قال للكلب وهو ينهش جسده “سيبني يا حبيبي خلاص”..
هل شهدت الإنسانية كوحشية الاحتلال الإسرائيلي؟!
يشكل العدوان المتواصل على قطاع غزة وسلسلة المجازر وحرب الإبادة التي لا تزال تشمل البشر والحجر، فصلاً جديداً في مسار الجرائم الوحشية التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي الجبان، ويتسع السجل الأسود عند كل جريمة من جرائمه النازية ويزيد دمويته في العدوان المتواصل على قطاع غزة النازف.
منذ أيام تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو مروع أظهر لحظة هجوم "كلب بوليسي"، تابع لقوات الاحتلال، على الشاب الفلسطيني محمد بهار المصاب بــ"متلازمة داون" .
ما هي قصة فيديو "سيبني يا حبيبي خلاص"؟
تبدأ القصة حين هاجمت قوات الاحتلال، منزل العائلة الفلسطينية في حي الشجاعية ومن ثم إجبارهم على الخروج من المنزل وبالفعل خرجت العائلة، وكونه مصاباً ودائم الجلوس على كرسي في وسط منزله، لم يتمكن محمد صلاح بهار، من الخروج من المنزل برفقة العائلة، وحاولت العائلة إخراج محمد معهم لكن قوات الاحتلال رفضت، وبدلاً من مراعاة ظروفه الصحية، وحالته الإنسانية، أطلقت "كلاب الاحتلال الكلب البوليسي" لمهاجمته داخل المنزل، وبدأ الكلب في الانقضاض عليه ونهش جسده، وبعفوية الأطفال والنفوس البريئة، كان محمد يتحسس رأس الكلب ويردد: "سيبني يا حبيبي خلاص" اعتقاداً منه بأن الكلب يداعبه، ثم تركوه ينزف حتى الموت وحده بالمنزل.
ما يقوله أفراد العائلة؟
بحسب كلام والدته وأفراد العائلة: "مكانش يعرف شيئا بالدنيا، كان يعرف شيئين فقط بدي مي.. بدي أكل".
نشرت سارة شقيقة الشهيد محمد بهار تفاصيل الجريمة البشعة فتقول: إن أخيها من شدة براءته كان يربت على رأس الكلب وهو ينهش بجسده، فتقول: محمد قال "سيبني يا حبيبي خلاص" ، وهو يتحسس على رأس الكلب، والكلب ينهش جسده البريء.
أوضحت سارة شقيقة محمد أن نحو 30 جنديا مسلحين جلسوا في بيتهم لمدة 6 ساعات، مارسوا عليهم جميع أنواع العذاب النفسي، بداية من مصادرة هواتفهم، والأكل والشرب والتدخين أمام الأطفال الجائعين، حتى انتهى بهم الأمر بالغناء والرقص وتكسير الجدران ورمي المصاحف على الأرض.
تروي سارة وتصف ما شاهدته بقولها: "الأرض مقلوبة قلب.. مشينا 10 أمتار كانت جرافة أمامنا وثلاث دبابات أطلقت النار علينا رغم أننا كنا كلنا بنات وأطفال". وبينما لاحقتهم طائرة "كواد كابتر"، حاولوا الاختباء في محل مكشوفة مع خشيتهم من أن تدمرها جرافة الاحتلال عليهم، وتكرر الموقف ذاته في منزل مقصف لجاوا إليه لساعة في الظلام وحضرت دبابة وأطلقت نيرانها تجاهه. بعد فترة سمعوا أصوات مواطنين مجبرين أيضًا على النزوح انضموا إليهم، رغم وجود دبابة إلى جانبهم، لكن ما يؤلم سارة وأسرتها هو عدم معرفتهم مصير محمد. وتناشد العالم إنقاذ محمد وإعادته إلى أهله، قائلة: "أمي صبرت كثيرًا وتحملت الكثير من الهموم والمصائب في حياتها ومنها استشهاد أبي في 2002 الذي تعلق به محمد". لكن والدتها الآن لا تقوى على البعد عن محمد.
تتساءل سارة، ما الذي يريد العالم رؤيته حتى ينهي الحرب على غزة، أم أن معاناة الغزيين باتت عبارة عن "مشاهد ممتعة" له ولا يريد أن يرى لها نهاية؟ وتتمم: "نحن نموت كل يوم ببطء.. تعبنا من الفقد والاعتداء والفراق". لكن فؤاد أم محمد وإخوته لا يزال يتمزق دون أن يجدوا لنداءاتهم أي صدى.
ويذكر شقيق الشاب محمد أنه قد نشر لاحقا استغاثة ناشد خلالها الهلال الأحمر، قائلا: "مناشدة للصليب الأحمر وجهات الاختصاص محمد صلاح بهار من ذوي الاحتياجات الخاصة بمتلازمة داون والتوحد، لا يستطيع الأكل لوحده أو الشرب ولا يستطيع الذهاب للحمام لوحده، يحتاج لرعاية خاصة، معتقل داخل بيتهم في حي الشجاعية بعد أن نهشت جسده كلاب جيش الاحتلال".
نشر شقيق محمد استغاثة منذ أيام بعد أن اعتقل جيش الاحتلال إخوته وأجبروا عائلته على الرحيل وترك فلذة كبدهم الذي يعاني ويحتاج لرعاية خاصة، ولم يعرفوا مصيره إلا بعدها بفترة، فقال الأخ المكلوم في منشوره: 'الحمد لله على كل حال أعلمكم اليوم تم اعتقال إخوتي آدم وسيف بعد اقتحام المنزل شرق حي الشجاعية بقوات كبيرة من جيش الاحتلال والكلاب التي نهشت جسد أخي محمد من ذوي الاحتياجات الخاصة، وطردوا أمي وأختي وجميع نساء وأطفال العائلة نحو غرب غزة بعد الاعتداء عليهم وإجبارهم على ترك أخي محمد عند قوات الاحتلال في المنزل الذي لم يعرف مصيره حتى الآن وهو بحاجة لرعاية خاصة، دعواتكم'.
وأضاف في منشور لاحق ناشد خلاله الهلال الأحمر، قائلا: "مناشدة للصليب الأحمر وجهات الاختصاص محمد صلاح بهار من ذوي الاحتياجات الخاصة بمتلازمة داون والتوحد، لا يستطيع الأكل لوحده أو الشرب ولا يستطيع الذهاب للحمام لوحده، يحتاج لرعاية خاصة، معتقل داخل الشجاعية بعد أن نهشت جسده كلاب جيش الاحتلال".
وفاجأ شقيق محمد الجميع في النهاية بمنشور يعلن فيه استشهاد أخيه محمد، فيقول: "أخي محمد صلاح بهار من ذوي الاحتياجات الخاصة شهيد وشاهد على جرائم الاحتلال الصهيوني النازي".
ما نراه اليوم من مشاهد الجرائم والمجازر العدوانية، التي تشنها قوات الاحتلال النازي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، هو حلقة في سلسلة العنف التي تتميز بالتكثيف وبالتصعيد بالمزيد من الفظاعة والوحشية، وزراعة الموت ونشر الدماء في عموم قطاع غزة.
وبذلك يكون الاحتلال ساقط أخلاقياً وإنسانياً، ومعه سقطت أمريكا والغرب وأنظمة التآمر من العرب أخلاقياً وإنسانياً، بدعمهم جرائم حرب الإبادة في غزة وبفضح تناقضهم وشعاراتهم الكاذبة والزائفة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق