المرحلة الجبرية من الفُتوة والفَوران إلى الفُتور والذوبان
إذا كانت (الجَبرية) مرحلة زمنية في تاريخ الأمَّة الإسلامية؛ فإن تلك الجبرية هي في ذاتها تَحوي مَراحل ، بعضُها مر بمرارته، وبعضُها سيمر حتما رغم فَداحة خِسارته، فالعُقود العَشَرة من قرن الشيطان الذي مضى، شَهِدت الجبرية فيها مرحلة من الفُتوة والفَوران … ستنتهي حتما بمرحلة الفُتور ثم الذوبان ( ثم تكون خِلافة على منهاج النبوة).
ومرحلة خِلافة النبوة لن تأتي فجأة بدون مُقدمات، بل لابد لها من إرهَاصَات بل إعدادات ، ضمن مرحلة انتقالية، سَتحدث فيها نَقلات استثنائية، وطَفَرات تمهيدية.
وإذا كان المسلمون يعيشون مُنذ عَشْرة عقود مرحلة غُربة.. فإنهم لن يخرجوا منها إلى زمن الفُتوح إلا بعد مرحلة غربلة ، في مدة زمنية انتقالية انتقائية، ستعقبها بعد الزوال الآكد للأنظمة الجبرية؛ تلك الخلافة المرتقبة التي ستكون هي القدس الإسلامية، بعد تحريرها وتعميرها ، الذي يليه خَراب مؤقت للمدينة، ثم صدام عسكري عالمي ديني في (الملحمة الكبرى) يتلوه إعادة فتح القسطنطينية المستقبلية (أو اسطنبول الحالية) التي ستكون وقتها في حاجة إلى إعادة الفتح، ثم روما التي ستكون مُهيأة للفتح.. مع فتوح أخرى تسبقها في فارس وجزيرة العرب.
صحيح أننا نؤمن بأن هذه الفتوح المتتالية المتوالية ؛ ستهيج دجَاجَلة صغار لافتعال أحداث كبرى تُغضب ثم تُخرج الدَّجال الكبير مسيح الضلالة ، لكنها ستوطِّئ في الوقت ذاته لعودة مسيح الحق والهداية ؛ كما صح بذلك الحديث :
( عُمْرانُ بيتِ القُدْسِ خرابُ يَثْرِبَ، وخرابُ يَثْرِبَ خروجُ المَلحَمَةِ، وخُروجُ المَلْحَمةِ فَتْحُ القُسْطَنْطينيَّةِ، وفَتْحُ القُسْطَنْطينيَّةِ خروجُ الدَّجَّالِ ) 1..
خطر الأئمة المضلون
ومن تأمل في الفتن التي جَرها حُكام الجَبر المُضلُون تحت مسميات الحُكم الاشتراكي الشيوعي أوالليبرالي العلماني؛ سيدرك أنَّ هؤلاء هم من هيأوا للدَّجال مسرح العالم، فقبل الدَّجال الأكبر دجَاجِلة كثيرون من هؤلاء الأئمة المُضلِين وغيرهم، قد نالوا من أمَّة محمد صلى الله عليه وسلم ماجعله يخشاهم عليها، كخشيته من كبيرهم المنتظر..
بل بلغ خوفه -صلى الله عليه وسلم – على أمَّته منهم..أن قَدَّم خطرهم على فتنته التي هي أكبر فتنة مُنذ خلق الله آدم..!
لماذا.. لأنهم في الحقيقة هم المُهيؤون لمقدمه ، والمُمَهِدون لسلطانه والماكثون في الارض أضعاف أضعاف مُكثه .. ولعل هذا ما يُستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم : «غيرُ الدجالِ أخوفُ على أُمَّتِي من الدجالِ، الأئمةُ المُضلُّونَ».2
زوال جبابرة الغرب الرَّاعين للجبرية العربية
وعلى ذلك.. فإن الرجاء معقود على تسارع مطارق السنن الإلهية؛ فوق رؤوس جبابرة الغرب الرَّاعين للجبرية العربية ؛ لِطَي زمان (المرحلة الانتقالية) التي ستعقبها الخلافة على منهاج النبوة..
أما راعية الجبر الدولي المعاصر( امريكا) فقد دخلت بالفعل في مرحلة الانقسام والانحلال المُوصل بأمر الله للزوال، وبزوالها سيتتابع عُقْد الحُكم الجبري في الانفراط ثمَّ الانقراض.
إنَّ المرحلة الانتقالية سَتُمَثْل فيما نعتقد حُقبة تنافس في العمل إلى حد الصدام؛ ببن طلاب الآخرة عباد الرحمن ، وبين عبيد الدنيا من أولياء الشيطان.. فالكل سيسرع السير قريبا للوصول لما يريد ، والله يفعل مايريد، فهو القائل سبحانه : ( وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعملوا على مَكَانَتِكُمْ إنا عَامِلُونَ(١٢١) وانتظروا إِنَّا مُنتَظِرُونَ. (١٢٣) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)٠ ) [ هود ]
إن الزمان القادم القريب سيحتاج حتما الى رِجال.. وهذه مرحلة صناعة الرِجال ..
تمت السلسلة بحمد الله
الهوامش:
- أخرجه أبو داود (٤٢٩٤) وصححه الألباني
- السلسلة الصحيحة: (٤/٦٤٢).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق