إيڤر غيفن وتيتانك
أ. د. زينب عبد العزيز أستاذة الحضارة الفرنسية قد يبدو الربط بين الإسمين مثيرا للدهشة أو بعيدا عن المنطق، لكن لو تأملنا المعطيات لربما تبدد الإندهاش وبدأنا نتأمل.. فالسفينة العملاقة الجانحة منذ يوم الثلاثاء الماضي، 23/3/2021، وحتي اليوم 28/3/2021، طولها 400 مترا، أي حوالي نصف كيلومترأ، وعرضها 59 مترا. أما حمولتها فتصل إلي 220000 طنا.. ومثل هذا الحجم أو مثل هذه الكتلة المهيبة من الصعب أن تؤثر عليها خفتة رمال أو حتي ما يطلق عليه عاصفة رملية، خاصة وإن تلك التي هبت في ذلك اليوم لم تكن إسثتنائية الحدة والعنف. والطريف أن الشركة المالكة للسفينة الجانحة قد إعتذرت بسبب تعطيل التجارة.. "إعتذرت" فحسب، ولم تشر إلي أية تعويضات للحكومة المصرية عن كمّ الخسائر التي تسببت فيها.. إذ أنها تمنع مرور بضائع تقدر بنحو عشرة مليارات من الدولارات يوميا.. وقد أدي هذا العطل إلي توقف أكثر من 321 سفينة تنتظر الإفراج وفتح الملاحة. كما أن ذلك سوف يؤثر علي مواعيد تسليم البضائع في مختلف أنحاء العالم. كما سوف يؤدي إلي تحميل هذه الخسائر علي الأسعار التي يتكبدها المواطنون في كل مكان.. والربط بين إڤرغيفن وبين الباخرة تايتنك، يرجع إلي الملابسات الخلفية أو الخفية التي تحيط بكل منهما. فالتايتنك كانت أكبر وأحدث وأقوي باخرة تم تصنيعها آنذك. وقد أبحرت في الرابع عشر من شهر ابريل 1912. وبعد أربعة أيام من إبحارها ارتطمت بجبل من الثلج وانقسمت من الوسط وغرقت، وغرق معها حوالي 1520 شخصا. لذلك تعتبر أكبر كارثة ملاحية بشرية في زمانها. ويمثل هذا الوصف المنظر الخارجي لأكبر مأساة في عصرها. أما الكواليس التي لا يعرفها العديد من الناس، وهو جزء من التاريخ المسجل، أن الحادث وقع عمدا وكان مرتبا له للتخلص من أحد الركاب ومن في صحبته، إذ كان الشخص الوحيد آنذاك الذي يعارض فكرة إنشاء "البنك الفيدرالي الأمريكي" الصهيوني.. وعودة إلي البارجة العملاقة التي تحتل مجري قناة السويس بالورب، أي في وضع يسد المجري تماما، فإن بعض الملابسات المحيطة بالموقف تشير إلي أن هناك شيء ما غير منطقي في هذا الموضوع. وأولها ألا تستعين هيئة قناة السويس بعروض المساعدة التي تقدمت بها بعض الدول خاصة أمريكا وروسيا.. لذلك تتراص أو تتراقص بعض علامات الإستفهام. وذلك في الوقت الذي تفكر فيه شركتا مارسك وهاباج ـ لويد تحويل مسار بوارجها إلي رأس الرجاء الصالح، أي أن تتكبد مسيرة تسعة آلاف كيلومترا وعشرة أيام تأخير لتسليم البضائع التي تتحملان مسؤوليتها. وهناك علي الأقل أربعة بوارج بترولية تفكر في عمل نفس التصرف. ويقول موقع "فرانس ـ إنفو" إن ذلك سوف ينعكس علي الاقتصاد المصري. فقناة السويس قد جلبت أكثر من خمسة مليارات دولار سنة 2020.. أما ما يبدو سرياليا في هذا الموقف فهو ظهور مشروع مخطط كان يبدو "مخفيا" ـ كما يقولون ـ وتناولته بعض الصحف والمواقع الفرنسية والإنجليزية في نفس الوقت، يتحدث عن وثيقة سرية تعود الي سنة 1963، والتي كشفت عن مشروع أمريكي لشق قناة عبر إسرائيل (المحتلة لأرض فلسطين)، وذلك باستخدام 520 قنبلة نووية. وقد رُفعت عنه السرية سنة 1996، وقدمه مكتب لورانس ليفرمور الوطني المدعوم من وزارة الطاقة الأمريكية. ومضمون الخطة القيام بحفر نووي بطول 257 كم، عبر صحراء النقب، ليربط البحر المتوسط بخليج العقبة، ويفتح منافذ علي البحر الأحمر والمحيط الهندي. ويقول مقدمو المشروع ان التفجير النووي أرخص من الطرق التقليدية للحفر، إضافة إلي أن هناك 209 كم من الأراضي الصحراوية غير المأهولة بالسكان وهي قابلة لطرق الحفر النووية.. والتخوف الوحيد هو المعارضة الشديدة للمشروع من الدول العربية المحيطة بإسرائيل.. ويعلق ألكس ويلرشتاين، مؤرخ العلوم في معهد ستيفنز للتكنولوجيا، ساخرا علي خطة ليفرمور قائلا: "أجهزة نووية تعادل 2 ميغا طن بحيث توضع أربعة أجهزة نووية لكل ميل، علي مدي 130 ميلا = 520 قنبلة نووية = 1.04 غيغا طن من المتفجرات".. (المصدر بزنس إنسايدر). تري هل سيُكتب لهذه الرؤية السريالية/ الجهنمية النجاح؟ خاصة وأنه يتوقف علي موافقة الدول العربية المحيطة التي تبادر بالتوقيع، عن طيب خاطر، من باب المحبة و"الأخوية الإنسانية".. 28 مارس 2021 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق