الخبر
“شكر الرئيس الفرنسي الصليبي “إيمانويل ماكرون”، نظيره الطاغية المصري “عبد الفتاح السيسي”، على زيارته لباريس وسط الحملة المناهضة لفرنسا في عدة دول ذات أغلبية مسلمة.
وقال الحاقد “ماكرون” في مؤتمر صحفي عقب لقاء السيسي: “بما أن فرنسا كانت ضحية لحملة كراهية ومقاطعة أججها تصاعد التطرف، فأنا ممتن لرئيس دولة عربية ومسلمة كبيرة جدا (مصر) لمنحنا شرف الزيارة اليوم”.
تعليقات الرئيس الفرنسي جاءت ردا على الانتقادات الواسعة من الدول الإسلامية لموقفه المؤيد لاستخدام الرسوم التي تصور النبي (محمد)، باعتبارها أحد مظاهر حرية التعبير”. (1)
التعليق
ليس في الأمر مفاجأة؛ بل هي فضائح المرتدين والطغاة؛ فجميعهم شانئ لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، مختار السماء لتبليغ رسالة الله العادلة والرحيمة بالبشرية، والتي يرفضها الطغاة لأنها تمنع طغيانهم، ويأباها المنحرفون لأنها تضرب على أيديهم، ولأنها تستنقذ المظلومين من الظالمين والمستضعفين من المستكبرين، وتهدي من كتب الله له السعادة من الكبراء والفقراء على السواء؛ وتترك عتاة الإجرام عراة ومقبوحين.
إننا نشير الى دلائل الكفر في الطواغيت الذين يحكمون بلاد المسلمين، لرفع توهُّم من بقي مخدوعا فيهم. فمحمد صلى الله عليه وسلم محور اختبار لكل من في قلبه مثقال ذرة من إيمان؛ فإذا ثارت الثائرة وخرجت أحقاد الكفر والمنافقين بين حالة الكفار: ﴿وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْر﴾ [القلم: 51]. وبين حالة المنافقين وهم ممتلؤون حقدا وغيظا فقائل ﴿لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا﴾ [المنافقون: 7] وبين قائل ﴿لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ﴾ [المنافقون: 8] وبين المؤذين لرسول الله ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ﴾ [الأحزاب: 57] وبين من يهمُّون برسول الله سوءا في حياته وبدينه بعد مماته ﴿وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا﴾ طعنا في دين الله وسعيا لإبطاله وتنكيس رايته..
عندما تدور رحى الحرب حول احترام شخص رسول الله، الذي كان محلا لتنزل الوحي وبلاغ الدين ومكلَفا بإقامته وتربية الناس عليه، وأبقى الله كلماته وحياته في نفوس المؤمنين، وفي البشرية ،الى يوم القيامة، حتى يُسأل الناس منذ رسالته، في قبورهم، عنه؛ وما موقفهم منه ومن رسالته.. «ما تقول في الرجل الذي بُعث فيكم»..؟
عندما تثور ثائرة حرب كهذه يظهر فيها تلاحم النفاق والردة مع الكفر، وإيواء هؤلاء لأولئك، ويتسلل هؤلاء لأولئك لواذا، ويتسترون بهم ويتخندقون معهم ويعتذرون عنهم ويبررون أفعالهم، ويصطفّون ضد كل من يغضب لنبي الله، ويشوهونه؛ بينما يبيضون وجه السابّين والمستهزئين..!
ماذا جنت أيديهم؟
ولن يجني الطواغيت من هذه المواقف سوى أن يفضحهم الله على رؤوس الخلق، ويفضحهم بين جنبات هذه الأمة، حتى يتساءل جاهل ويفيق مستغفَل؛ كيف تصدر هذه المواقف من مدّعين للإسلام؟ وهل بقي لهم إسلام؟ وما حقيقة المعركة؟ وهل حقا ما شوّهوا به المسلمين؟ وإذا كانوا اليوم مجرمين وظهر إجرامهم؛ إذن فهم بالأمس كانوا كذلك؟ ولو بان خداعهم اليوم فقد كانوا كذلك من قبل!.. الى أسئلة كثيرة يحتاج اليها المخدوعون الذي ركبهم الطغاة حميرا وبغالا للوصول الى السلطة وذبح المسلمين.
ثم لن يجني الطغاة مزيدا على هذا إلا دخولهم تحت وعيد الله بأن يكفي نبيَّه شأنهم؛ فقد قال سبحانه ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ [الحجر: 95]. والمستهزيء، والمدافع عنه، والمبرِر له، والضامِن لحرية استهزائه، والمتضامن معه مع قومه؛ كلهم لهم نفس حكم الكفر، من حيث الحكم الشرعي. ولنبي الله، حكم الكفاية منهم جميعا، من حيث الحُكم القدَريّ.
ومَن نزلت فيهم هذه الآية استأصلهم الله تعالى. ولله تعالى طلاقة القدرة والقدَر فيمن بقي اليوم؛ استأصلهم سبحانه وألحقهم بإخوانهم الذين كفروا من قبل، أو أحرق عليهم بلادهم، أو أدال عليهم الدولة فأذلهم، أو خبّلهم وجعلهم في ضلال دائم وسُعُر، أو فضحهم فلفظهم قومهم، أو سلّط عليهم عدوا أشد منهم فقهرهم وأذاقهم خسفا..الخ أو غير ذلك، مما يعلم الله وهو على كل شيء قدير.
خاتمة
يجب على الدعاة والعلماء والوعاظ والموجِهين وأصحاب الأقلام والقنوات وغيرهم؛ أن يقفوا بأمتهم أمام دلالات هذه الجريمة وأخواتها. ومن قبل أمام جريمة السكوت وتعجيز الأمة عن رد فعل مؤسسي دولي يفوق رد الفعل على الاعتداء على شخص حاكم أو مسؤول.
[للمزيد: “ولتستبين سبيل المجرمين” .. دروس وعبر]
يجب ألا تفوت دلالات هذه المواقف على تعرية المجرمين واستبانة سبيلهم وبيان قبحهم وحقيقة نفاقهم وكفرهم وموالاتهم للصليبيين على كفرهم وعدائهم لدين الله تعالى.
هوامش:
- موقع “سبوتنيك”: “كنا ضحية لحملة كراهية”… ماكرون يشكر السيسي لزيارته فرنسا رغم دعوات المقاطعة.
موقع “euronews”: ماكرون يشكر السيسي على دعمه بعد “حملة الكراهية” ضد فرنسا في العالم الإسلامي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق