الأربعاء، 30 أكتوبر 2024

الكيان المحتل... ترميم لبيت العنكبوت

 الكيان المحتل... ترميم لبيت العنكبوت 





د. محمد المقاطع 

 كشفت الحرب على غزة منذ ما يزيد على سنة أن الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين أوهن من بيت العنكبوت، فقد كان اختراق المقاومة الفلسطينية لتحصينات هذا الكيان الهش، ومنظوماته التكنولوجية ذات التقنية المتقدمة، والوصول إلى عمقه بعملية خاطفة تمكنت من خلالها من تعطيل وتجاوز كل تقنياته التجسسية واستخباراته العسكرية، وغزوه في عقر مستوطناته وأسر جنوده، أكبر دليل على أنه كيان هش، وأوهن من بيت العنكبوت! 

ومنذ ما يزيد على سنة تم تحطيم الصورة التي رسمها هذا الكيان الهش عن نفسه بأنه الجيش الذي لا يقهر، فقد تم قهره ودحره فلجأ إلى الطرق الجبانة المشهورة عنه، ولسلوكه الغادر المعروف عنه (بمسلك تاجر البندقية الشكسبيرية)، فاستخدم سلاح الجو والطيران لا ليقاتل قوات المقاومة إنما ليهدّم المباني والبيوت والمستشفيات، ومرافق الحياة الحيوية، ومولدات الكهرباء، وخزانات المياه وشبكات المياه، وتجريف الشوارع والبنى التحتية، ويقتل المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ والعجائز، لأنه أوهن من بيت العنكبوت، بل لم يتمكن من مواجهة صمود أهالي غزة الأسطوري ومقاومتهم الشجاعة، إلا بفرض الحصار وقطع الكهرباء والماء والدواء والغذاء، ليستخدم سلاح الجبناء المرعوبين والواهنين لعجزه عن أن يحقق ذلك عسكرياً! 

ومع ذلك لم يتمكن من النيل من صلابة المقاومة وجذوتها، والتي كشفت وهنه الحقيقي طوال 13 شهراً من الحرب، (رغم المساندة الأميركية والأوروبية بترسانتهما وقدراتهما، ورغم الخذلان العربي والإسلامي الكبير)، دون تحقيق غاياته وأهدافه من الحرب، وسيجر قريباً ذيول الخيبة والهوان، وهو ما يزيد قناعتنا وإيماننا بأنه «أوهن من بيت العنكبوت»، وزواله هيّن وقادم لا محالة، وهو وعد رباني، فلا يمكن لبيت عنكبوت أن يُرمّم ولو أعيد بناؤه وتسليحه ودعمه عشرات المرات، فوهنه كامن في تكوينه ومكوناته الذاتية التي تتحول لخراب وركام بخربشات أي طفل فلسطيني! 

وها هم أطفال حجارة فلسطين أصبحوا أبطال مقاومة صلبة، لا يصمد هذا الكيان أمامهم ذاتياً أكثر من صمود بيت العنكبوت أمام خربشة الأطفال! 

وإن غداً لناظره قريب! 

وها هي حقيقة بيت العنكبوت لهذا الكيان المتهاوي تتكشف مرة أخرى في مغامرته العابثة في لبنان - لتتكشف لنا هذه المرة كم هو واهن في عمق كيانه وبنائه العنكبوتي، والذي كشفته وأذلته صواريخ «حزب الله»، ووصلت إلى كل مناطقه، فصارت مكوناته اللقيطة بلا أمان، وبدأت تتعاظم الهجرة العكسية للقطاء هذا الكيان وعصاباته، الذين دنسوا أرضاً ليست أرضهم فتدافعوا للخروج منها، وسيستمر ذلك بعد أن شهدوا وشعروا بأن قبتهم الحديدية انصهرت سريعاً، وتحولت إلى خيوط بيت العنكبوت الواهنة! 

فاستنجدوا بالأميركيين فزودوهم بمنظومة ثاد! لكن ربك لهم بالمرصاد!! 

فهيهات لبيت العنكبوت وخيوطه الواهنة أن تقوى على الاستقرار والاستمرار ما دام هناك نبض للحياة في شعب جعل المقاومة سبيله وأمة اعرف أنها صاحبة الأرض والمقدسات، وقد أيقظت الأحداث المأساوية في غزة ماردها الذي سيخرّب بيت عنكبوت الكيان الغاصب الهش، وها هي الصحوة العالمية تبدّل مواقف شعوباً ودولاً نصرة للحق الفلسطيني والذي سيعود قريباً بإيمان راسخ. 

{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}


 المصدر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق