واقعة حماس الأخيرة إيذان بضياع القضية الفلسطينية
مضر أبو الهيجاء
المقدمة:
من نافلة القول إن قرار قيادة حركة حماس الحالية بالعودة للنظام النصيري الباطني الذي يتربع على عرشه المجرم بشار الأسد القابع والجاثم على الديار الشامية شكّل ردّة سياسية غير معهودة في مسيرة الأعمال الإسلامية، وهي كفيلة بشق صفّ المسلمين على مستوى علماء الأمة وحركاتها وحتى شعوبها انطلاقا من لوثة فريدة في مسار تحرير قبلة المسلمين تبنّتها حركة إسلامية مجاهدة وأحدثت لها شرعة وقعدت لها قوانين!
ومما يجدر الإشارة اليهأن سقوط قيادة حركة حماس الحالية في مستنقع العلاقة مع الجاهلية جاءت تتويجا لمسار خاطئ سوّغ العلاقة بمحور ملالي إيران منذ زمن بعيد وقبل مرحلة الضرورة المزعومة، وقد ساهم فيه سكوت معظم علماء المسلمين خلال كل تلك المدة!
مآلات خطوة حركة حماس الأخيرة شق للصف الإسلامي وتلويث للدين:
لا شك بأن زلزالا ضرب المسار الإسلامي جلّه على مستوى العلماء والحركات والهيئات الإسلامية التي كانت موحدة في نظرتها للمسألة الفلسطينية وموحدة في موقفها السياسي الداعم لحماس كحركة مقاومة حينما كانت إسلامية المرجعية.
أما اليوم وقد فاجأت قيادة الحركة الحالية جموع المسلمين وخصوص النخب الإسلامية بردّة سياسية نحو معسكر الكفار فاختارت من بينهم الأشدّ كفرا!
لتعلن عن عودتها للمجرم الأكبر النصيري الباطني بشار الأسد في ظلّ حلفها الآثم مع حطب جهنم محور ملالي إيران، فان هذا الموقف يعتبر منعرجا تاريخيا في مسيرة حركة حماس ومسار القضية الفلسطينية ومواقف الحركات الإسلامية عبر قياداتها وعلمائها.
لقد شقّت بالفعل قيادة حماس الحالية الصفّ العلمائي بين من يؤيّد خطوتها حفاظا عليها بدون اعتبار للدين القويم، وبين مختلف معها لا يقبل خطوتها ويصرّ على مدح وإعلاء شأن القائمين عليها، وبين من يرى انحراف مسارها وبات يطعن في سوية قيادتها بعد أن كان يعتبرهم صحابة القرن العشرين!
إن ما مارسه علماء التنظيم في حركة حماس من تلويث للدين عبر تناول عبثي بمنهج غثائي يعلي من شأن القائمين ويدني من شأن الدين لصالح إضفاء شرعية دينية على خطوة قيادة الحركة لا يقلّ إثما ولا خطورة عن الانشقاق الذي أحدثته حماس الآن في الصفّ العلمائي والتصدع الذي سيحدث شرخا في حركات التغيير الإسلامي في المدى القريب والمتوسط نتيجة خطوتها الفاسدة!
حركة حماس الحالية وخطوة إهمال الدين:
من نافلة القول أن دين المسلم يعتبر مرجعا له في أقواله وأفعاله وسلوكه على مستوى الفرد والجماعة، ومصادره قرآن وسنة وسيرة رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، وبعد ذلك يأتي دور عظيم للعلماء ورثة الأنبياء في الاجتهاد وإيصال صورة دقيقة ترضي الله سبحانه وتنضبط بأحكام الدين وتحقق مصالح عموم المسلمين.
وقد تجرأت على تلك المفردات التي تشكل مرجعية بعض قيادات حماس الحالية والنافذة عندما أدارت ظهرها للعلماء الأجلاء الغيورين على الأمة والدين ومن لهم باع قبل نشأة حركة حماس في رعاية قضايا المسلمين!
كما لم تجب قيادة الحركة على العلماء الذين انتظروا منها جوابا بعد جلسة المناصحة التي عقدت بينهم،
ولكنها أجابت في واقع الحال بالمضيّ نحو مستنقع حطب جهنم! النظام النصيري والملالي الإيرانيين،
ثم صدّرت لهم علماء التنظيم ليعبثوا بأحكام الدين ويحشدوا صورا من السيرة لا تستقيم في واقع التنزيل حتى عند من لا يفقه في الدين،
وذلك بهدف منح شرعية مطلقة لقيادة الحركة التي اجترحت نهج المصلحين عبر إبداع مقولات مخلوطة بنصوص من الدين فكانت فتنة حقيقية لعموم المسلمين،
وهذا لعمري وبال ونار على صاحبه أمام رب جبار عظيم.
قيادة حركة حماس الحالية تدقّ المسمار الأخير في نعش حركات الإخوان المسلمين:
كانت ولا زالت تعتبر حركة المقاومة الإسلامية حماس درّة وجوهرة حركات الإخوان المسلمين، لا سيما بعد تعثرها جميعا في حقبة الربيع العربي وكل الحقب التي سبقتها بعد استشهاد الشيخ حسن البنا -نحسبه شهيدا ولا نزكي على الله أحدا-، ولذلك وقفت ولا تزال تلكم الحركات موقف الصامت عن الحق -دون الإخوان السوريين-، أو العاذر لإخوانه دون غيرهم من العالمين، أو المدافع عن ضلالهم دون التفات للدين ولا توقير واستماع لنصح وتوجيه ورأي علماء الدين المشهود لهم بالعلم والصلاح!
هي إذن نهاية تلك الحركات التي ستحمل وزر موقفها تجاه كبيرة حماس التي جاوزت كل الكبائر وتضيف عليها في نفس كفّة الميزان تجارب متكررة من الفشل والخلل لم تعد تخفى على العاملين ولا عموم المسلمين، فبعد كبيرة حماس ليس كما قبلها بالنسبة لمرجعية حركات الإخوان المسلمين سورا عند الدعاة المصلحين أو عند عموم المسلمين.
تعرية موقف قيادة حماس الحالية شرط أساس لأي خطوة باتجاه التصويب:
لا شكّ بأن حركة حماس جزء أصيل من الجسد الإسلامي السنّي ولها تاريخ وباع طويل في العمل الإسلامي والدعوي والجهادي وهذا ما يعطيها فاعلية في التأثير على الجماهير باعتبار تاريخيتها الدعوية والجهادية التي استشهد فيها رجالات يشهد لهم بالصلاح والدعوة إلى الله والجهاد على بصيرة من الدين ومنهم–على سبيل الذكر لا الحصر- الرنتيسي والياسين وغيرهم كثير رحمهم الله أجمعين.
لكنّ حماس الحالية غير حماس التاريخية!
فقد بدّلت وغيرت في مقولاتها الشرعية ومواقفها السياسية وشكل انتمائها وانحيازها لأمة الموحدين،
وهذا ما يوجب على العلماء نقد توجهها الحالي من مقولات ومواقف حتى لا يختلط الحق على عموم المسلمين لا سيما أن كثير منهم يغيب عقله عند كل عملية استشهادية فيسهل عليه تبنّي مقولات المخادعين .
لقد استعجلت قيادة حركة حماس الحالية في دفع علماء التنظيم لتشكيل صورة شرعية حتى لو كانت كهنوتية!
فالمهم أنها تحتوي على مقولات دينية حتى لو كانت منزوعة عن واقع المسلمين، وهو ما يوجب اليوم على علماء المسلمين الاستعجال بإجلاء الصورة الشرعية وفق أحكام وقواعد وضوابط الدين حتى لا يضيع الدين وتتوه البوصلة عند المسلمين، وحتى لا تصبح قيادة حماس قدوة للمتفلتين من قيادات حركات المسلمين الذين يبحثون عن سيولة الدين ليمرروا خضوعهم وتقاطعهم مع الأنظمة الجاهلية ودوما تحت مسمّى فنون السياسة الشرعية!
قيادة حماس الحالية وخداع المسلمين:
تجاوزت عموم الحركات وشعوب المنطقة عن مواقف وتصريحات وعلاقات وتحالفات مخلّة وقعت بها ومارستها الحركة وقيادتها لصالح قضية الأقصى وفلسطين والمجاهدين خلال عقدين، فهل كان هذا صوابا يؤول بالخير على القضية الأولى للمسلمين؟ أم أسهم في اتساع زاوية الخلل حتى بات منهج المخادعة متبعا عند قيادة حماس الحالية التي استطاعت خداع عموم المسلمين؟
الحلف مع ملالي إيران بحجّة ضرورة الدعم المالي للمقاومين:
بررت قيادة الحركة سابقا وحاليا وقوعها بالكبيرة الأولى أي علاقتها بمحور ملالي إيران -الذي أجرم في حق الدين وشعوب المنطقة طيلة أربعة عقود بدون تقية في كفره وذبحه للمسلمين- بالقول أنها مضطرة لدعم المقاومة والمجاهدين لتحرير الأقصى وإزالة المحتلين!
والحق أن حاجة الحركة للمال الإيراني جاءت نتيجة استلامها لسلطة غزة وضرورة دفعها لرواتب الموظفين كما جميع استحقاقات السلطة حتى يستمر في يديها حكم قطاع غزة!
ورغم وصول جزء من المال لأيدي المقاومين وبعضا من الصواريخ –بالذات في زمن حكم مرسي الشهيد- إلا أن الملاحظ أنه كلما تكدست في غزة المواسير الايرانية بات كتائب القسام أضعف فاعلية في مشروع التصدي والتحرير!
والوقائع الثلاث الأخيرة خير الشاهدين (إيقاف سريع وغير طبيعي لمعركة سيف القدس، خذلان الأقصى في رمضان الأخير حيث فحش فيه المستوطنون وزادت اقتحاماتهم رغم وعود السنوار التي زادت عن 1111 مرة، العملية العسكرية المهينة والمذلة للمقاومين حيث قتل الكيان الصهيوني أهم قيادات المجاهدين في حركة الجهاد الإسلامي في شمال قطاع غزة وجنوبها بعد أن طلبت من السنوار الحياد عبر المخابرات المصرية، وسارعت فكافأته على التزامه بخمسة آلاف تصريح عمل في الكيان الصهيوني للمساكين).
فكيف يمكن فهم ضرورة هذا المال لكتائب القسام إذا أثمر ضعفا وانكفاء في مشروع التحرير وخذلانا للأقصى وتسليما للمجاهدين؟ (هذا إن كان أخذ المال جائزا من عدو زنيم)
وإذا كان تبرير قيادة حماس للقعود عن الجهاد مرحليا بالقول أن هذا يأتي رعاية وحفظا لدماء أهل غزة المكلومين، فكيف يمكن تفسير إصرار قيادات حماس على زجّ المواطنين الأبرياء والطيبين بمسيرة الأعلام على حدود غزة حيث كان يقتل يوميا على أيدي الصهاينة بعض المواطنين ويعطب منهم العشرات حتى بات آلاف من أهل غزة معاقين عاطلين ومتروكين؟
الموقف من اتفاق أوسلو وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني:
من نافلة القول أن التيار الوطني الفلسطيني الذي تتربع على عرشه حركة التحرير الوطني فتح قد شكّل منعرجا تاريخيا دمّر القضية الفلسطينية بإنجازه لاتفاق أوسلو المهين والذي حول السلطة إلى مختار لعين يعمل لصالح المحتلين!
وقد أصرّت حركة حماس على رفضها لاتفاق أوسلو في المقال وأسرعت لأخذ دورها من خلاله في واقع الحال، وذلك حين اجترأت ووقعت في الكبيرة الثانية وقبلت بالمشاركة السياسية في ظل الاحتلال وعلى أرضية اتفاق أوسلو فشاركت في الانتخابات التشريعية وشكلت الحكومة لاحقا تحت سقف الاحتلال الصهيوني الذي وافق على مشاركة حركة حماس بالانتخابات كما الإدارة الأمريكية التي فرضت بدورها على الصهاينة السماح بمشاركة نواب حماس في القدس!
لقد شكّلت تلك الواقعة الكبيرة الثانية من كبائر حركة حماس والتي أفضت للكبيرة الثالثة وهي الانقسام الجاهلي الذي أحدث مرارة وتلفا في المجتمع الفلسطيني لم نعهده منذ الحروب الصليبية وهو حتى اليوم يتصاعد ويشير إلى مستقبل دمويّ لا يبتعد عن الحالة العراقية لا سيما في وجود قطعان من الفلسطينيين حول قيادات من الطرفين (فتح وحماس) ممن هم ليسوا معنيين بدماء الفلسطينيين كما لم يعتبروا قيمة لدماء العراقيين والسوريين واليمنيين!
العودة لأشدّ الأنظمة كفرا بالدين وقتلا للمسلمين واستخذاء أمام اليهود المحتلين:
تصرّ قيادة حماس الحالية على الكبيرة الرابعة التي اجترحتها بفجور غريب بعد أن أدارت ظهرها لعلماء أجلاء معروفين، مبرزة ومصدّرة لشخصيات يسمون زورا علماء -وهم يمارسون ما مارسه أصحاب السبت من تلاعب بالدين عبر تسويغ مخلّ خال من الهدى ترفضه حتى فطرة عوام المسلمين وتلفظه مسيرة الإسلاميين-بهدف إقناع الناس بالحكمة والرشد في الحلف مع القاتل النصيري بشار الأسد لمنعه من التطبيع المحتمل مع الصهاينة ثم الاستعانة به في تحرير الأقصى وجميع أراضي فلسطين لاسيما أنه أثبت في العقد الأخير أن الأقوى في قتل المسلمين!
ولا يخفى على أحد من قيادات حماس أن الأسد قد باع الجولان مقابل أن يستلم حكم دمشق، كما لا يخفى عليهم أنه يتواصل مع الصهاينة منذ استلام والده المجحوم وحتى اليوم، الأمر الذي أثمر إقرار الغرب بشرعيته بعد أن قتل ملايين الموحدين ودمّر مساجد وبلاد المسلمين لصالح حفظ أمن الكيان الصهيوني من أي تغيير قادم سيزيلها من خلال بوابة القدس وهي دمشق عبر التاريخ!
تريد قيادة حماس الحالية خداع جماهيرها وعموم المسلمين وهي مدركة بأن خطوتها في حلف المجرمين أعداء الأمة والدين لن يثمر التحرير بل هو لأجل تموضع سياسي في محور يتشكل ويتبلور كل يوم عماده ملالي إيران والروس والصينيين وجميعهم كفّار أو ملحدين!
شعب الجبارين سيحرر فلسطين:
مقولة بائسة أطلقها الوطنيون وروّجها الإسلاميون رغم أن التاريخ يكذّبها حيث لم تتحرر فلسطين في كل أزمانها إلا من الخارج، وكان دوما دور الداخل الفلسطيني هو الصمود في وجه العدو وتحريض الأمة على القتال!
خدعة اختزلت دور الأمة في جمع المال، وألزمت نخب الأمة بالصمت عن أخطاء الحركة باعتبارها متفرّدة وقريبة من انجاز التحرير، وزجّت بالشباب الحر والمجاهد ليموت في مواجهات ومعادلات خاطئة لا يراكم عليها ولا تستثمر فيها الدماء الزكية إلا بمزيد من جمع المال والتصدر على الشاشات والركوب على أكتاف الجماهير ونيل العصمة التي لا تجوز إلا للنبيين!
عصمة باتت اليوم سكينا تذبح شعبا بأكمله إذ يوجه أنبياء الحركة –كما الحركات الأخرى- جماهير فلسطين لقتال إخوانهم في كل حارة وحين، الأمر الذي قسم مجتمعا موحد الثقافة والمذهب والدين إلى ملائكة يصطفون مع الحركة ويرفعون أعلامها وبقية من الشياطين حتى وان كانوا في صفوف المصلين ونساؤهم من المنتقبات والحافظات وأولادهم من المبدعين فهؤلاء يجوز ذبحهم بشرط سن السكين!
الإشكالية الكبرى في حلف الأعداء وليست في توقف المعارك حتى حين:
توقفت المعارك الحقيقية مع الكيان الصهيوني منذ خطب السنوار خطابه المضطرب وغير العاقل بعد معركة سيف القدس الأولى، وقد فسر كثيرون تغيير الإيقاع الجهادي والعسكري باعتبار الظروف والمآلات والتوازنات والحالة الشعبية..الخ،
وهذا كلّه يمكن أن يكون معقولا ومقبولا إذا كان ينطلق من واقع موضوعي سليم، ولكن غير المقبول هو التحالف مع ألدّ أعداء الدين وأشدّ حلفاء الصهاينة بشار اللعين تماهيا مع فكرة التموضع السياسي في المنطقة من خلال محور ملالي إيران الذي يملك مشروعا نافذا في تفتيت شعوب ودول العرب والمسلمين، والذي لن يزول حتى وان زالت الكيان الصهيوني!
مستقبل حركة حماس في ظل علاقتها المحرمة مع عدوّ الدين وقاتل الموحدين:
لا أشك بأن قيادة حركة حماس الحالية -ولو بعد حين- ستأخذ شكل ودور أحمد جبريل قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، والذي شكل ميليشيا لصالح بشار الأسد وأسهم في قتل المسلمين،
وقد يكون هذا دورها الأليم في مستقبل غزة التي لن يدعها تعيش حرة الملالي الايرانيين،
وذلك بعد أن تتوسع بينها وبين عموم الأمة الفجوة بفضل حكمة ورشد وسوية القيادة الحالية لحركة حماس التي جعلت مساجد غزة وحدها ودون مساجد المسلمين لا تستطيع النطق والحديث حول موقف ورؤية الشرع والدين تجاه ملالي إيران المجرمين!
فيا أسفي على مستقبل موجع ينتظر أحرار غزة هاشم فهي ليست عصية أكثر من العراق واليمن وسورية ولبنان على الملالي المجرمين،
بل تعيش أوضاعا صعبة في حصار قاتل يوجد أرضية خصبة لأشكال الخلل بالذات بعد شرعنة ذلك المسار الآثم من قبل علماء التنظيم والذي قد يحولها إلى الضاحية الجنوبية لتعبث كحسن نصر الشيطان في فلسطين!
وحينها قد تظهر القوّة الفاعلة والتي خزّنتها إيران لمشروعها البعيد وتوقفت قيادة حماس عن استخدامها لمنع اقتحام الأقصى من قبل المستوطنين!
لا تحسبوه شرا لكم بل هو ايذان بميلاد جديد:
ولدت حركة فتح بتاريخ 1-1-1965 وقد ماتت منتحرة بسكين اتفاق أوسلو بتاريخ 13-9-1993، كما ولدت حركة حماس بتاريخ 15-12-1987 وماتت منتحرة بسكين ملالي إيران في قصر المجرم بشار بتاريخ 15-9-2022.
حركات نشأت على مبادئ رسالة وقدّمت خيرا لأمتها وقضاياها، حتى اذا اختلّت قياداتها وابتعدت عن دينها ومصحفها وسيرة نبيها عليه الصلاة والسلام أصابها الأفول وخضعت لسنة الاستبدال.
ولا يخفى على أحد أن حركة حماس الحالية بطريقها للاستبدال كسنة ربانية بعدما بدلت قياداتها تبديلا، فهل هو أفول للدين أم صحوة جديدة تعيد الأمور لمسارها المستقيم؟
قد تمرّ الأمة بفترات عصيبة كما في كل التاريخ، وحقبتنا التي نعيشها اليوم أهون بكثير من حقب عاشها سلفنا كان من أهم محطاتها تغول الصليبيين وبعدها تنازع المسلمين، ورغم ذلك عادت الأمة لتأخذ دورها في نهضة تقوم بواجب بناء الإنسان وعمارة الأرض وفق رؤية الدين.
ان الواجب اليوم كبير وكبير جدا حتى نتجاوز الفتنة ويشتدّ عود المسلمين، وهو واجب في المقام الأول يقع على عاتق علماء المسلمين الربانيين والذين يمكن أن يشكلوا تيارا جديدا في فلسطين يسمح بقيام أطر وحركات جديدة تستوعب طاقات الفلسطينيين لتقودهم في مسار يوحد جهود الأمة في قتال المشروع الصهيوني إلى جانب قتال مشروع الملالي الطائفيين، وهو فضل لا يمنحه الله إلا للصادقين والرساليين .
الخاتمة:
انحرفت قيادة حركة حماس الحالية وأخذت الحركة باتجاه نحرها بسكين ملالي إيران في قصر المجرم بشار،
وهو مسار منكر توّج مسار الانحراف في الحركة منذ أن ارتبطت بمحور إيران التي نجحت في اختطاف قيادتها عبر استخذائها من خلال دعم مالي وتموضع سياسي يخدم دوام سلطتها في غزة تحت ظلّ الصهاينة،
الأمر الذي يرجح توجيه الحركة لممارسة دور يناسب مشروع إيران المحتلّة في المنطقة،
وذلك بعد أن توقفت عن مشروع التحرير وبات دورها الفاعل في فلسطين بإشعال حرب بين شعب متجانس في قبلته ومذهبه وثقافته وكل شؤونه انطلاقا من منافستها لحركة فتح في الضفة!
وهو الدور الذي رسمه الصهاينة للطرفين حين ركبا في سفينة أوسلو وتقاسما سلطة موهومة ثم تقاتلا على جزرة بقيت في يد الصهاينة!
ان الدور الذي يمارسه علماء التنظيم في تسويغ الخلل وإضفاء شرعية دينية لا يبتعد عن دور أصحاب السبت!
الأمر الذي يوجب على علماء المسلمين التصدي الشرعي بطرح متبلور يعلي من شان الدين ويعري حجج المخادعين ويستحضر الهدى الذي غاب عنّا منذ حين!
وان الدعاة والمجاهدين الشرفاء في الحركة مدعوون للابتعاد عن القيادة والانشقاق عنها بعد أن شقّت صف المسلمين وفي ذلك حفظ للدين وبعث لتيار جديد يقف على رأسه علماء المسلمين ولا يتفرد به الفلسطينيين، فقضية القدس ملك لعموم المسلمين،
والمشروع الصهيوني لم يأت لسرقة الزيت والزعتر والزيتون بل اتخذ من فلسطين قاعدة لأعماله في مواجهة نهضة الأمة في الشام والعراق ومصر وجميع ديار المسلمين،
وما قتل مرسي رحمه الله ولا ذبح العراقيين ولا حرق السوريين إلا شاهد ودليل لمن بقي عنده ذرة من خلق أو فهم قبل أن يكون عنده دين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق