الثلاثاء، 22 مارس 2022

علّل ما يأتي؟

 علّل ما يأتي؟

خواطر صعلوك


يُقال إن هناك جدلاً واسعاً في وزارة التربية على إنهاء نظام المجموعات والبدء في نظام خروج المغلوب، والمغلوب الوحيد في هذا النظام هو التعليم ذاته.

ويُقال إن السبب في عدم قدرة الوزارة على العودة الشاملة للدراسة، هو عدم جاهزية المدارس، وعدم جاهزية الشوارع، وعدم جاهزية العمال في المدارس، وعدم جاهزية الطلاب في رمضان، وعدم جاهزية المعلمين طوال العام، وعدم حسم الحرب الروسية الأوكرانية... ولكن الحقيقة هي عدم جاهزية القيادات التربوية لكي يجلسوا مع بعضهم البعض ويستمعوا لما تقوله الإدارات المدرسية.

ومن جهته، فقد أحال وزير الإعلام كل القيادات الإعلامية للتقاعد لكي يبدأ عهداً جديداً، بينما في وزارة التربية فإن الوزير استقال ثلاث مرات لكي يبقى العهد على ما هو عليه.

ويُقال أيضاً إن البلد يُعاني، بعد أن تم السحب من صندوق الجيش، ثم صندوق التأمينات، وصندوق الأجيال القادمة... وعليه فقد قرّرت وزارة التربية السماح للمدارس بالسحب من الصندوق المالي لاستئجار عمال في المدارس لتغطية النقص.

عموماً، لا داعي للقلق ففي النهاية سيمر العام الدراسي على خير، وسيدرس الطلاب للاختبارات، وستكون الأسئلة فيها متنوعة مثل: حدد الأطوال والزوايا المظللة في المثلثات الآتية، أو حدد الجملة الفعلية والمبتدأ والخبر في العبارات الآتية، أو رتّب الدول ترتيباً تصاعدياً من حيث تصدير رؤوس الماشية والأبقار، أو أوجد قيمة «س» إذا كانت «ص» تساوي طول الشجرة المستلقية على عربة قطار يسير بسرعة 60 كم في الساعة؟

ثم يتخرّج الأبناء في المدارس ويدخلون الحياة العملية ليكتشفوا أنهم لا يتعاملون غالباً مع زوايا المثلثات، وأن الحياة لا تستدعي التركيز في المبتدأ والخبر، وأن غالبيتهم سيعيشون ويموتون دون أن يزوروا النيجر أو جزر القمر أو حتى يهتموا بقرارات جامعة الدول العربية وأهمية تاريخ تأسيسها وعدد أعضائها، وغالباً لن يتعرضوا في حياتهم إلى قيمة «س» أو «ص» بقدر ما سيتعرضون لقيمة فوائد القرض البنكي أو بحث عن وظيفة أو علاقة زوجية أو حتى مهارات البقاء على الحياة في زمن الحروب البيولوجية، أو كيفية مواجهة تنمّر إلكتروني أو نصب عقاري أو عنف أسري.

في النهاية، سيتخرّج الطلاب ليصبح بعضهم أعضاء مجلس أمة غير متخصصين ليشرّعوا لنا قوانين غير مفعّلة في قضايا لا تتم دراستها، ويصبح بعضهم الآخر قيادات بلا قيادة ولا تخطيط ولا مراقبة وتقويم... إنها دائرة كهربائية مغلقة تُعيد إنتاج ذاتها. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

Moh1alatwan@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق