السبت، 24 سبتمبر 2022

صحوة المساجد و يا شيوخ العالم اتحدوا

صحوة المساجد  

ويا شيوخ العالم اتحدوا


حلقة هامة جدا للدكتور محمد عباس 
 مع خالد عبد الله عن مشروع صحوة المساجد يا شيوخ العالم اتحدوا


بقلم د. محمد عباس


أعلم أن الوضع خطير..
وربما يسبق العاجل الآجل
وأن يسبق علاج الجوع إيقاف النزيف
...
أتصور أن عدم التنسيق فضلا عن الوحدة الآن بين الفرق الإسلامية كبيرة من الكبائر..
أتصور أن العقلاء يجب أن يشكلوا تنظيما إسلاميا يرأسه مجلس أعلى ويا ليته يكون غير معروف كمرجعية أعلى يرجع إليها في عظائم الأمور..
أتصور أن الصدامات الحمقاء بين الفرق لا يترتب عليها إلا خسارة كل الفرق,,
ولنتذكر تلك النقابة التي تصارع الإسلاميون بين بعضهم فيها ففاز لص وكاذب ومزور..
أخشى أن نصل إلى مرحلة يكون فيها شفيق أقرب كل حزب من الأحزاب المصرية منها إلى بعضها البعض..
أتندهشون؟..
أليست إسرائيل أقرب إلى بعض الدول العربية من بعضها لبعضها..
أليست أمريكا أقرب إلى كل دول العالم الإسلامي من كل دولة إلى شقيقتها المسلمة..
ألم تحرض أمريكا الإمارات كي تحارب ثورتنا وتؤوي لصا يريد أن يواصل مسيرة سيطرة اللصوص علينا..
ألم تحرض أمريكا دول العالم الإسلامي كي تمتنع عن مد يد المعونة إلينا..
أوجه النداء إلى علماء المسلمين جميعا.. وأخص بالنداء أربعة أحسبهم على خير:
الشيخ الدكتور محمد إسماعيل المقدم..
الدكتور محمد بديع..
الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل..
الشيخ عاصم عبد الماجد..
أوجه نداء لا أريد أن أقول يائسا إليهم أن مصر في خطر فأدركوها..
اجمعوا الكلمة.. اتحدوا ولا تفرقوا..
أرجوكم..
***
***

منذ أيام شرفت بلقاء شيخنا الكبير الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق..
كان في زيارة خاطفة لمصر.. وكنت أشكو له هموم الوطن والمخاطر التي تتهدده..
كان الشيخ الجليل متابعا بصورة أذهلتني فما من معلومة قلتها له إلا وجدته متابعا لكل تفاصيلها وكان تنزيل الأحكام على واقع الأنام عنده متوازنا بصورة تسفر عن معدن الإسلام الناصع المبهر..
كان الرجل يتمتع بنشاط وتفاعل وحماس ينافس به أبناءه..
وعندما أتى وقت الصلاة أمنا.. صلى الصلاة كاملة وصليت جالسا.. هو أكبر مني في كل شيء حتى في سنين عمره..غبطته ودعوت له وبخعت نفسي..
انتهت الممكنات في عالم الواقع فرحت أحكي له عن مشروع أحلم به..
وفوجئت بحماسه له..
كان حماسه مذهلا بالنسبة لي..
منذ شهور وأنا أعرض البرنامج فيقابله الناس بنصف حماسة ثم ينسون....
عندما عرضت البرنامج على الشيخ الجليل وجدته ينصت باهتمام شديد –فاجأني- ثم إذا به يعلق في النهاية:
هذا المشروع هو أهم مشروع في مصر الآن..
بل ويمكن أن يمتد بآثاره إلى العالم الإسلامي كله.. وهو أهم من أي حزب أو ائتلاف أو تحالف..
طلب مني الشيخ الجليل أن أتوجه بهذا المشروع إلى الجهات المختصة وعلى رأسها وزير الأوقاف.. وأن أتابعه..
وتواضع حتى أخجلني حين قال أنه أول جندي من جنود هذا المشروع..
وبقدر ما أسعدني موقفه روعني..
أنت تعلم يا رب ضعفي..
وأنني غير قادر على أعباء هذا الأمر.. لذلك أكتبه لكم راجيا أن يتولاه من هو أجدر وأقدر وأعلم..
***
لقد تناولت الموضوع قبل ذلك وكتبت عنه.. لكن حماس شيخنا الجليل له يجعلني أتناوله بتفاصيل أكثر.
هدف المشروع أساسا هو القيام بنهضة ثقافية شاملة. أطمع في أن يكون لهذا المشروع خمسون ألف مقر في كافة أرجاء الوطن.. والغريب أنها كلها موجودة.. لا يبقى إلا ربط المبنى بالمعنى..خمسون ألف مقر..نعم.. فكل مسجد مقر وكل مقر مسجد .. خمسون ألف مسجد.. يتحول كل مسجد منها إلى خلية نحل لا تكف عن العمل أبدا.. علينا أن نجاهد- ونصر- أن تكون للمساجد حقوق الكنائس وحصانتها وأولها ألا يسمح لأعداء الله أو ضباط أمن الدولة أن يتدخلوا في شئونه بأي صورة من الصور.
سوف نطالب أيضا أن يكون من حق المساجد إصدار صحف ودوريات ومجلات ومحطات إذاعية بنفس الشروط التي تمنح بها كل هذه الحقوق للكنائس.
أطمع أن تكون هناك نوع من اللامركزية شبه الكاملة من ناحية والقيادة الراشدة الحكيمة العالمة الحازمة من ناحية أخرى.. بحيث يوجد في النهاية شخص يملك سيطرة معنوية راشدة تحكمها الشورى..
لن أحيل إلى سيطرة كسيطرة بابا النصارى على مجمل الكنائس بل أحيل إلى عصور الخلافة الراشدة.. سيطرة الاقتناع حين تكون الطاعة ولاء حر لا تبعية عبد مقهور..
هو مشروع الصحوة..
صحوة المساجد..
وسوف نسعى من خلاله – على سبيل المثال- إلى اقتحام محال الإعلام كله كي نطهره من الدنس.
ومهما كانت قوة الفلول وجبهة الخراب وسبايا أمن الدولة وأرامل مبارك وثروتهم فإن القوة الإعلامية لخمسين فضائية مجرمة ومائة صحيفة خائنة لا يمكن أن تصمد لخمسين ألف مكبر صوت!
سنواجه الإعلام..
لكن قواعدنا الأساسية ستكون بيوت الله: المساجد..
سنواجه قصور التعليم أيضا..
في تجربة فتح الله كولن في تركيا بدأ منذ ثلاثين عاما بتشجيع الحضانات الإسلامية التي تطورت لتصل إلى مئات الحضانات والمدارس عبر العالم وعشرات الجامعات.. وكان ثمة دأب المجاهدين وتوظيف الخريجين في مشاريعه التي تحمل كلها لواء الإسلام وإن لم تتصل بالسياسة المباشرة. بعد ثلاثين عاما أصبح محبي فتح الله كولن يشكلون عشرين بالمائة من الكتلة التصويتية في تركيا.. وأصبحوا الرقم الصعب الذي يدفع هذا إلى الحكم ويقصى ذاك. وتتميز مدارسه بالمستوى التعليمي العالي حتى أنها تتفوق كثيرا على المدارس الإنجليزية والفرنسية والأمريكية ( في مصر مدرستان.. رسومهما أعلى من كل المدارس الأخرى).
أتصور – من خلال المساجد- أن نعمم تجربة فتح الله كولن في التعليم.. وأن نستنسخها لننسج على منوالها في الصناعة والزراعة والتجارة وأن يتم تبادل الخبرات وتعليمها من خلال المساجد.. والآفاق لا تكاد تنتهي من زراعة أسطح المنازل وتشجير الشوارع وتشجيع وتنظيم الصناعات التجميعية المنزلية الصغيرة.. والتي كانت هي السر الأعظم وراء قطار النهضة الصيني..
تذكروا أن انتصارنا عام 73 لم يكن وليد سلاح جديد بل فكرة جديدة..
أريد أن تكون المساجد معمل تفريخ هائل للأفكار..وأن تتكون من خلال المساجد لجان في كافة مناحي الحياة لا تغادر شاردة ولا واردة فلا تضيع أبدا فكرة ولا يهمل رأي..
أتصور بناء المشروعات الصغيرة والعملاقة من خلال المساجد..
باختصار أتمنى أن تكون المساجد هي محور الحياة كلها..
أتصور صلاة الفجر في المسجد كل يوم يعقبها كتّاب لتحفيظ القرآن ( بأحدث الوسائط الإليكترونية قبل أن نسمع نباح عبيد الغرب المتفرنجين المندد بالمتخلفين الذين يعودون إلى عصر الكتاب!). دروس تحفيظ قرآن للأطفال والنساء والرجال. ثم دروس في علوم القرآن والحديث والفقه والتوحيد ..
أتصور بعد دروس تحفيظ القرآن والحديث شرحا للمعلقات.. للشعر الإسلامي في عصوره المختلفة، للنحو، لمختارات من الأدب العربي. يعقب ذلك دروس أكبر أكاديمية في العالم. أكاديمية المساجد. أريد شبابا عصريا يتعلم ويواجه ولا يمكن لعكاشة أو كاتب المخابرات أو الفضائيات أو حتى هيكل خداعه. لا أريد أن ننافس الأزهر! أريد شبابا يعرف القدر الضروري من المعلومات عن القرآن والحديث والفقه واللغة والبلاغة. لكنني أريد أن ندرس لهم بعد ذلك في المساجد كتاب أباطيل وأسمار للعلامة محمود شاكر ليتعلم منه كيف يواجه المستشرقين والعملاء الذين يكذبون ويزورون. أريد أن ندرس لشباب أكاديمية المساجد أيضا الكتاب المذهل :مستقبل الطريق إلى ثقافتنا وكتاب الإسلام بين الشرق والغرب لعلي عزت بيجوفيتش والاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر لمحمد محمد حسين وكذلك حصوننا مهددة من داخلها لنفس الكاتب. أريد أن ندرس لهم مقاصد الشريعة وبعض التوحيد وأيضا كتب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق وكتب المسيري والرافعي ومحمد عمارة ودروس الشيخ الحويني والشيخ حازم أبو إسماعيل والشيخ محمد حسان.
أريد أن ندرس لهم سيد قطب ومحمد قطب.. وأن ندرس لهم التاريخ وبعض علوم السياسة والاجتماع من منظورنا لا من منظور أعدائنا.
أريدهم أن يقرءوا إدوارد سعيد وأروى صالح ورفيق حبيب ونظمي لوقا ومنصور أبو شافعي و محمد أسد ومراد هوفمان وجيفري لانج .
أريد أن نعلم شباب المساجد أن الدين المعاملة. وأن التعذيب- والتزوير- لمواجهة الإسلام كفر. وكذلك موالاة أعداء الله .
أريد أن نعلمهم الولاء والبراء وأن من آذى ذميا فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أريد أن نعلمهم أن كسر إشارة المرور وتخطى دورك في الصف أو الطريق حرام شرعا.
أريد من المسجد أن يقوم بدوره الشامل الجامع كما كان في صدر الإسلام وألا يغلق أبوابه أبدا وألا يفرغ من الشباب أبدا.
أريد منه أن يتناول حتى مشاكل العنوسة ويسعى في التزويج بل وفي الإنفاق على غير القادرين حتى للزواج وفي محو الأمية وتشغيل العاطلين.
أحلم بأكبر أكاديمية في العالم أساتذتها كل شيوخ المساجد في مصر وفيها يعملون وأيضا يعلمون وفيها يتعلمون في منظومة هائلة للتثقيف واستعادة الوعي المفقود.
على أن الأستاذة ليسوا الشيوخ فقط.. بل كل من يستطيع أن يقدم علما نافعا ولو كان طبيبا يقدم نصائح أو مهندسا يعلم مهارات أو لصا تائبا يعلم كيف يمكن مواجهة اللصوص أو مهنيا يدرب على مهارات.
يجب على المسجد أن يقوم بدور الوسيط مثلا بين من يملك المال ومن يملك الخبرة.. أو بين من يحتاج المشورة ومن يملكها.. وأن يتطوع فيه من يقدم النصح ودراسات الجدوى.
يجب أن يكون المسجد كخلية النحل من يتوقف فيها عن العمل يموت. تماما مثلنا. فنحن الآن ميتون! وأظنه شوقي الذي قال:
الناس صنفان موتى في حياتهمو... وآخرون ببطن الأرض أحياء..


يجب أن يستعيد المسجد دوره ومن خلال ذلك كله نستطيع تكوين وتوجيه الجماعات لخدمة الأمة ولحراستها إذا تقاعست الشرطة ولحمايتها إذا ما عن للخونة أن ينقلبوا على الأمة والدين. أريد أن نعلمهم في المساجد نبذ الاختلاف والجدل وأن يعبوا من مختلف فروع الثقافة والعلم فإذا تعلموا القرآن لا يتركون آية لما بعدها إلا بعد أن يعملوا بها. أريد أكاديمية حرة على نمط الدراسات الحرة بالجامعة الأمريكية تمنح شهادة أهلية بعد عامين وبعد أربعة وتفتح الدراسات لما هو أكثر. وسواء كانت هذه الشهادة معترفا بها أم لا فهذا لا يهم.. لكن ما أتمناه بعد عشرة أعوام أن يستقر في وجدان المجتمع حين يتقدم لابنتك خطيب أن يكون من أهم مميزاته التي توافق من أجلها عليه حصوله على هذه الشهادة التي تعني الكثير..
أتصور أن تكون المساجد الكبرى ككليات الجامعات الكبرى وأن تلحق المساجد الأصغر بها وأن يوضع برنامج شامل يغير الأمة كلها ويتواصل مع الأمة كلها وأن يترك الاختيار للشباب لاختيار شيوخهم. أتمنى أن يقوم كل شيخ باستعادة دور شيخ العامود في الأزهر سابقا وأن يقسم الشيوخ إلى درجات في تواكب وتراكب يفوق مثيله في الجامعة. وأن نضع على سبيل المثال خمسين منهجا دراسيا من يحصل على نصفهم ينال الشهادة العليا. وأن تجرى عمليات المعادلة بين المساجد والشيوخ كما تتم لمن يأتي بشهادة من الخارج.
ومن هؤلاء الشباب نستطيع أن نؤسس جماعات متعددة تؤسس للحكومة والمجتمع المدني. إذ يمكن على سبيل المثال تكوين مجموعة لتعقب الفساد وكشفه ومجموعات لجمع بقايا الدواء والملابس المستعملة لتوزيعها. ومجموعات لمنع التحرش بالنساء. ومجموعات متخصصة تتفوق في فرع من فروع المعرفة..و..و..و..و..
أتصور فرعا للمتطوعين لقضاء حاجة عجوز لا يستطيع الذهاب لسداد فاتورة التليفون فيأتي إلى المسجد ليصلى جماعة ويترك الفاتورة والنقود وفي صلاة الجماعة في اليوم التالي يحصل على إيصال السداد.. وأريد أن تمتد هذه الخدمة للنصارى.. أريدهم أن يأتوا إلى المسجد يطلبون خدماته فتؤدى لهم.. بل وتكون لهم الأولوية.. وأتصور فرعا آخر لقضاء كل الحاجات.. لشراء دواء وتوصيلة.. لشراء شيء من القاهرة أو الإسكندرية..
أريد لمن سيحتاج إلى سباك أو كهربائي أو نجار مسلح أن يطلبه من المسجد.. وسوف تكون ضمانة المسجد لمثل هؤلاء نوعا من الدعاية يتطلب منهم مقابلا يستثمر في حاجات المسجد..
أتصور دروسا خاصة للتلاميذ ومراجعات للامتحانات..
أتصور مشاركة للأسر في حل المشاكل.. بل ومواجهة انحرافات الشباب..
أتصور ربط الخمسين ألف مسجد بشبكة الإنترنت بلا تكلفة تقريبا.. كمبيوتر مستعمل لا يزيد ثمنه عن خمسمائة جنيه لن يعجز كل مسجد عن أن يجد متبرعا به.. وبرنامج يربط المساجد جميعا.. أتصور خمسة دقائق قبل كل صلاة أو بعدها تذاع فيها كلمة من كلمات كبار شيوخنا.. أتصور نشرة أخبار بعد الفجر وبعد العشاء نمحو بها أكاذيب الإعلام ودنسه وننشر الخبر الصادق..
أتصور أن يكون إمام كل مسجد على علاقة شخصية وثيقة بمائة من المصلين في مسجده بالنسبة للمساجد الصغيرة وأكثر من ذلك في المساجد الأكبر.. وأن يرأس كل عشرة أئمة من المساجد الصغرى إمام أكبر يكون أكثر تأهيلا.. وأن يجمع كل عشرة من أولئك إمام يكون مسئولا عن مائة مسجد.. ثم يجتمعون على إمام يجمع تحت رئاسته ألف مسجد.. وأن يتكون مجلس أعلى من خمسين شيخا يرأس كل شيخ منهم ألف مسجد.. وأن ينتخب الخمسون من بينهم مجلسا أعلى من خمسة أفراد أو عشرة.. وأن ينظم ذلك كله في تنظيم فعال متفاعل هائل يضمن أن تصل المعلومة من الرئيس الأعلى إلى كل رواد المساجد في خلال نصف ساعة..
أتصور إذا ما طرأ طارئ يتهدد الدين أو الوطن أن يستطيع تنظيم المساجد هذا أن يحشد عشرة ملايين أو عشرين مليونا في غضون ساعة ينتشرون في أرجاء الجمهورية كلها..
أتصور تنظيما شعبيا هائلا قادرا على حماية نفسه ووطنه وأمته ودينه.. تنظيما لا تنجح مليارات الفلول أن تواجهه مهما استأجرت من بلاطجة..
تنظيم لا يقتصر على القوة المادية وحدها ولا المعنوية وحدها.. بل تتضافر القوتان في وحدة خلافة..
أتصور تجانسا وتواصلا بين الأمة كلها..
أريد ثقافة مشتركة توحد الوجدان..
إن كل ما ذكرته لا يشكل سوى تصور مبدئي يستطيع كل واحد من الأمة أن ينقحه ويزيد عليه.
أحلم بمشروع شامل للنهضة لا يمكن الرعاع والسفلة والمجرمين والطغاة والبلاطجة السيطرة علينا مرة أخرى.
أحلم بمشروع شامل للنهضة لا يمكن الاستعمار من احتلالنا مرة أخرى..
أحلم باستعادة مجدنا وزهونا بحضارتنا وبلغتنا وبديننا..
أحلم باستعادة الإحساس بالهوية والتاريخ..
أحلم بمشروع هو أكبر بكثير من حزب وأكبر من أي شخص
أحلم بمشروع ربما يتشابه مع المشروع العملاق للإمام الشهيد حسن البنا ولكنه أوسع وأشمل ثم أنه بلا زعيم فالأمة كلها زعيمته ورجل الشارع في المسجد والمدرسة هو الذي يصممه ويعدله ويحميه في كيان لا يكف عن النمو والتطور والتعديل والتطوير.
وبالنسبة لكل الأحزاب أحلم أن تكون جزءا من مشروع صحوة المساجد ذاك..
أحلم بأن يضم هذا المشروع كل طوائف المسلمين.. وأن يتدخل بحسم لمواجهة البدع وضم واستعادة المخدوعين بها إلى الصراط المستقيم.
أتصور..
وأدعو الله أن يحقق لنا هذا المشروع الشامل للنهضة..
أتصور أن يتكون مشروع صحوة المساجد من دوائر عديدة..
الدائرة الأولى: دائرة القيادة وأن تكون على منهج سيدنا عكرمة رضي الله عنه ابن أبي جهل لعنه الله حين أشرف جيش المسلمين على الهزيمة في معركة اليرموك فهتف الصحابي البطل:"من يبايعني على الموت".. أتصور أن تكون الدائرة الأولى دائرة مبايعة على الموت.
وأن تكون الدائرة الثانية من الأعضاء العاملين وأن تجمع نخبة مثقفة واعية.
وأن تكون الدائرة الثالثة أعضاء غير عاملين لأنهم في إطار الدراسة في الأكاديمية الجامعة يدرسون الكتب المقترح تدريسها فيها وعندما يحصلون على الشهادة النهائية ينضمون إلى الأعضاء العاملين.
وأن تكون الدائرة الرابعة للأعضاء المنتسبين وهم أولئك المقتنعون بمبادئ المشروع ومنهجه لكنهم لا يفضلون الالتزام الكامل بها.
أما الدائرة الخامسة فتكون من أصدقاء المشروع من الأحزاب.
الدائرة السادسة تضم غير المسلمين لكنهم يؤمنون بالإسلام كحضارة (لا مكان لأي خروج على الإسلام- ونحن الآن نتحدث بصورة عامة جدا لكن ذلك كله سيخضع لمناقشات مستفيضة وشروط دقيقة لا تخالف الشرع) .
الدائرة السابعة تضم أصدقاء الحزب في العالم الإسلامي.
أما الدائرة الأخيرة فتضم أصدقاء الحزب من خارج العالم الإسلامي.. لأنني أود أن يعيد هذا المشروع الإسلام إلى مكانه الذي يليق به.. وأن نكون الأمة الوسط الشهيدة على الناس بمعنى أنها هي التي تضع المعايير وتضبطها للإنسانية كلها. شيء كحلف الفضول بما يعني أنه إذا حدثت مشكلة في الأرجنتين على سبيل المثال فعلينا أن ننتصر للمظلوم ونشجب الظلم ولو باللسان فقط.
إن وجها من أهم أوجه مشاكلنا هو عدم فهم جمهور الأمة لمعنى قضية التوحيد وعدم الفهم الكامل لقضية لا إله إلا الله محمد رسول الله..
ووجه من أهم وجوه قصورنا هو قصور مفهومنا عن الولاء والبراء..
ووجه من أوجه قصورنا يقبع في عدم إدراك الواقع وفهمه..
لو فهمنا ما غزينا..
لو فهمنا ما هزمنا..
لو فهمنا ما وصل حالنا إلى ما هو الآن عليه..
هذا هو الطريق..
فهل ثمة من يحمل عبئه..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق