الحركة الإسلامية في الأردن.. والنظام الملكي وإسرائيل
1- من يصرف الناس عن مقاومة الأنظمة الحاكمة هو في أدنى أحواله مغفلٌ، لم يفهم طبيعة هذه الأنظمة، ومن ثم لا يُحسن تصور مآلات بقائها!
ينبغي أن يكون الجميع الآن أحسن تصورا لهذه المآلات بعد طوفان الأقصى وبعد الانفتاح البنسلماني.. إن مآلات بقاء هذه الأنظمة في الحكم تنتهي حقا إلى هدم الأقصى وإعادة عبادة الأوثان!
2- يعرف الجميع أن بريطانيا أوجدت دولة غريبة في منطقتنا هي إسرائيل. من فضلك، هذه معلومة خاطئة.. بريطانيا صنعت دولتين لم يكن لهما وجود، ونظاميْن لم يكن لهما جذور في هذه الأرض: إسرائيل.. والأردن!
الأردن صُنِع صناعة لحماية إسرائيل، تولاه واحد من أهم الخائنين عبر كل التاريخ الإسلامي: عبد الله بن الشريف حسين، كانت بريطانيا تعطيه راتبا سنويا، وأنشأت حوله جيشا من الإنجليز، ومنحته الأموال ليصطنع له من القبائل حرسا وجيشا!
والأردن هو واحد من أخطر وأشرس النظم الوظيفية في المنطقة، وهو نظام بريطاني مُعَتَّقٌ بالدهاء والمراوغة والمكر، فليست فيه بطشة الفراعين في مصر، ولا جلافة الأعراب وقسوتهم في الجزيرة، ولا سطوة الجبروت في العراق والشام.. لقد صنعت ظروف تأسيسه تشكيلة جديدة تقوم على المكر والدهاء بأكثر من قيامها على البطش والشدة: الأم البريطانية العريقة في الدهاء، والولد العاق الخائن العريق في المراوغة والمناورة والمداورة والتمثيل!
3- الحركة الإسلامية في الأردن، بعد هذا الوقت الطويل من معاشرة النظام، تحولت بالاختراق الأمني وبالتأثر النفسي وبظروف العجز التاريخية التي جعلت الأردن مأوى لعديد من الإسلاميين الفارين من بطش الصهاينة والقوميين والبعثيين.. تحولت إلى درع مطاط ومصَّاص للنظام الأردني.. مع الأسف الشديد، بل مع كل الأسف!
فما من حركة إسلامية استطاع نظامٌ واحدٌ أن يتلاعب بها، ثم يكرر ذات اللعبة مرات ومرات كما فعل النظام الأردني في الحركة الإسلامية.. يرفعهم فجأة إلى مرتبة الوزارة، ثم يهبط بهم فجأة إلى مرتبة المطرودين من مجلس النواب والنقابات!!.. ثم يعود فيكرر اللعبة، ثم يكررون هم ذات الاستجابة لها من جديد!! كأن الذاكرة قد مُسِحت وكأنه لا تاريخ يُستفاد منه!
فالحركة الإسلامية في الأردن، بالنسبة إلى النظام، هي كالنظام الأردني بالنسبة إلى إسرائيل.. تحميه وترفده إيمانا واحتسابا، لا تأخذ من وراء ذلك منفعة ولا تملك أن تدفع عن نفسها بذلك مضرة!!
وقد علم الجميع كيف أن رأس الحركة الإسلامية في الأردن كان عميلا للمخابرات الأردنية، وقد كان مشهورا بهذا منذ كان في رأس عمله، حتى حدثني بعض من كان يحضر لاجتماعات التنظيم الدولي للإخوان أنهم كانوا لا يقولون بحضرته إلا ما يحبون أن يصل إلى النظام!!
ثم لم يُكشف هذا إلا حين وقع الشقاق والنزاع بينهم فأذاعوه.. والله أعلم، كم مخترقا لا زال على رأس عمله!
يسألني سائل في آخر التعليقات: هذه الثرثرة كلها تسميها: شذرات سريعات؟!
والجواب: هي والله كذلك، وفي الصدر كلام كثير كثير كثير..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق