مذبحة سان بارتيليمي
قام الجيش الفرنسي بذلك اليوم بأمر من ملك فرنسا شارل التاسع ووالدته كاترين دي ميديشي بقتل كل الفرنسيين المسيحيين المعتنقين للمذهب البروتستانتي، وكان هدف ملك فرنسا أن يجعل فرنسا كاثوليكية مسيحية بدون أي أقليات حتى لو كانت أقليات مسيحية من مذاهب أخرى، وكانت هذه المجزرة بدعم من بابا الكنيسة الكاثوليكية.
قبل المجزرة
ظهر في القرن السادس عشر إنقسام ديني في أوروبا، بعد ظهور المذهب المسيحي البروتستانتي وانتشاره على حساب المذهب المسيحي الكاثوليكي، وكان ظهور هذا المذهب نتيجة نشر الكاهن مارتن لوثر أطروحاته الخامسة والتسعين والتي فيها إعترض على قيام الكنيسة الكاثوليكية ببيع صكوك الغفران التي تغفر خطايا من يشتريها، فقامت الكنيسة الكاثوليكية بإعلان مارتن لوثر كمهرطق، ولكن كان لهذا الإعلان رد فعل عكسي حيث بدأ ينتشر المذهب المسيحي البروتستانتي.
تنفيذ المجزرة
وبعد انتشار أخبار المجزرة في باريس، قام حكام المقاطعات الفرنسية بناء على أوامر الملك التي نقلها أخيه دوق أنجو، بتنفيذ مجازر باسم الملك ضد البروتستانت في مقاطعاتهم، فقام الجيش الفرنسي في المقاطعات وكذلك الكاثوليك المتحمسين بمهاجمة منازل البروتستانت وقتلهم، وحتى تم قتل كاثوليك اختبأ أقاربهم البروتستانت في منازلهم خوفا من المجزرة.
وقدر هاردوين دي بومون رئيس أساقفة باريس بأن عدد القتلى بمئة ألف قتيل، وأما دوق سالي النبيل ماكسيميليان دي بيتون الناجي من المجزرة فذكر أن عدد القتلى 70000 بروتستانتي و 2000 كاثوليكي قتلوا أثناء دفاع البروتستانت عن أنفسهم أو بسبب إخفائهم لبروتستانت احتموا عندهم.
وبعد المجزرة أصبحت مشاهد الجثث في الشوارع والجثث التي تطفو فوق نهر السين والرون مشاهد طبيعية، وظهرت لأشهر أزمة خانقة في مياه الشرب نتيجة رمي الجثث في الأنهار والبحيرات، وأرسل بابا الكنيسة الكاثوليكية غريغوري الثالث عشر رسالة شكر إلى ملك فرنسا ووردة ذهبية في دلالة على مباركة البابا للمجازر، وقام البروتستانت الناجون من المجزرة بعمليات تحول جماعية من البروتستانتية إلى الكاثوليكية.
**** المصادر:
المؤرخ: تامر الزغاري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق