أيهما أسهل... التفكير خارج الصندوق أم سرقته؟
خواطر صعلوك
في كل صباح، ومع شروق الشمس يفتح حراس المدارس البالغ عددهم 2250 حارساً، أبواب مدارس الكويت البالغ عددها 1146 مدرسة، ليدخل عبر أبوابها 92122 ألف معلم ومعلمة، ليستقبلوا كل يوم 522220 ألف طالب وطالبة.
وفي كل صباح تسعى جميع المدارس بطواقمها الإدارية والتعليمية إلى تعليم السلوكيات الجديدة للطلبة، أو تعديل سلوكيات موجودة أو تغير سلوكيات غير مرغوبة اعتاد المتعلم على ممارستها... صفوف دراسية وقاعات ومختبرات وصالات وساحات وملاعب وصناديق مالية، وتوجيه ومراقبين ومشرفي أجنحة، كل ذلك من أجل مساعدة المتعلم على اكتساب سلوك مستهدف.
وتسعى الدولة عبر رؤيتها وميزانيتها إلى إصلاح التعليم، ولكن التقارير العالمية تخبرها أنها تسير في اتجاه آخر.
الجميع يحاول أن يبذل أقصى ما في جهده... ولكن الحجر دائماً يُرمى في الاتجاه الخاطئ.
إن مقالاً صحافياً لا يكفي لذكر الأسباب التي وصلت بالتعليم إلى هذا المستوى، ولكنه يكفي لذكر أحد أهم العوامل المؤثرة والأساسية والحساسة في الحالة التعليمية.
إن كثيراً من المتعلمين في المدارس لا يملكون الدافعية للتعليم والتعلم، والدافعية والحماس للتعلم هي قوة ذاتية داخلية تحفز المتعلم على بذل الجهد، وعدم وجود الدافعية سببه خبرات سابقة تعلمها في المنزل أو سمعها في الديوانية وثقافة مجتمعية وأوضاعاً سياسية، فما فائدة التعليم من وجهة نظر المتعلم؟ وما درجة حاجة المتعلم للتعليم أصلاً؟ وما مدى خوف المتعلم من الرسوب وتبعاته؟
عزيزي القارئ، يخبرنا التاريخ أن هناك عصوراً كان المرء يحتاج فيها لكتب الفلسفة والشعر والحكمة والمنطق لكي يتقرب من السلطان أو يصبح من الأعيان، وعصوراً كان يحتاج المرء فيها لكتب الشريعة والفقة والحديث والأصول لكي يصبح المستشار أو رئيس الديوان، وعصوراً يحتاج المرء فيها لكتب الطرائف المسلية والأخبار المضحكة وعجائب الاثار وعادات الشعوب لكي يكون نديم السلطان... أما اليوم فكل ما تحتاجه واسطة وتزوير شهادة أو جنسية وأساليب غش حديثة وأموالاً مقابل الدرجات والشهادات، ولا داعي لتعليم مهارات التفكير خارج الصندوق، بل يكفي أن تسرق الصندوق ذاته... وأمورك طيبة وفوق النخل!
ما الذي ستقدمه المدارس أمام ما يمارسه المجتمع والبرلمان والإعلام والأعيان وكبار رجالات الدولة من سلوك أصبح محفوراً حتى عبرت كثيراً من المياه من تحت الجسر وأغرقته!
إن تعزيز وتشجيع أي سلوك واستمرار وثبات هذا السلوك، سواء كان مرغوباً فيه أو منهياً عنه يعود إلى عدة عوامل منها:
- عوامل داخلية من المتعلم نفسه.
- الاستمرار في ممارسة هذا السلوك.
- عوامل خارجية من الأسرة والمعلمين والأصدقاء.
- ما يتلقاه المتعلم من تغذية راجعة وأساليب تعزيز.
انظر حولك عزيزي القارئ، وتلفت جيداً...
فهل هناك ما يدعو إلى خلق دافعية للتعليم لدى المتعلمين في المدارس في ظل ما نعيشه اليوم؟
وأيهما أسهل للمتعلم، التفكير خارج الصندوق، أم سرقته؟ Moh1alatwan@
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق