الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى سابقا في قفص الاتهام الدولي!!!

تحليل إعداد
سمير يوسف
رئيس منظمة “إعلاميون حول العالم
الملوك والرؤساء العرب يتحالفون مع اسرائيل فى الغرف المغلقة وينفذون تعليمات طباخ وزارة الخارجية بلينكن.. واللوبي الصهيوني يطارد الشرفاء في اوروبا بتهمة معاداة السامية.. وسفير للسلطة يتباهى بتصفيق الصهاينة “وقوفا” اعجابا بخطابه.. ونائبة بريطانية مسلمة مهددة بالطرد لاعتراضها على جرائم في غزة.. اين السفارات العربية؟
هاجرنا الى اوروبا قبل خمسين عاما “هربا” من القمع ومصادرة الحريات، وبحثا عن العلم وقيم العدالة والديمقراطية، ولقمة عيش كريمة، بعيدا عن عبودية نظام “الكفيل”، ولمقارعة الصهيونية بالحجة والمنطق في عقر دارها، ونعترف هنا بأن أوروبا تغيرت، لاننا، واقولها بكل مرارة، نحن العرب تغيرنا، وللأسوأ، وبتنا اضحوكة.. او “ملطشة”.. ويعف اللسان عن قول ما هو اكثر.
بريطانيا تعيش هذه الايام معركة شرسة بين المدافعين عن الحقوق العربية المغتصبة في فلسطين، والمتصديين للمجازر الإسرائيلية، والاعدامات الميدانية، وجرائم الحرب، وبين اللوبي الصهيوني الذي بات مسيطرا بالكامل على معظم الحكومات الأوروبية، وليس بريطانيا فقط، حيث خلى له الجو “وباض وصفّر”.

الضجة الحالية التي تعتبر الاحدث في مسلسل طويل من الإرهاب الفكري والسياسي الإسرائيلي، لكل من ينتصر للعرب الشرفاء وقضيتهم المركزية الأولى
اللوبي الذي طارد الشيخ الفاضل رائد صلاح، ومن قبله الشيخ يوسف القرضاوي، ونجح من منعهما، وعشرات آخرين من العلماء والدعاة والسياسيين، من دخول بريطانيا، ومعظم الدولة الأوروبية وامريكا، يتحرك الآن بكل حرية، ودون اي مقاومة من العرب وحكوماتهم الذين بات معظمهم يعتبرون إسرائيل ليس صديقا فقط، وانما حليفا اصيلا للقومية السنية الجديدة، وبتنا نقرأ يوميا تقارير تتحدث عن رحلات جوية إسرائيلية منتظمة الى بعض الدولة الخليجية، وفتح سفارات علنية وسرية، وتنسيق امني وعسكري، وتبادل تجاري متصاعد، وصحافيين ورياضيين وخبراء عسكريين وامنيين يحطون الرحال في المطارات ويفرش لهم السجاد الأحمر والاخضر، وكل الألوان الأخرى حفاوة واحتراما، والمكان هنا يضيق لنشر بعض الأمثلة ناهيك عن كلها.
بنيامين نتنياهو في حال سعار سياسي ودبلوماسي هذه الأيام، لتشويه كل ناشط أوروبي وامريكي ومسلم ينتصر للعدالة العربية الإسلامية في فلسطين، واسس جيشا الكترونيا ميزانيته السنوية في حدود 750 مليون دولار، يوظف آلاف الطلاب المتعاونين لمطاردة هؤلاء، ومحاولة منعهم من الحديث، او الكتابة في الصحف، ومن بينهم الداعي لكم بطول العمر والصحة والعافية، كاتب هذه السطور، ولا نستغرب انه وضع خبراته في هذا المضمار، في خدمة حكومات عربية تستخدم الأسلوب نفسه على وسائل التواصل الاجتماعي.
قد يسأل البعض: اين السفارات الفلسطينية، ولا نقول العربية، اين السلطة، اين الفصائل؟ السؤال مشروع ومنطقي
يبكي الرئيس الفلسطيني محمود عباس حرقة على الضحايا الإسرائيليين، ويعزي بوفاة جنرالاتهم رسميا، ويرسل احفاده وأبناء ذراعه الأيمن صائب عريقات الى معسكرات الشباب الإسرائيلية، ويفتخر بالتنسيق الأمني، وتتحول السفارات الفلسطينية الى ملاذ للعجزة والمتقاعدين، وابنائهم وبناتهم، والمرضى عنهم من قبل سيادة الرئيس، فلماذا لا يصول اللوبي الصهيوني ويجول وحده في الساحات دون منافس؟
في المقابل، هناك شباب أوروبي وعربي وفلسطيني ومسلم لا يستسلم، ويقاوم الاحتلال العنصري الاسرائيلي بشراسة وشجاعة في مختلف الجامعات والمؤسسات، ولا يتشرف بالاتصال بمعظم السفارات الفلسطينية او العربية، وهؤلاء هم الابطال الذين يقفون خلف صدور قرارات المقاطعة للكيان الاسرائيلي وجامعاته وبضائعه، وانهم نبت مؤمن اصيل، يشرب من نهر الكرامة والعزة وقيم العدالة، وعلى رأسهم الطالبة الجزائرية ماليا بو عيطة التي فازت برئاسة الطلاب في بريطانيا، رغم انف اللوبي الاسرائيلي الذي يتهمها بمعاداة السامية.
لا نبالغ اذا قلنا اننا نواجه تحديات صعبة، ونحمل اطنانا من الغيظ والقهر، فعندما يتهم نتنياهو الحاج امين الحسيني كذبا بتحريض هتلر على ارتكاب محرقة الهولوكوست، وعندما تعلق عضوية كين ليفنغستون بتهمة معاداة السامية، وهو الذي قضى كل حياته مقاوما للعنصرية، ومتقدما كل المظاهرات المليونية الرافضة للعدوان على العراق وقطاع غزة وجنوب لبنان، بينما يتحول ديفيد كاميرون رئيس الوزراء، الذي اعتبر العدوان الاخير على غزة الذي اوقع ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ نحو 8 أشهر، إلى 35 ألفا و903 شهداء و80 ألفا و420 مصابا، الى بطل لانه وصف جرائم الحرب الإسرائيلية هذه دفاعا عن النفس، فمن حقنا ان نغضب ونأسف، لهذا الزمن السيء، ومعظم الحكام العرب، فلم يدر في خلدنا مطلقا ان يكون هذا السوء بلا قاع، ونرى مسؤولين عربا يعانقون الاسرائيليين والاسرائيليات (تسبي ليفني مثالا)، ويفتخرون بهذه الصداقة.
اليس من حقنا ان نتفجر غيظا أيضا لان السيدة ناز شاه البرلمانية المسلمة توشك على ان تطرد من البرلمان، وحزب العمال، لانها طالبت أمريكا بأخذ الإسرائيليين عندها، بينما يطالب مسؤولون إسرائيليون طوال الستين عاما الماضية العرب بأخذ الفلسطينيين ابناء جلدتهم عندهم، ويبررون ذلك بأن “إسرائيل” صغيرة، وهناك 22 دولة عربية هي الاولى بهم، ولا احد في هذا الغرب المتحضر يحتج او يتهم هؤلاء بالسامية، او الشق العربي منها؟
هذا الظلم الاسرائيلي الذي يطاردنا حتى في المنافي، ويصادر حقنا في الصراخ من الالم، والتضامن مع اهلنا الذين تمزق اشلاءهم الطائرات والقنابل والصواريخ الاسرائيلية، ويجد دعما من حكومات غربية تغزوا بلادنا وتحتلها وتقتل وتشرد الملايين من ابنائها تحت اكاذيب الحريات والعدالة والقانون والديمقراطية، هذا الظلم هو الذي سيحول بعض ابناء الجاليات العربية والاسلامية في اوروبا وامريكا الى اعتناق التطرف، والسقوط في مصيدة “الدولة الاسلامية” و”القاعدة” وغيرها، والاقدام على تفجيرات على غرار تلك التي وقعت في اسبانيا وبريطانيا وفرنسا، واخيرا بلجيكا.
تنازلت سلطة رام الله ورئيسها محمود عباس الجالس على مقعد السلطة الموقرة بدون إنتخابات عن 80 بالمئة من ارض فلسطين التاريخية هدية لاسرائيل، وبضغط من الغرب المتحضر تحت مسمى “الاعتدال”، وما زالت هذه السلطة تتفاوض على العشرين في المئة الباقية طوال العشرين عاما الماضية، وتوظف رجال امنها لحماية الاحتلال ومستوطنيه، الذين تضاعف عددهم ثلاث مرات (700 الف مستوطن في الضفة والقدس)، وبعد ذلك ممنوع علينا ان نصرخ او نتحدثـ او نعترض، في دول الحريات وعواصمها.
نعم، سنصرخ، وسنقاوم، وسنتحدى، وسنحرض ضد الاحتلال وجرائم حربه، حتى لو كتبنا على الجدران وسننتصر حتما.. مهما طال الزمن.. والأيام بيننا.



ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق