الخميس، 4 أكتوبر 2018

لستُم أصفارًا..ولن تبدأوا صِغارًا..!


لستُم أصفارًا..ولن تبدأوا صِغارًا..!

د.عبدالعزيز كامل
والمعنيون بالخطاب هنا هم الجيل الحاضر من شباب الأمة ؛ الذي نرجو أن يكون هو (جيل النهضة) الذي يتسلم مهام العمل للإسلام ، ممن عرفوا ب (جيل الصحوة) ..
فهؤلاء الشباب هم أمل الأمة ، و ومن ضمنهم المتفاعلون معنا في هذه الطروحات التي نتناولها، فهم نماذج ممن نرجو ، ولم أكن أتصور أن يختصِر عدد قليل من هؤلاء خلال مداخلاتهم وتعليقاتهم ؛ ذلك الكَمَّ من المعاني الكبيرة في سطور قليلة ..فقد غطوا - أو كادوا يغطون - أكثر ما كنت أريد قوله عما يحسب للإسلاميين من نجاحات وإيجابيات على مدى ما مضى ، منذ بدء القرن الهجري الحالي. 
ولذلك فمن حقهم وحق جميع المتابعين أن أستعرض مُجمَل ماقالوا (بعد ترتيبه وصياغته) مع ملاحظة أن مجمل ما ذكروه وما أضفت إليه من نجاحات ؛ هو من توفيق الله ولطفه بخير أمة ؛ ثم من نتاج مشاركة مباركة من غالبية الاتجاهات العاملة للدين بصدق ويقين، من المنتمين والمستقلين..

وهذه خلاصة ماقالوا.. ونِعْم ماقالوا..

●•• بث الوعي بحقائق الدين بين قطاعات كبيرة من الأمة، وبعث ما كاد يندثر متها من خلال نشر العلم الشرعي تعلمًا وتعليمًا ، و بروز رموز علمية بتخصصات أكاديمية واجتهادية، ساهمت في نشوء حركة تجديد تأصيلية وتفصيلية لقضايا عقدية وشرعية كبرى، كان الكلام فيها قبل ذلك من قبيل العموميات أو المُعَمِيات..

●•• تحويل التجديد العلمي إلى حركة انتعاش دعوي، أثمرت انتشارًا لظاهرة التدين الجماعي ، برزت مظاهرها في دخول شرائح كبيرة في دائرة الالتزام بقيم الإسلام، وهو ما ترجم بانتشار الهَدْي الظاهر ، كالحجاب والنقاب للنساء والبنات، والتزام الشباب لمظهر الوقار في جميع الأعمار..

●•• مزاحمة أهل الباطل والفجور ومراغمتهم في ميادين التاثير الحياتية؛ العلمية والتعليمية والفكرية والثقافية والفكرية والسياسية ، وهو ما أثمر ظهور طليعة نخبوية من (الكوادر) القابلة للتطوير والتكثير.. وحوَّل قطاعات عريضة من مجرد العاطفة الدينية إلى الروح العملية ذات الوجهة التغييرية للأصلح والأصوب..

●•• الانفتاح على مسلمي العالم والتعريف بقضاياهم بعد التعرف عليها..ثم مشاركتهم في حمل قضاياهم والتصدي المتبادل لمسؤوليات المعاناة والمواساة في ظروف الغربة الزمانية والمكانية ..وهو ما أعاد تجسيد مفهوم (الأمة الواحدة) الذي أراد الأعداء دفنه تحت تراب (الوطنية) وسراب (القومية)..وخرافة (الأخوة الإنسانية)..

●•• ظهور آثار العناية بالجانب التربوي القائم على قيم الإسلام الأصيلة بدلًا من القيم المزيفة والدخيلة..وهو ماظهر أثره في تعمير المساجد بالشباب والشابات..بعد أن كانت خالية خاوية خلال عقود ماقبل الصحوة.. وبروز روح العطاء والسخاء في مجالات الأعمال الخيرية.. لتسد ما عجزت عن تحقيقه أحيانًا الحكومات الرسمية .

●•• تدرُج بعض الإسلاميين في مجالات العمل السياسي بغرض تقليل الشر وتكثير الخير..وهو ما بدأ بتكوين الأسر في اتحادات طلاب الجامعات..ثم تحول الى ظاهرة المشاركة في مجالس المحليات ثم البرلمانات..إلى أن تطور في صور متقدمة أحرزت نجاحات بنسب عالية في الانتخابات العامة ببلدان كثيرة..فأهلت - على غير توقع - أهل الدين في بعض البلاد لحق تشكيل الحكومات والمشاركة في الوزارات ..

●• • تطور مفهوم ( المقاومة ) شعبيا ، من مبدأ الدفاع عن حدود الأرض والطين.. إلى المنافحة عن الحُرُمات والدين، والانطلاق بذلك من ضيق الشعارات البالية إلى سعة المعاني العالية السامية ،ليكون البذل والجهاد في مواطنه الشرعية، لله وفي سبيل الله .. ومن أجل رفع راية لا إله إلا الله..

●•• تحوُّل حركات المقاومة الإسلامية من مجرد التحرك في مكان وظرف محدود ؛ إلى ظاهرة عابرة للحدود، وهو ما أثار رعب أعداء الإسلام شرقًا وغربًا، وجعلهم يتعاملون مع المنافحين عن الدين على أنهم الضُد الذي تحول إلى نِد ، والذي تمكن في أقل من ربع قرن من إسقاط قطب دولي كبير، هو اتحاد الإلحاد السوفييتي ، ويهدد فعليا بالأفول كيان الطغيان (الإسرائيكي) ، وهو ما ألجأ أكابر الطغاة العالميين إلى تشكيل تحالفات دولية..لم يسبق وجودها منذ الحروب الصليبية ضد المسلمين، وما أعقب الحربيْن العالميتين ..

● •• هذه التحولات في كل المجالات؛ حولت الإسلاميين في العِقْد الأخير إلى رقم دوليٍ صعب ، دلت على صعوبته ضخامة الضغوط و الحشود الدولية ضد الغرباء المعاصرين من أهل الدين، سياسيين كانوا أو دعاة أو مجاهدين، وهو ما يشي ويشير إلى أن المتحالفين الدوليين لا يتعاملون معهم على انهم يمثلون مجرد خطر محتمل قائم ..بل تعاملوا معهم على أنهم على طريق قطب دوليٌ منتظرٌ قادم ، إن استمر بذات الثبات والصمود في معدلات الصعود ..

وكل ماسبق وغيره؛ لاينفي وقوع حالات خطيرة من السقطات والورطات المنهجية والحركية الناشئة عن طوام جسام، فكما لايصح للنجاحات والإيجابيات أن يطمرها البعض تحت ركام الإخفاقات والسلبيات...فلا ينبغي كذلك أن يتصور آخرون أن تأخير النصر يأتي من دون مسببات ، لذلك فعلى عقلاء الأمة وروادها أن يستثمروا حصيلة التوفيق والنجاح الثابت... في علاج آثار الفشل والسقوط العارض، ولذلك مقدمات كثيرة،لابد أن تفضي إلى نتائج كبيرة، وكلها تأتيهم بالتسديد والتقريب.. حتى تتحقق الأخرى التي يحبونها: (نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ ) (الصف/13)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق