الاثنين، 28 مارس 2022

العلاقات من السرية والخجل إلى العلنية والبجاحة الصهاينة العرب

 العلاقات من السرية والخجل إلى العلنية والبجاحة
الصهاينة العرب



بقلم الخبير السياسى والإقتصادى
د.صلاح الدوبى 

للموساد وقادته في ذاكرة الفلسطينيين والعرب والمسلمين، شريط أسود من جرائم قتلة لا يخجلون، ويتباهون بالقتل بأيديهم، ويتلذذون لمرأى الضحية وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، سيارة مفخخة قتلت طفلاً وأباه البطل، سائحٌ يأتي بلاد العرب والمسلمين، فيُستقبل على الرحب والسعة ثم يغادر تحت جُنح الظلام مخلفاً وراءه ضحايا من دمنا ولحمنا، علماء، وقادة، وأدباء ومفكرين.

يعمل الموساد بصورة رئيسية في مجال المخابرات الخارجية، ويحتل المرتبة الثانية بعد وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وله سجل أسود في تصفية المخالفين لهوى وهوية وممارسات كيانه الغاصب، والحديث عن الصندوق الأسود للموساد بحاجة الى قراءة مستقلة، وما يهمنا هنا هو فتح خزانة أسرار الرئيس الثاني عشر للموساد، “يوسي كوهين”.

ترك “يوسي كوهين” الشهير بمهندس عملية التطبيع مع الإمارات والبحرين بصمات خاصة في تطوير عمل الموساد، ونقل عملياته من السرية الى العلنية، وتطعيمها بمكسرات السياسة، بما لها من مخرجات سحرية، أعطت الكيان الغاصب ما عجز عن نيله بقوة البطش والقتل والعنف والدموية، وفي عهده أصبح الموساد يتجول في الدول العربية بأريحية تامة تحت عنوان التطبيع والسلام المزعوم، بعد عقود من المقاطعة العربية.

اشتهر “كوهين” في الإعلام العبري بالجاسوس الوسيم والجاسوس رقم واحد، وعرّاب ومهندس عملية التطبيع، ويسميه العاملون معه “العبري”، ويُعرف في أروقة جهاز الموساد بـ “عارض الأزياء” و”الموديل” و”الأنيق” لحرصه على الظهور بثياب أنيقة وربطة عنق، وفي أوساط ضحاياه بالعقرب السام.

شكله الخارجي مضلل، ويمتاز بمكره ودهائه، ودقته ونشاطه، وقدراته في الممازجة بين العمل الاستخباراتي والنشاط السياسي، وقدرته الفائقة على الإقناع والاتصال ونسج العلاقات العامة، والالتزام بقواعد صارمة في تجنيد الوكلاء والجواسيس والعملاء والمخبرين.

يهندس “كوهين” بهدوء اللقاءات، ويرفع الميزانية، وينشئ وحدات جديدة، بعضها متعلق بمأسسة “التطبيع” مع الدول العربية،

انتهت ولايته الأولى في رئاسة الموساد والمحددة بخمس سنوات، في العام الجاري، غير أن رئيس حكومة العدو الصهيوني مددها لمدة عام -يونيو 2021- قابلة للتجديد ستة أشهر أخرى –نهاية ديسمبر 2021- وسيكون عليه بعدها البقاء 3 سنوات بعيداً عن العمل العام، كي يتمكن من المنافسة على خلافة “نتنياهو”.

ويتعين عليه خلال رئاسته للموساد (2020 – 2021) انجاز العديد من الملفات، أهمها: ملف التطبيع مع الدول العربية بصورة خاصة، والدول الإسلامية ما أمكن، والتمهيد لخليفته القادم لرئاسة الموساد في ملف تحييد مخاطر تركيا التي يعتبرها أكثر تهديداً على “إسرائيل” من إيران، التي يعتبرها مجرد قوة هشة، يمكن تقويضها بالعقوبات وحظر توريد السلاح والعمليات السرية وتبادل المعلومات، عكس أنقرة التي تُمَثِل بحسب رؤيته، تهديداً ناعماً وخشناً ينبغي الاتحاد مع العرب لكبحها، حد قوله.

غير أن للواقع رأي أخر بسبب ما يربط كيانه من علاقات وثيقة مع تركيا تفوق في متانتها وقوتها وزخمها وامتيازاتها ما بين تركيا والدول العربية مجتمعة، من علاقات، بمراحل كبيرة.

في أوائل ديسمبر 2018، احتضنت أبو ظبي، لقاءاً أمنياً جمع مدير الموساد “كوهين” وقيادة استخبارات السعودية والإمارات ومصر، لمناقشة كيفية التصدي لنفوذ إيران بالمنطقة العربية، وإعادة تأهيل “بشار الأسد” بحسب موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، وتكوين تحالف “سني – صهيونية” ضد محور المقاومة.

في العامين الأخيرة كثف “كوهين” من زياراته للعديد من الدول العربية بما فيها السعودية، لإقناعها بضرورة تخفيف معارضتها لخطط كيانه الاستيطانية، وأخرها قضم 30 بالمائة مما تبقى من أراضي الضفة الغربية، وضرورة الانخراط مع كيانه في اتفاقات سلام بعيداً عن صداع القضية الفلسطينية، تمهد الأرضية لتوحد جهود التحالف السني الصهيوني لمواجهة العدو المشترك المتمثل في إيران ومحور المقاومة، وبالتالي تنضيج صفقة القرن، وجعلها المدخل الوحيد لتصفية القضية الفلسطينية نهائياً.

تبقى السياسة بشكل عام مثل جبل الجليد لا يظهر منه على السطح سوى قمته في حين يظل الهول الأكبر منه قابع في الأسفل مهددا بالغرق من جراء الاصطدام به ولعل ما يجري على ساحة الأحداث في الشرق الأوسط سيما ما هو متعلق بالمواجهات الأمريكية الإسرائيلية من جهة وإيران من جهة ثانية يؤكد على صدق نظرية السياسة البراجماتية الضاربة في الجذور الأمريكية وتابعتها إسرائيل في الشرق الأوسط.

لعدّة سنوات، أخذت العلاقات السرّية بين إسرائيل وبعض من الدول العربية الخليجية تتطوّر بعيداً عن الأضواء. وفيما لا تبدي إسرائيل خجلاً حيال هذه العلاقات، أمِلَت الدول الخليجية أن تُبقي تقاربها من إسرائيل طيّ الكتمان لأسباب بديهية متعلّقة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. غير أنّ التحرّك الدبلوماسي العلني المتزايد قد كشف الستار عن هذه العلاقات وأشار إلى بروز زخمٍ محتمل نحو إقامة علاقات رسمية للمرّة الأولى.

تُخاطر الدول العربية التي لها علاقات مع إسرائيل في أن تجد نفسها عالقة في الجهة غير الصحيحة من خطٍّ أحمرَ اعتقدت أنّه اضمحلّ وتلاشى.

ولا يشكّل تعزيز الدعم المحلّي امتيازاً  “نفتالي بينت” فحسب، فعقب الثورات العربية في العام 2011، غدا هذا التعزيز محطَّ اهتمام الدول العربية الأوّل أيضاً.

أعلنت وسائل إعلام عبرية اختتام أعمال “قمة النقب” التي عقدت بإسرائيل وشارك فيها 4 وزراء خارجية عرب، وإسرائيل والولايات المتحدة. مشيرة إلى أن القمة بحثت موضوعات مختلفة من ضمنها ملف البرنامج النووي الإيراني.

اختتمت القمة السداسية التي شارك فيها 4 وزراء خارجية عرب، وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في منطقة النقب (جنوب)، أعمالها، بعد وقت قصير من انطلاقها.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: “انتهت في النقب اليوم أعمال قمة وزراء الخارجية”.

وأضافت: “ناقش المشاركون (المجتمعون في فندق بالقرية التعاونية) سديه بوكير قضايا مختلفة وفي مقدمتها التهديد النووي الإيراني”.

وشارك في اللقاء الذي أُطلق عليه “قمة النقب” وزراء خارجية مصر والإمارات والمغرب والبحرين وإسرائيل والولايات المتحدة.

وجلس وزراء خارجية الدول الست على طاولة مستديرة حسب صور نشرتها وزارة الخارجية الإسرائيلية.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد خلال القمة إن “العلاقات الدافئة ستردع إيران”.

وأضاف: “قررنا تحويل قمة النقب إلى منتدى دائم”، مشيراً إلى أن “القمة في النقب بين إسرائيل والدول العربية تمثل رسالة قوية إلى إيران”.

من جانبه قال وزير خارجية البحرين: “سيعمل المنتدى الجديد على تعميق العلاقات بين الدول”.
بدوره قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن “أمريكا وحلفاءها سيعملون معاً لمواجهة التحديات والتهديدات الأمنية، يشمل ذلك إيران ووكلاءها”. مضيفاً: “أمريكا ستستمر بقوة في دعم عملية التطبيع”.

وأضاف أن “اتفاقيات التطبيع ليست بديلاً عن التسوية مع الفلسطينيين”.

وزير الخارجية المصري سامح شكري قال في كلمة على هامش القمة: “لقد أكدنا أهمية عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين”.

فيما قال وزير خارجية المغرب: “ندعم حل الدولتين (إسرائيل وفلسطين) وأن تكون القدس الشرقية عاصمة الفلسطينيين”.

من جهته قال وزير خارجية الإمارات إن “إمكانيات كبيرة تنتج عن الاتفاقات مع إسرائيل”.

وقالت هيئة البث: “أطلع وزير الخارجية يائير لابيد الوزراء على تطورات الأوضاع في ظل الاعتداء في مدينة الخضيرة، قائلاً إن إسرائيل تحارب الإرهاب بلا هوادة”.

وأضافت: “استنكر الوزراء المشاركون الاعتداء الإرهابي وبعثوا بتعازيهم الحارة لعائلتَي الضحيتين”.

وأدت عملية إطلاق النار في مدينة الخضيرة الأحد إلى مقتل إسرائيليَّين اثنين وإصابة عدد آخر.

وزير خارجية مصر يشارك بقمة سداسية في إسرائيل

أعلنت إسرائيل أن وزير الخارجية المصري سامح شكري سيشارك في قمة سياسية تنعقد في إسرائيل يوم الاثنين، تُعدّ الأولى من نوعها وتضم نظرائه من الولايات المتحدة والإمارات والبحرين والمغرب وإسرائيل.

وأضافت القناة أن شكري سيقضي الليل في إسرائيل في أحد الفنادق مع وزراء الخارجية الضيوف، على أن يشارك في القمة السداسية يوم الاثنين.

وأشارت القناة إلى أن هناك محادثات متقدمة مع الأردن بخصوص انضمام وزير الخارجية أيمن الصفدي إلى القمة.

ومن المتوقع أن يكون الصفدي في رام الله يوم الاثنين، للقاء قيادات فلسطينية، لذا فمن غير الواضح ما إذا كان سينضم إلى القمة في إسرائيل من عدمه، حسب المصدر ذاته.

ونقلت “كان” عن الرئيس السابق للشعبة السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية، عاموس جلعاد، قوله إن القمة المرتقبة هي “دليل آخر على تحالف جرى تشكيله في الشرق الأوسط”.

ومضى بقوله: “الأعداء المشتركون، إيران من جهة والإرهاب الإسلامي السني من جهة أخرى، أوجدوا واقعاً خاصاً جداً للتقارب بيننا وبين العرب”، حسب تعبيره.

ومن غير المعروف جدول أعمال القمة السداسية تحديداً، إلا أنها تأتي في ظل تقارير حول قرب تمخض المحادثات النووية في فيينا بين إيران والقوى الكبرى عن اتفاق، وسط معارضة إسرائيلية، وفق المصدر ذاته.

ومن المتوقع، حسب “كان”- أن يكون الاتفاق النووي المحتمل مع إيران أحد القضايا الرئيسية للقمة، فضلاً عن القتال في أوكرانيا.

من جانبه، نقل المراسل الدبلوماسي لموقع “واللا” العبري، باراك رافيد، عن مصادر إسرائيلية مطلعة، أن القمة ستبدأ مساء الأحد، وسيقضي وزراء الخارجية الليلة في أحد الفنادق ويتناولون عشاء مشتركاً، على أن تستمر أعمال القمة صباح الاثنين.

وأضاف أن القمة تأتي في وقت “تزايد فيه التوتر بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وكل من الإمارات والسعودية على خلفية رغبة واشنطن في الحصول على دعم سعودي وإماراتي فيما يتعلق بالأزمة في أوكرانيا وبخاصة فيما يتعلق بزيادة إنتاج النفط”.

قمة الشرم وعدم الكلل من رفض التطبيع

حضر رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى شرم الشيخ، ليلتقي في اجتماع قمة ثلاثي، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد. ويمثل هذا الاجتماع وما دار فيه خطوة إضافية في مسيرة التطبيع، التي نكبت بها الشعوب والدول العربية، والتي تزداد نتائجها الكارثية يوما بعد يوم، وكل مكسب ظاهري تحسب الأنظمة العربية أنها حققته، سيكون وبالا على العرب جميعا على المدى البعيد، ولن يكون سوى مكسب آني وعابر، لتأتي المصائب من بعده.
تهدف إسرائيل في ما تهدفه من الاتصالات مع الدول العربية، إلى تحريك ما هو خامل، وتفعيل ما هو كامن، وشحن علاقاتها بها بزخم وطاقة ما يسمى بالسلام الإبراهيمي، وجعلها ليس مجرد تحالف، بل تحالفا بالمقياس الإسرائيلي تحديدا. لقد بدأت العلاقة بدول التطبيع العربي تأخذ أشكالا عينية منها.

تسارع التعاون والعمل المنظم في المجالات العسكرية والأمنية والمخابراتية، وتطوير التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات (العربية) والمشاريع المشتركة، والدعم المتبادل في الساحة الدولية، وقبل كل هذا تريد إسرائيل جر العالم العربي الى مواجهة مع الجارة إيران.

ولكن ليس في أجندة التطبيع أي إشارة إيجابية ولو بسيطة للقضية الفلسطينية، ولا حتى لنية صانعي «السلام الإبراهيمي» بين إسرائيل والعرب، أن يبحثوا عن سلام عادل وحل للفلسطينيين، وكأنهم ليسوا عربا وكأنهم ليسوا من «نسل» سيدنا إبراهيم. الأمر الوحيد، الذي رشح من القمة ومن تحركات عربية أخرى، هو «قلق» من احتمال أن تصرخ القدس صرختها في رمضان، مع الاعتذار لمظفر النواب. إسرائيل، وبكل وقاحة، تطلب من دول عربية أن تتدخل لإسكات صوت الاحتجاج الفلسطيني على جرائمها، والمصيبة أنها تلقى تجاوبا.
أفادت المصادر الإسرائيلية أنه جرى التحضير لهذه القمة منذ أشهر، وكان من المفروض أن تكون سرية، وعلى هذا الأساس تكتم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، عليها لدرجة أنه لم يصطحب معه مصورا حكوميا كما جرت العادة.

 

ويبدو أنه جرى في اللحظة الأخيرة اتخاذ قرار بإخراجها من السر إلى العلن، ربما لتوجيه رسالة عدم رضى مشتركة للإدارة الأمريكية، التي تسير نحو توقيع اتفاق مع إيران، يشمل تقييد مشروعها النووي مقابل رفع العقوبات عنها، ولعل أكثر ما أغضب المجتمعين في القمة هو الحديث عن موافقة أمريكية لإلغاء القرار السابق للرئيس ترامب، بإدراج الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الإرهابية. لقد أعلنت الإدارة الأمريكية عن ترحيبها بعقد القمة التعاون ضد إيران، ولكن من الواضح أن رسالة هذه القمة الرئيسية ليست موجهة لإيران، بل جاءت كرسالة علنية مشتركة إلى الولايات المتحدة، بأن عليها القيام بدورها في ضمان الحماية لحلفائها في المنطقة.

حاول بينيت خلال القمة تسويق المشروع الإسرائيلي لحماية جوية إقليمية مشتركة (تتحكم بها إسرائيل كليا بادعاء الخبرة التكنولوجية) ضد التهديدات الآتية، حسب رأيه، من إيران وسوريا والعراق واليمن، والتي تتمثل أساسا بالصواريخ والطائرات المسيرة الهجومية. وعرض بينيت المخططات الإسرائيلية، لتطوير سلاح الليزر كدفاع جوي، وحتى يتم تطوير سلاح الليزر الجديد، فإن ما هو قيد البحث عمليا هو تزويد دول الخليج العربي بمنظومة القبة الحديدية، هنا يجب التأكيد على ثلاثة أمور:

الأول، أن إسرائيل لم تقرر بعد بيع هذه المنظومة لدول الخليج العربي، لأنها تخشى من تسريب أسرارها إلى ما تسميها «أطرافا معادية» وثانيا، أنه لو تم شراء منظومة القبة الحديدية، فإن تدريب كوادر قادرة على تفعيلها بحاجة الى وقت طويل نسبيا، وثالثا، وهذا الممكن وهو أن يجري شراء المنظومة ونصبها في دول الخليج بحيث تقوم طواقم إسرائيلية بتشغيلها، لتضمن إسرائيل ألا يقترب «عرب» منها خوفا على السرية من جهة، وعلى «سمعة» المنظومة لعدم الثقة بمستوى التفعيل العربي لها.

وإذا جرى نصب القبة الحديدية في الخليج، فمن شبه المؤكد أن يرافقها جنود إسرائيليون، يحققون مخطط الوجود العسكري والمخابراتي الإسرائيلي بالقرب من إيران، بكل ما يحمله ذلك من مخاطر على الخليج وعلى أهل الخليج.
الادعاء التطبيعي المتداول هو أن الدول العربية تجد نفسها مضطرة إلى التعاون مع إسرائيل كبوابة للولايات المتحدة، وكركيزة قوية لمواجهة التمدد الإيراني والتهديدات الإيرانية.

ويجري تسويق هذا الادعاء وكأنه لا بديل له ولا غنى عنه للمحافظة على الأمن والاستقرار في المنطقة، ولكن حتى في سياق الأنظمة العربية القائمة هناك بدائل براغماتية وعملية ممكنة، لماذا لا تقوم دول الخليج بضخ مئات المليارات، التي تسكبها سدى وهباء، إلى الجيش المصري لبناء قوة ردع استراتيجي عربي؟ لماذا لا تحاول الدول العربية السعي للتفاهم مع تركيا وإيران على ضمان الأمن والاستقرار للجميع على أساس الاحترام والمصالح المتبادلة؟

لماذا لا تفكر دول الخليج بأن الاقتراب من إسرائيل يضعها في منطقة الخطر الإيراني، وأن الابتعاد عن إسرائيل يحميها منه؟ ألا تعتقد الدول العربية أن أمن فلسطين من أمن العرب، وأن التحالف مع إسرائيل يعرض الأمن القومي العربي لمخاطر محسوبة وأخرى غير مسحوبة؟
من الخطأ التعامل مع التطبيع العربي كأنه أمر طبيعي، ومن الخطير الشعور بالتعب والكلل من تكرار معارضته وعدم القبول بشرعيـته.. القضية ليست فلسطين وحدها، مع أنها تستحق ذلك بحد ذاتها، بل بالمجمل لأنه لن تقوم للعرب قائمة بالتحالف مع المشروع الصهيوني.

من الممكن تفهم أن المنطقة بحاجة إلى تفاهمات واصطفافات جديدة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، ولكن يجب أن يكون واضحا أن استبعاد إسرائيل، هو شرط مسبق لأي ترتيبات معقولة ومستدامة تصب فعلا في مصلحة الدول والشعوب.

وحتى بالمنطق البراغماتي، هناك دول قوية في المنطقة غير إسرائيل وأقرب إلى العرب من إسرائيل. هناك تركيا وإيران والتفاهم معهما أصبح مصلحة عربية شاملة.

فهل هناك من يأخذ المبادرة ويتحرك، حتى نسمع عن قمة بديلة تنعش الأمل عن قمة شرم الشيخ التي هي قمة في خيبة الأمل.أعلنت إسرائيل أن وزير الخارجية المصري سامح شكري سيشارك في قمة سياسية تنعقد في إسرائيل يوم الاثنين، تُعدّ الأولى من نوعها وتضم نظرائه من الولايات المتحدة والإمارات والبحرين والمغرب وإسرائيل.

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق