هل يمكننا نصرة فلسطين بدون الانضواء تحت راية الرافضية؟
هل يمكننا نصرة فلسطين وغزة بدون الانضواء تحت راية المحور الإيراني الرافضي؟
نعم يمكننا ذلك.
لماذا يصر أنصار المحور على احتكار نصرة فلسطين وغزة عبر الولاء لإيران وتبييض صفحتها؟
إنه سجن الفكرة، الجميع يدور في فلك أن التحالف مع إيران هو الحل الوحيد لقضية فلسطين وغزة، وليس مجرد تحالف بين المقاومة الفلسطينية وإيران وأفرعها بل يذهب تنظيرهم إلى أبعد من ذلك، إلى تحالف كل الأمة المسلمة بما فيها التي تقبع تحت الاحتلال الإيراني مع المحور الإيراني. ولتحقيق ذلك يجب تسطيح الخلافات العقدية والأخلاقية مع الرافضة والأقلام مستعدة لأن تجعل ما كان بالأمس مثلبة وعارا، اليوم منقبة وشرفا!
لماذا لا يحترم المنظرون للوحدة مع إيران، والانضواء تحت مشروعها الآن تحديدا، حقيقة استحالة أن تقبل الشعوب المتضررة بمثل هذه الوحدة وأن ضمائرهم وعقيدتهم ومروءتهم وسجل من المظالم الثقيلة يقف سدا منيعا أمام الدعاوي لهذه الوحدة التي يروج لها على المنابر وفي المقالات واللقاءات وتحت شعبوية الرموز والنخب؟
لأن الأمر أكبر من مجرد أمنية إنه انخراط فعلي في المشروع الإيراني في المنطقة، وتبني لأهدافه، فالقوم يعتقدون حقا أن إيران تحمل صدقا في نصرة قضية فلسطين لذاتها لا لأجل شيء آخر، وهنا عقدة يصعب فكها!
لذلك نقول نصيحة لمن ينظر بوحدة مستحيلة مع الرافضة لأصحاب الدم والثأر على الأقل! لا تكونوا معول هدم لوحدة المسلمين الشاملة خلف قضاياهم المصيرية ولا عقبة في نصرة فلسطين وغزة بإصراركم على تصور واحد قاصر قمعي مستبد لهذه النصرة.
فإن ما تفعلونه اليوم هو حقيقة تقديم حجة معتبرة لكثير من الناس بالوقوف على الحياد، وبالطعن في صدق نصرتكم لفلسطين وغزة. وباحتكار طريقة النصرة تزلفا لإيران وبعقلية ذي الوجهين والمطفف.
لتتركوا مساحة للناس كي ينصروا فلسطين إعلاميا وماديا وحتى بالإعداد الجهادي بعزة نفس لا بإهانة لها، فلا يمكن أن يخرج من نفس مهانة عز! فالحر الشريف الموت أهون عليه من أن يكون ذي وجهين أو منافقا بحق نفسه وأمته.
لقد شغلتم الناس كثيرا بالدفاع عن عقيدتهم ومبادئهم ومظالمهم ببغيكم الذي لا داعي له أبدا!
لقد تسامحت الشعوب منذ زمن بعيد مع المقاومة وخطابها مع إيران، لكنكم لم تحفظوا هذا التنازل بإحسان ورحمة، بل تحولت مطالبكم لخنجر في خاصرة هذه الأمة.
فلسطين جزء من بلاد الشام الكبرى، أرض الملاحم الواعدة، ومن فصل مصير فلسطين عن مصير الشام الكبرى، جاهل بالتاريخ والواقع والدين وأبجديات الوحدة.
إن ما تفعلونه اليوم هو الخذلان الحقيقي لنصرة فلسطين، على عكس ما تعتقدون، فلا تمسوا بثوابت هذه الأمة ودينها وهويتها التي تمتد في التاريخ والمستقبل، وإلا فإن عواقب الظلم وخيمة جدا!
كفوا خطاباتكم الباغية بحق المسلمين، واتركوا مساحة للأحرار والصادقين ليعملوا، فهذا صراع تطول فصوله، ولا تفسدوا فرصهم في الانبعاث بضيق التصور والأفق، والجمود الفكري والتعصب. فرحمة الله تعالى أوسع ولا يزال الخير في عمق الأمة كامن.
بارك الله في كل خطاب يربي الناس على الحق والعدل والكرامة وموجبات العزة ويترفع عن تعظيم الرموز والجماعات والدول بتعصب على حساب معالم الحق ومنظومة الأخلاق، فيساس الناس على الأهواء لا الأصول، وعلى النصرة العمياء لا على شريعة الرحمن.
اللهم أفرغ علينا صبرا وعقلا.. فمن المعضلات توضيح الواضحات، ولكنه زمن الغربة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق