )) الامام الشافعي
الثلاثاء، 21 مايو 2024
فئة غريبة!
فئة غريبة!
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق