ما بعد الفوضى الخلاقة!
د. هاني السباعي
مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن.
الفوضى الخلاقة التي بثتها الماسونية في أدبياتها، وتبنتها أمريكا عمليا بعد غزو العراق عام 2003 ليس من باب الخيال والمؤامرة التي تتم في السر!.
لقد جهر بها ساسة أمريكا من كوندليزا رايس، ورامزفيلد، وولسي، وريتشارد بيرل، وغيرهم. حيث كان الأنموذج لهذه الفوضى الخلاقة هو بلاد المسلمين خاصة العراق والشام ومصر وليبيا وغيرها؛ بغية الوصول لما بعد الفوضى الخلاقة!.
وهي تقسيم المنطقة بسايكس بيكو أكثر شراسة وأبشع تقزيما، وفرض كيانات وأقليات هشة متناحرة يحتاجون جميعا غوث أمريكا والغرب!.
وإبقاء إيران كما هي مع إبراز مفاوضات الملف النووي إعلاميا لذر الرماد في عيون الرأي العام الغربي!
وتظل إيران الفزاعة التي تخيف أمريكا بها محميات النفط الخليجية واستنزاف ثرواتهم، ولكي يظل حكام الخليج والعرب بحاجة إلى الحماية الأمريكية من بطش شعوبها وشبابها!؛ تحرضهم على سن قوانين إرهاب ضد شباب السنة، ومطاردتهم وشيطنتهم إعلاميا ومجتمعياً مما أضعفهم جميعاً!.
فأمريكا تعلم يقينا أن عدوها الحقيقي؛ هم أهل السنة؛ خاصة الجهاديين الرافضين للهيمنة الغربية على بلاد الإسلام! أما إيران وأفرخها الشيعة فهم في الحضانة الأمريكية وتحت سيطرة العم سام!.
والفائز الأكبر الكيان الغاصب لفلسطين “إسرائيل”! وسيظل الوضع قائماً حتى تتخلص الأمة من حكامها الخونة وتعود إلى دينها بحق.
ولن يحدث ذلك إلا أن تتطهر الأمة ذاتياً، ويأخذ الراية؛ جيل نقي عقديا؛ يثور لدينه يتقدم لا يلوي على شئ حتى يحرر البلاد والعباد من رق طواغيت العرب والعجم إن شاء الله وليس ذلك على الله بعزيز.
د.هاني السباعي 28 شعبان 1436هـ ـ 15 يونية 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق