الاثنين، 28 أكتوبر 2024

صرخات المظلومين وعار المتخاذلين من غزة إلى بورما

صرخات المظلومين 

وعار المتخاذلين من غزة إلى بورما


تتجلى مأساة الأمة الإسلامية اليوم في كل جرح ينزف، وفي كل صرخة تُختنق.. من غزة، حيث تشتعل نيران الاحتلال في قلب الأرض المباركة، إلى بورما، حيث يُحرق المسلمون أحياءً، تظل أصوات المظلومين ترفع الأذان في أفق الصمت الرهيب.

أي عارٍ يعتري كياننا، حينما تُستباح حقوق إخواننا، وحينما يُكتفى بالتحسر بكلمات الاستنكار، بينما تكتفي القلوب بمشاهدة الآلام دون فعلٍ يعيد للأمة مكانتها ويحقن دماءها.

إذا كان الصمت هو الخيانة الكبرى، فما الذي يمنعنا من أن نكون كالسيف الذي يقطع خيوط الاستسلام؟

غزة: جرح نازف وأمل متمرد

في غزة، ترسم القنابل مشاهد الدمار، لكن صمود الأحرار يجسد مقاومةً لا تُقهر.. الأطفال هناك يُعبّرون عن أملٍ يتخطى حدود المستحيل، بينما يُعزف لحن الفراق على أوتار الألم. شوارعها تنطق بالحكايات، وبيوتها تحمل بين جدرانها صرخات الأمّهات، اللواتي يواجهن المصير بشجاعةٍ. إن غزة ليست مجرد موقعٍ جغرافي، بل هي رمز من رموز الكرامة الإنسانية.

كيف يُعقل أن تسقط دماء المسلمين هناك، بينما تتوارى الأمة خلف أسوار اللامبالاة؟ إن تزايد أعداد الشهداء يومًا بعد يوم هو دعوةٌ صادقةٌ لنا كي نتحرك، كي نكون صوتًا يدوي في صميم الظلم.. علينا أن نكون شعلةً تُضيء دروب الحق، بدلًا من أن نُطفئها برماد الخذلان.

بورما: مأساةٌ بلا حدود

وعندما ننتقل إلى بورما، يتعاظم مشهد الظلم بشكلٍ يبعث على الأسى.. المسلمون يُطردون من أرضهم، يُحرقون، ويُذبحون بلا جريرة. في هذا الزمن الذي يُفترض أن يعلو فيه صوت الإنسانية، يطوي النسيان آلام إخواننا. إذا كان الصمت هو الخيانة الكبرى، فما الذي يمنعنا من أن نكون كالسيف الذي يقطع خيوط الاستسلام؟

أين نحن من رفع الصوت بينما تُنتهك حقوق الروهينغا؟ إن الصرخات التي تُعبر عن الألم لا تصل إلى مسامع القادة، بل تُختصر في أخبارٍ تُذاع بلا أثر. يجب أن نكون في مقدمة الصفوف، وأن نكون جزءًا من الفعل لا مجرد مشاهدين.

واجب المسلمين: من خذلان إلى انتفاضة

لنؤكد جميعًا أن الأمة التي تعجز عن نصرة إخوانها هي أمة تعاني من العزلة.. لا بد لنا من الوقوف في صف الحق، وعدم الاكتفاء بالتعاطف البارد مع القضايا الإسلامية. لنكن حراسًا للكرامة، ولنحمل الرسالة، فلا يمكننا أن نُغلق أعيننا عن الظلم، فكل دمٍ يُراق هو جرحٌ ينزف في قلب الأمة.

إن التضامن لا يكفي، بل يجب أن يتبعه الفعل.. لنُعبر عن آلام إخواننا بالتحركات الجادة، ولنأخذ على عاتقنا مسؤولية نصرة الضعفاء. فلنتذكر دائمًا أن كل موقفٍ يعكس هويتنا الإسلامية، ويُظهر مدى انتمائنا.

حان الوقت لنقف ككتلة واحدة، لنُظهر للعالم أننا أمة لا تتخلى عن أبنائها، يجب أن نرفع أصواتنا، ونتبنى مواقف تدعم حقوق المسلمين في كل مكان

تاريخ الأمة: دروسٌ من الماضي

علينا أن نستلهم من تاريخ أمتنا العريق. لقد خضنا حروبًا وواجهنا تحدياتٍ كبرى، لكن الأبطال كانوا دائمًا هم من يجمعون الأمة حول راية الحق. من يتذكر صلاح الدين الأيوبي، الذي وحّد المسلمين تحت راية واحدة في سبيل استعادة بيت المقدس؟ كيف انتصر؟ بالإرادة والتلاحم.

لنُعِد إنتاج هذه الروح، فكل واحدٍ منا لديه القدرة على إحداث فرق، إن المظلومين في غزة وبورما يحتاجون إلى دعمنا، وأصواتهم تستصرخنا أن نكون جزءًا من التغيير. العطاء ليس فقط بالمال، بل بالوقت، والجهد، والدعاء، والتضامن الفعلي.

صوت واحد في مواجهة التحديات

في زمن الفتن، يُعد التآزر ضرورة.. لقد حان الوقت لنقف ككتلة واحدة، لنُظهر للعالم أننا أمة لا تتخلى عن أبنائها، يجب أن نرفع أصواتنا، ونتبنى مواقف تدعم حقوق المسلمين في كل مكان. كل كلمة تخرج من قلوبنا يجب أن تُترجم إلى أفعال، وكل فعل يجب أن يكون نابعًا من حسٍّ عميق بالمسؤولية.

نحن أمةٌ تُحسنُ الفعل، فلنرفع راية الحق عالية، ولنسعَ جميعًا نحو العدالة، ولنكن منارةً تُضيء طريق العزة والكرامة

دعوة إلى العمل

إن الواقع يحتاج إلى عقولٍ مُبدعة، وإراداتٍ قوية، وأصواتٍ صادقة.. يجب أن ننطلق من مخيلاتنا نحو أفعالٍ تُعبر عن مواقفنا.. لنكن رجال القضايا، ولنكتب معًا فصولًا جديدة تُعيد للأمة سطوعها.

صرخة من قلب الألم

ختامًا، لنعلم أن الألم الذي يعاني منه إخواننا هو دعوةٌ ملحّةٌ للصحوة.. إن الحق لا يُسكت عنه، وإن المظلومين يحتاجون إلينا لنكون صوتهم. فلنُعِد للأمة عزتها، ولنواجه الخذلان بحزمٍ وقوة.

فلنجعل من صرخات المظلومين نداءً يُوقظ الضمائر، ولنقف صفًا واحدًا ضد الظلم. نحن أمةٌ تُحسنُ الفعل، فلنرفع راية الحق عالية، ولنسعَ جميعًا نحو العدالة، ولنكن منارةً تُضيء طريق العزة والكرامة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق