الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

قراءة في رواية قصة موت معلن

قراءة في  رواية قصة موت معلن



 رواية: قصة موت معلن

 تأليف :غابرييل غارسيا ماركيز

نبذة

يبدأ الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز روايته “قصة موت معلن” من النهاية تمامًا، حيث يقدم للقارئ الذروة ثم يتبع أسلوب الخطف خلفًا لتفسيرها وفق حبكة تتصاعد فيها الأحداث باتجاه الذروة.

يضع ماركيز روايته على طرفي نقيض، بين فرح واضح يتجلى بمشهد العرس الذي تتكشف عنه الرواية في صفحاتها الأولى، ومشهد القتل ومحضر الجريمة الذي يسدل الستار على حياة البطل.

والقضية أن شابين توأمين، هما بيدرو وبابلو فيكاريو، سيقتلان سانتياغو نصار، الشاب الذي أتم 21 عامًا من حياته، لقضية ترتبط بالشرف، فبعد زفاف أختهما أنخيلا بساعات قليلة أعادها زوجها لينهي زواجًا لم يكد يبدأ.

امام ضغط الأخوين رمت أنخيلا باسم سانتياغو قربانًا لغرامياتها الخائبة، دفعها لذلك يقين غير ثابت بأن أخويها لن يمسا الشاب بسوء لأنه ينتمي
 للطبقة الغنية، إضافة إلى كونهما ذوي طبيعة مسالمة.

يذيع الأخوان نواياهما أمام أكثر من 12 شخصًا أملًا بمن يوقفهما عن فعلتهما، فيشيع الخبر بين الناس حتى يصل إلى البيت المجاور لبيت سانتياغو ويتوقف هناك، والآن الجميع يعرف أن الشاب يقترب من نهايته باستثنائه هو نفسه.

تقف المصادفات الكثيرة عائقًا دون أدنى احتمال لنجاة الشاب، هذه المصادفات استهجنها القاضي الذي تولى ملف الجريمة بقوله: “كيف يمكن للحياة أن تستفيد من مصادفات كثيرة محظورة على الأدب لتتم دون أي عرقلة عملية موت معلنة إلى هذا الحد”.

تتلخص نهاية سانتياغو نصار في محضر جنائي مكون من 500 صفحة، لم يقتنع المحقق بأي منها أن سانتياغو هو الفاعل، فبعد كل التحريات لا يوجد أدنى احتمال لارتكابه علاقة طائشة بالعروس المعادة.

كان يمكن لكلمة تقال بوقتها، أو لحظات قبل إغلاق باب البيت، أن تحمي الشاب من نهاية كتبها التوأمان بسكاكين ذبح الماشية، فيدخل بيته وينتهي الأمر عند هذا الحد، لكن ماركيز لا يأخذ القارئ للمألوف.

صدرت الرواية عام 1989، ويقدم خلالها ماركيز الحائز على جائزة “نوبل” للآداب، التشويق الذي يوحي به العنوان، عبر 122 صفحة تتكون منها الرواية.

ملخص

تبدأ أحداث رواية قصة موت معلن التي ألفها الكاتب

 الكولومبي الحائز على جائزة نوبل غابرييل غارسيا ماركيز.

 وصدرت في عام 1981، بأسلوب تشويقي وهو عرض

 النهاية ثم يتبع الكاتب أسلوب الفلاش باك وهو العودة للوراء

 سارد مجهول الهوية.



مم استوحت الرواية الشهيرة؟
من بين عدة روايات قصيرة رائعة استوحى ماركيز رواية قصة موت معلن المكونة من 122 صفحة. من أحداث واقعية حدثت بالفعل لعراب ماركيز في عام 1951. يقال إن مركيز شهد بنفسه الوقائع ولكن المعلومات المتداولة تؤكد أنه سمع عن الأحداث ولم يشهدها بنفسه. والتي تدور حول حبيبين تزوجوا في مدينة سوكري ولكن اكتشف الزوج أن زوجته فاقدة للعذرية جراء علاقة أقامتها مع صديقها السابق الذي لاقى حتفه بعد ذلك على يد شقيقي العروس من أجل الثأر لشرف عائلتهم.
لم تؤكد أحداث الرواية أن نصار والعروس أنجيلا فيكارو ربطتهم علاقة على عكس الأحداث الواقعية التي استوحت منها الأحداث.


في رواية قصة موت معلن، القتلة هم أشقاء توأم لكن في الأحداث الواقعية هم أخوة عاديون.

الرواية تضمنت لم شمل العروس المنبوذة مع زوجها الذي كان رافضاً لها على عكس الأحداث الواقعية المغايرة لذلك.

سرد أحداث رواية قصة موت معلن

تبدأ أحداث الرواية على لسان سارد مجهول الهوية يوضح وفاة بطلها نصار سانتياغو. وهو من عائلة غنية لأب عربي الأصل يدعى إبراهيم ووالدته تدعى بلاسيدا لينيرو. وهنا يبدأ الكاتب عرض أحداث مناقضة بين الفرح الذي يتمثل في حفل زفاف أنجيلا فيكارو ووافد جديد للمدينة وهو باياردو سان رومان.

ثم تتخذ الأحداث منعطفاً آخر صادم في رواية قصة موت معلن. وهو قرار الزوج رومان إرجاع زوجته أنجيلا بعد ساعتين فقط لمنزل عائلتها بعد اكتشافه بأنها ليست فتاة عذراء. بدأت والدة العروس في ضربها بشكل مبرح حتى تعرف الجاني وراء هذا الفعل الذي دنس شرف عائلتهم واعترفت الفتاة باسم نصار سانتياغو. كانت أنجيلا مطمئنة أن شقيقيها التوأم لن يمسوه بسوء لأن طبيعتهم ليست عدوانية بالإضافة إلى أن سانتياغو سليل عائلة ثرية.

قراءة في  رواية قصة موت معلن

"قصة موت معلن" هى توثيق لقصة حقيقة جرت أحداثها عام 1951 فى الريف الكولومبى, مسقط رأس غابرييل غارسيا ماركيز.. وتروى حيثيات جريمة قتل سانتياغو نصار على يد الإخوة فيكاريو انتقاماً لشرف العائلة بعد أن أعيدت أخت القتلة أنخيلا إلى أهلها من قبل زوجها ليلة الزفاف عندما اكتشف أنها ليست عذراء.
تدور أحداث الرواية جميعها ما بين الساعة الثالثة بعد منتصف ليلة الاثنين المعهودة، والساعة السابعة صباحاً، وهى ساعة قتل (سنتياغو نصار) على يد الأخوين التوأمين (بابلو فيكاريو) و(بيدرو فيكاريو) ثأراً لشرفهما، الذى انتهكه نصار، على حد زعم أختهما أنجيلا.‏ 
وقد استفاد هذا الروائى الأمريكى اللاتينى فى بناء صورة القصة، التى كانت مهشمة فى ذاكرته، من شهادات بعض الذين حضروا مأساة موت سنتياغو نصار، ومنهم أم المغدور بلاثيدا لينيرو، ومنهم خطيبة نصار نفسه، واسمها فلورا ميغيل، ومن رواية ابنة خالته انجيلا فيكاريو زوجة سان رومان لليلة واحدة، ومن روايات أصدقاء نصار ومعارفه، وأخيراً من محضر التحقيق الذى مضى عليه عشرون عاماً، فعاد إليه (ماركيز) ليعرف بعض تفاصيل هذه الحادثة، فلم يستطيع إنقاذ سوى 322 صفحة من أصل 500 صفحة كونت ملف جريمة القتل تلك.


مقتل نصار فى رواية موت معلن تجعل القارئ فى حيرة من أمره بشأن هذا الموت، فهو من ناحية يقدم كثيراً من الشكوك فى صدق التهمة الموجّهة إلى (نصار)، ويظهر أن أحداً ممن عرفوا (نصاراً) و(انجيلا فيكاريو) لم يصدق أن هذا العربى المهاجر قد اقترف جريمة انتهاك شرف أسرة (فيكاريو)، حتى الروائى ذاته (ماركيز) كان متشككاً فى إمكانية وقوع ذلك ومن ناحية ثانية يجعل الاحتمال الثانى، وهو إمكانية حدوث الانتهاك، معقولاً وقابلاً للتصديق، فـ (نصار) لم يدافع عن براءته أمام خطيبته (فلورا ميغيل)، وعندما حذره والدها من القتل الذى ينتظره، وعرض عليه البقاء فى بيته أو التسلح ببندقية للمقاومة، قال: "لستُ أفهم شيئاً مما تقول"! وعندما هاجمه الأخوان (فيكاريو) لم يصرح بأنه برىء مما يُنْسَبَ إليه.. بل قدمه لنا الروائى وكأنه راض بمواجهة مصيره.. وحتى بعد أن طعن عدة طعنات، وبقى حياً، سار وهو يحمل أمعاءه المتدفقة أمامه ليموت فى أرض مطبخه، لم ينبس ببنت شفة تنم على براءته.. وفى تلك الحيرة التى أشرنا إليها من قبلُ سرٌّ من أسرار غنى هذه الرواية.


رواية قصة موت معلن قراءة اونلاين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق