أمريكا المنقسمة.. وقواها المنهزمة
د.عبدالعزيز كامل
الانقسام الذي يعقبه التقسيم ؛ كان سياسة أمريكا وحلفائها في بلاد المسلمين، على مدى ما مضى من عقود مرحلة الجبرية العالمية، وتوابعها الإقليمية والمحلية، فمخططات التقسيم كلها ، صيغت نظريا بعقول صهيونية، ولكن جرى ويجري تنفيذها عمليا بأدوات غربية وأمريكية..
★★.. مخططات التقسيم السياسية في كل من العراق والشام ومصر واليمن ودول شمال إفريقيا والجزيرة العربية، وقبلها الجزيرة الهندية.. سارت ولا تزال تسير على درب التنفيذ بدرجات متفاوتة، وكلها كان يسبقها انقسامات شعبية، مذهبية أو عرقية أو عنصرية؛ يؤججها تجار الحروب، ومصاصوا دماء الشعوب، من كفار أهل الكتاب.
★★.. أمريكا اليوم تذوق من كأس السم الذي جرعته لشعوبنا، فهي منقسمة على المستوى الشعبي، بصورة لم يسبق لها مثيل منذ الحرب الأهلية الأمريكية ( من عام 1861 إلى 1865).
فالأمريكيون منقسمون بين انصار يسار متطرف، متحالف مع خليط انتهازي غير متجانس من السياسيين، وبين يمين محافظ غاضب ، لا يقبل إقبال أمريكا على اشتراكية موطأة أو متواطئة مع الأعداء الشرقيين التاريخيين، والشعب هناك منقسم تبعا لهما، وصار بعضه يقول لبعض( ٱحنا شعب وانتو شعب).. !
★★.. انقسام أمريكا الشعبي قد يتبعه يوما تفكك سياسي أو تقسيم ، ولو بعد حين ، وهو ما سيهوي بها نجمها ، ويذوي جبروتها، وهذا لن تصنعه تدخلات خارجية، أو مؤامرات داخلية، بقدر ما سيكون تحقيقا لسنة إلهية ، تقضي بأنه مهما تجبر الطغاة وتجبروا - صغارا كانوا أو كبارا - فإنهم يسقطون من عليائهم، بعد ظنهم أنهم مانعتهم حصونهم من الله.. وهذا ما أخبر عنه المحدث عن الله - صلى الله عليه وسلم - عندما قال : ( حَقٌّ علَى اللَّهِ أنْ لا يَرْتَفِعَ شيءٌ مِنَ الدُّنْيا إلَّا وضَعَهُ) رواه البخاري برقم/ 2872 ..
ولذلك نتوقع - بل نرجو - ألا يكون الاعلان الرسمي لفوز بايدن في السادس من يناير نهاية الانقسام .. بل بداية الانفصام .. في ( ثورة يناير ) ترامبية ، على الطريقة الأمريكية..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق