الاثنين، 5 أغسطس 2019

أأيقاظ بني الإسلام أم نيام؟!


أأيقاظ بني الإسلام أم نيام؟!


د.عصام عبداللطيف الفليج
نشر في2012/08/31   

أفتخر بالدور الكويتي حكومة وشعباً في نصرة الشعب السوري ومسلمي بورما                                      

لم تسقط دولة بني أمية في الشام بعد تاريخها الطويل وفتوحاتها المتعددة ببساطة، فقد انشغل ولاتها بالدنيا، وضعفت همتهم، وانتهبت أموال البلاد بين الولاة والتجار والرعاع، وانقلبت الموازين فيها، فتأخر أهل الرأي ووجهاء الناس وأشرافهم، وتقدم السفلة وتكلم الرويبضة، والتفوا حول الولاة والخليفة، ولك ان تتخيل ان تكون البطانة من المرتزقة، والناطقين فيها من الرويبضة، ومتصدري الأعمال من أراذل البلد ودخلائها، فلم يعد العفيف يأمن على نفسه من دسائس جلاوزة السلطان وغيرهم من بائعي الذمم والضمائر.

وكان نصر بن سيار والي بني أمية على خراسان رجلا حكيما عاقلا، فعلق جرس الانذار بأبيات تحوي صرخة مدوية عمت الآفاق، في رسالة الى الخليفة مروان ولبني أمية، قال فيها:
أرى تحت الرماد وميض جمر 
ويوشك ان يكون له ضرام
فان النار بالعيدان تذكى  
وأن الشر مبدؤُه الكلام
فإن لم يطفئها عقلاء قوم 
يكون وقودها جثث وهام
وقلت من التعجب ليت شعري 
 أأيقاظ بنو أمية أم نيام؟!
فإن كانوا لحينهم نيام 
فقل قوموا فقد حان القيام
فإن يقظت فذاك بقاء ملك 
وان رقدت فاني لا ألام
فغرّي عن رحالك ثم قولي 
على الاسلام والعرب السلام

وها نحن نعيش ذات الأحداث في هذا العصر، فان كانت صرخة نصر بن سيار قد ذهبت أدراج الرياح وتقوضت الدولة الأموية، فلا نجعلن بلاد المسلمين تذهب من بين أيدينا ونحن نشاهد التلفاز ونأكل المكسرات ونبكي الأطلال، فسورية وبورما أكبر شاهد على ذلك، فدول العالم الغربي انتفضت لهدم أصنام من حجر في أفغانستان، وسيرت لها الجيوش، وغضبت لهدم أضرحة شخصيات وهمية في الصومال، وتكتفي باصدار البيانات لقتل مئات الآلاف في سورية وبورما بحجة أنها شأن داخلي تارة، وأنها تنتظر مراقبي الأمم المتحدة تارة أخرى، وأنهار الدماء تسيل بلا حدود.
ووالله لو سكتنا وقبلنا بما يجري، لجاءنا الدور عاجلا أم آجلا.
انني أفتخر بالدور الكويتي حكومة وشعبا في نصرة الشعب السوري ومسلمي بورما، وأدعو جميع زعماء المسلمين لرفع راية النصرة لهما، حيث لا مجال للصمت ولا للتراجع.
٭٭٭
جاءت قصيدة نصر بن سيار بعدة روايات، اختلفت في كلماتها، واتفقت في معانيها.
وقال عنه الجاحظ في «البيان والتبيين»: كان نصر من الخطباء الشعراء، ويعد في أصحاب الولايات والحروب والتدبير والعقل وسداد الرأي والقرار.
ويدعى نصر بن سيار بن رافع بن حري بن ربيعة الكناني (46 - 131هـ/ 666 - 748م) وهو أمير، ومن الدهاة الشجعان.
كان شيخ مضر بخراسان، ووالي بلخ، ثم ولي امرة خراسان سنة 120هـ بعد وفاة أسد بن عبدالله القسري، ولاه هشام بن عبد الملك، وغزا ما وراء النهر، ففتح حصوناً وغنم مغانم كثيرة، وأقام بمرو، وقويت الدعوة العباسية في أيامه، فكتب الى بني مروان بالشام يحذرهم وينذرهم، فلم يأبهوا للخطر، فصبر يدبر الأمور الى ان أعيته الحيلة، وتغلب أبو مسلم على خراسان، فخرج نصر من مرو (سنة 130) ورحل الى نيسابور، فسير أبو مسلم اليه قحطبة بن شبيب، فانتقل نصر الى قومس وكتب الى ابن هبيرة - وهو بواسط - يستمده، وكتب الى مروان - وهو بالشام - وأخذ يتنقل منتظراً النجدة الى ان مرض في مفازة بين الري وهمذان، ومات بساوة.
٭٭٭
«ماء العين في الأرض حياة الزروع، وماء العين في الخد حياة القلوب» 
ابن الجوزي.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق