الثلاثاء، 29 مارس 2022

إلى معالي السيد المستشار

 إلى معالي السيد المستشار

خواطر صعلوك


ما ينبغي أن يكون عليه المستشار هو كونه يحمل بين وجدانه مهارة الإشارة إلى الأشياء والأسماء... ومهارة النصيحة بالأفعال والأقوال.

المستشار هو من تطلب منه المشورة بناء على مقاربة يحملها، ورؤية قادر على خلقها في وبين، وعلى ما حوله من عالم وعوالم في اليومي والمعاش.

يقف المستشار بلطف الصنعة وحنكة الخبرة وسعة الاطلاع أمام المسؤول ليذكره بمسؤولياته، وسؤاله... ومسألته... ومن يُسأل عنهم ومن يسألهم، ويضع أمامه ما عُلم من الأسماء وعلاقاتها بالأشياء.

وفي نصيحته يضع أمام عينه ما ينبغي أن يكون، وليس ترسيخ ما هو كائن، فالنصيحة في الاستشارة مثل المطر في الاستمطار، يأتي ومعه النمو والحركة والجريان وما ينفع الناس ويمكث في الأرض، وبقع ومساحات من الماء يستفيد منها المستضعفون والطيور والقطط، ويصبح المكان بما أصبح إليه، يختلف عما أمسى عليه.

لا يُسمِع المستشار من حوله ما يريدون سماعه، بل يسمعهم الحقائق المبنية على البحث، والملاحظة والاستقراء المبنية على القراءات المعمقة، والتحليل والتفسير والإنصات للناس، والإبداع وإيجاد الحلول دون الغوص في المشاكل، والنظم الإدارية، والمسائل القانونية، والإعلام والإسكان والتعليم والتنشئة الاجتماعية والولاء الوطني والتحول الرقمي والاقتصاد والبدائل المتاحة، والشباب والرياضة والوظائف والمشاريع الصغيرة، والثقافة والمجتمع المدني، ومجلس الأمة والمشروع والرؤية...لا ينبغي للمستشار أياً كان تخصصه، أو شكل استشارته أن يرسخ الأمر الواقع أكثر رسوخاً مما هو عليه الآن، فالرسوخ قد يكون قاعاً وليس قمة.

لا يُسأل المستشار ما إذا أخذت بإشارته ونصيحته أم لا، ولكنه يُسأل أمام الحق عن نواياه وإتقانه في التقديم.

المسميات لا تُعطي صاحبها جوهرها، فليس كل دكتور دكتوراً، وليس كل مُعلم مُعلماً، وليس كل سياسي سياسياً، وليس كل مستشار مستشاراً... وهذا مما هو معلوم من الواقع بالضرورة، فليأخذنا السادة المستشارون الذين يعملون في كل الخطوط وعلى كل الجبهات خطوة للأمام لو سمحتم، وتذكروا أن كل ما لم يُذكر فيه اسم الله...أبتر.

Moh1alatwan@

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق