الاثنين، 15 أكتوبر 2018

الشريعة والحياة - الدعوة بين الترغيب والترهيب

الدعوة بين الترغيب والترهيب







عثمان عثمان: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلا وسهلا بكم مشاهدينا الكرام إلى هذه الحلقة الجديدة من برنامج الشريعة والحياة. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم، وأن عذابي هو العذاب الأليم}[الحجر:49-50]، ويقول أيضا {..اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم..}[المائدة:98]، لكن كيف نحقق التوازن في النظر  إلى أسماء الله الحسنى بين العقاب والمغفرة؟ لماذا يميل البعض إلى تغليب جانب العذاب على الرحمة؟ وهل الكلفة والمشقة مطلوبة لذاتها ومقصد من مقاصد التشريع؟ وفي المقابل، لماذا الخوف من الحديث عن عذاب القبر والآخرة والموت؟ ولماذا يتهم الخطاب السلفي بأنه يميل إلى الترهيب غالبا؟ حول مبدأ الترغيب والترهيب والموازنة بينهما ومواصفات الدعوة العالمية نخصص هذه الحلقة من برنامج الشريعة والحياة، والتي نستضيف فيها الدكتور سلمان العودة الداعية الإسلامي المعروف والمشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم. مرحبا بكم دكتور.
سلمان العودة: مرحبا، أهلا وسهلا. حياكم الله.
عثمان عثمان: السؤال الطبيعي يعني، في بداية أو في مرحلة ما من المراحل ساد خطاب النار، عذاب القبر، الزهد، العزوف عن الملذات، ثم عايشنا خطاب إسلام خمس نجوم والميل إلى الترف، إلى الملذات، إلى غير ذلك. يعني كيف تنظرون إلى هذه التحولات في خطاب الدعوة؟
سلمان العودة: نعم. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين. هذا سؤال مهم وكبير أيضا في الوقت ذاته. أولا هذه كلها حقائق شرعية، النار حق وعذاب القبر حق والجنة حق والنبيون حق والساعة حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق، كل ذلك حق والحق يجب ألا يتنازع، بمعنى ألا يكون الحديث أو تقرير مسألة معينة يجور على المسائل الأخرى أو يعطيها أكبر من مقامها ويجعلها تأخذ ما لها، فإن هذا ليس من العدل والله سبحانه وتعالى أمر بالعدل في كل شيء، هذا أولا. ثانيا، بالنسبة للخطاب الإسلامي أو الدعوة، الدعوة هي محاولة بشرية وجهد إنساني، ولذلك لكي يصل إلى مرحلة النضج ينبغي أن يستفيد من تجربته وأن يراجع نفسه مرة بعد أخرى، وقد يسود في فترة من الفترات خطاب ما في عصر من عصور التاريخ أو في الواقع بسبب ظروف ألمت به، غالبا بسبب الأزمة، أن يكون الخطاب مأزوما. المجتمعات الإسلامية والعربية اليوم مأزومة، مأزومة سياسيا ومعرفيا وحضاريا وبالتالي فالغالب أنها لا تنطلق من منطلقات موضوعية بحتة وإنما تنطلق من حاجات تلح عليها. والخطاب الإسلامي أيضا في الغالب أنه يعتمد على الفردية وعلى الارتجالية أكثر مما يعتمد على التخطيط وعلى الإستراتيجيات ولذلك قد يقع له مثل ذلك. نبقى في ما يتعلق أيضا بنقطة ثالثة وهي أن الإسلام جاء للناس كلهم ولذلك هو درجات الإسلام والإيمان والإحسان، الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ..}[فاطر:32]، هؤلاء المصطَفون الذين أورثوا الكتاب الذين وعدوا بجنات عدن يدخلونها، جعل الله تعالى منهم الظالم لنفسه والمقتصد والسابق للخيرات بإذن الله. أحيانا يغلب علينا بسبب حماسنا تقديم نمط راق من التدين والالتزام والتضحية أكثر مما يطيقه عامة الناس، بينما نحن نستطيع أن نقول كما كان يقول السلف الإسلام يزيد ولا ينقص، يعني كون الإنسان دخل في الإسلام بعد كفر أو دخل في الهدى بعد ضلال، لا يعني بالضرورة أن هذا الإنسان خسر أشياء كثيرة حتى يثبت صدق إيمانه. يعني أبو سفيان لما آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم في فتح مكة قال النبي عليه الصلاة والسلام "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن" لأنه رجل يحب الفخر، حفظ له فخره. كثير من الناس يحتاجون إلى مثل هذه المرغبات، ليس بالضرورة لكي تقنعهم بالتدين أو  بالالتزام أنك تجعلهم كأنما يستقبلون جبلا وعرا يصعدون إليه.
عثمان عثمان: نعم. دكتور يعني عندما نتحدث عن الترهيب، البعض يتساءل لماذا يخاف الناس من الترهيب؟ بل يقول أكثر من ذلك لا بد من الترهيب. ويطرح أيضا لماذا الخوف عند الحديث في عذاب القبر مع أن النبي عليه الصلاة والسلام في أكثر من موقع حث المؤمنين على أن يتذكروا "هاذم اللذات ومفرق الجماعات"؟
سلمان العودة: الحديث هذا حديث صحيح أو حسن، حسن الإسناد عند أهل السنن وأحمد في المسند، ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم "أكثروا ذكر هاذم اللذات" يعني الموت. ولكن هذا ليس هو الحديث الوحيد في هذا الباب، فإن سياقات الأحاديث التي تبين ما ينبغي للناس أن يتذكروه هي أشياء كثيرة جدا، إذاً ليس مطلوبا أن يغفل الإنسان عن الموت، ولكن أيضا مطلوب أن يذكر الإنسان الآخرة كما قال ربنا سبحانه {إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار..}[ص:46]. ولذلك الموت بحد ذاته معنى مشترك، حتى الملحدون يؤمنون بالموت وحتى الكفار يقولون {..أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد..}[ق:3]، وإنما المقصود الذكر لمصلحة الدنيا. ومن هنا أقول من الضروري جدا للدعوة وللدعاة أن يبينوا للناس أن الدعوة هي للحياة، يعني ربنا سبحانه يقول {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم..}[الأنفال:24]، إذاً القرآن حياة، والله سبحانه وتعالى يقول {أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس ..}[الأنعام:122]، والله عز وجل سمى القرآن روحا، {.. روحا من أمرنا ..}[الشورى:52]، روح معناه تحيا بها الأرواح وتحيا بها الأبدان وتحيا بها الأمم والمجتمعات. فالحق يقال إن من المهم للدعوة اليوم وللدعاة وللمتخصصين في الخطاب الإسلامي أن يبينوا للمدعوين أن الإسلام دين لم يأت فقط للعزاء والمآتم أو أن القرآن يقرأ في حالات الوفيات أو على القبور وإنما الإسلام جاء للحياة، وحتى الشاب المتطلع للحياة وللبقاء، عائشة رضي الله عنها لما قال النبي صلى الله عليه وسلم "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه" قالت يا رسول الله أكراهية الموت فكلنا يكره الموت؟ قال "لا يا ابنة الصديق، وإنما المؤمن إذا حُضر بُشر برحمة الله وأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه".
عثمان عثمان: ولكن دكتور يعني الترهيب من العقاب ألا يجعل الإنسان مستقيما في هذه الحياة؟
سلمان العودة: نعم، الترهيب جزء من الشريعة ولا بد منه، ولهذا جزء من الخوف واجب، يعني الله سبحانه وتعالى يقول {..فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين}[آل عمران:175]، {..ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون}[الزمر:16]، وأيضا الخشية، والخشية أخص من الخوف لأن الخوف يكون أحيانا معنى غامضا، أما الخشية فهي مبنية على علم وعلى معرفة كما قال الله سبحانه وتعالى {..إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ ..}[فاطر:28]، فالعلماء عندهم خشية يعني خوف ولكنه خوف مبني على علم ومبني على معرفة. إذاً لا بد من الخوف، قدر من الخوف لا بد منه، ولكن الممنوع أو المذموم من الخوف كما نص عليه أهل العلم هو الخوف الذي يفضي بالإنسان إلى قنوط أو الخوف الذي يفضي بالإنسان إلى أن يقنط الناس من الله سبحانه وتعالى ومن الدار الآخرة. ومن هنا يعني إذا سمحت لي أن أشير إلى نقطة مهمة في هذا السياق وفي هذا الموضوع الذي تفضلت فيه، وهي مسألة الفرق بين الموقف الشخصي وبين الخطاب الدعوي. يعني أنا كإنسان مكلف مطلوب مني أن يكون عندي لله سبحانه وتعالى حب وخوف ورجاء، فهذه هي الأركان الثلاثة للمعاني القلبية، والصحيح من أقوال أهل العلم إن الحب هو المقدم لها فهو بمثابة الرأس والخوف والرجاء هي كالأجنحة له، فيكون الخوف والرجاء متعادلين تقريبا من حيث الجملة ولكن الحب مقدم. وبالتالي نعرف أن الحب قريب من الرجاء وأما الخوف فهو متأخر عنهما فيكون في ذلك تحبيب للناس بربهم أكثر مما يخوفون منه سبحانه، إذاً هذا ما يتعلق بي كمكلف لكن ما يتعلق بي كداعية ماذا يمكن أن أقدمه للناس، هذا موضوع آخر مختلف يحتاج إلى أن أراعي اعتبارات كثيرة، ولعل غالب الناس في غالب الأمصار والبيئات يفرحون بخطاب الترغيب أكثر مما يفرحون بخطاب الترهيب.
عثمان عثمان: يعني كيف يمكن أن نوازن ما بين الخوف والرجاء، ما بين الترغيب والترهيب؟ مسألة أخرى دكتور، يعني هناك تشديد وتنفير كبير من الخطأ، وهنا سؤال يطرح نفسه، يعني البعض يقول ألسنا بشر نخطئ ونصيب؟ ألسنا يعني، رب العالمين أو النبي عليه الصلاة والسلام تحدث "لو لم تخطئوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يخطئون فيستغفرون فيغفر الله لهم"، ما رأيكم بهذا الموضوع؟
"الإسلام جاء ليتعامل مع البشرية بطبيعتها وبواقعيتها ويحاول أن يرتقي بها إلى الأفق السامي"
سلمان العودة: جميل جدا. أنا أقول هذا من الكلام الذي يجب أن يقال للدعاة أنفسهم، يعني شدة التنفير من الخطأ لا ينبغي أن تحملنا على تصور أن مجتمعات البشر كأنها مجتمعات ملائكية. يعني آدم عليه السلام، أبونا ورثنا كثيرا من الطبائع والصفات والتي منها الخطأ، إن الإنسان من طبعه أن يخطئ {...وعصى آدم ربه فغوى، ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى}[طه:121-122]. أيضا النبي صلى الله عليه وسلم في عصره وفي بيئته على صعيد المجتمع تجد أن هناك من سرق وهناك من شرب الخمر وهناك من زنى وهناك من قارف يعني ما دون ذلك من الذنوب ومنهم من تاب ومنهم من لم يتب ولكن ستر الله تبارك وتعالى عليه، وأيضا الاختلافات البشرية يقع بين الصحابة خلاف وفي بيت النبوة بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يقع خلاف وترتفع الأصوات، إذاً من الخطأ أن نتصور كأن الإسلام جاء ليبني مدينة فاضلة كما يُتصور، مدينة خالية من العيوب والأخطاء إنما الإسلام جاء ليتعامل مع البشرية بطبيعتها وبواقعيتها ويحاول أن يرتقي بها إلى الأفق السامي. أحيانا المبالغة في نفي الخطأ، طبعا كلنا مطلوب أن نعالج الخطأ، الأنبياء بعثوا لتصحيح الخطأ والدعاة مهمتهم تصحيح الخطأ هذا لا شك فيه ولكن أحيانا المبالغة في التنفير من الخطأ أو في النفور منه تفضي إلى أن نحمل أنفسنا أو نحمل غيرنا على أمور صعبة قد تجعلهم يحاولون فييأسون لأنهم يرجعون إلى طبيعة الخطأ الذي جبلوا عليه. أيضا الذي شرع الخطأ شرع التوبة سبحانه وقال {..وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}[النور:31] وشرع التوبة للأنبياء وشرع التوبة للصديقين والشهداء والصالحين والتوبة من الكبائر ومن الصغائر ومن الكفر ومن الشرك وحتى من التقصير فيما هو دون الذنب فإنه يستحب للإنسان أن يتوب منه.
عثمان عثمان: تحدثتم دكتور عن الخطاب، خطاب الدعاة باتجاه الآخرين. الخطاب السلفي تحديدا متهم بأنه يركز على موضوعات محددة ومكررة تجدها في الكتيبات التي توزع، في الأشرطة التي تسجل يعني، حديث عن النار، حديث عن الآخرة عن عذاب القبر، حديث عن عقوبة تارك الصلاة إلى ما هنالك، لماذا برأيكم؟
سلمان العودة: يعني هذا خطاب، معنى مشترك في كثير من الخطابات لا أظن أنه يختص بالخطاب السلفي، قد أستطيع أن أقول إن الخطاب الإسلامي بشكل عام يعالج مثل هذه القضايا، المعالجة بحد ذاتها كما ذكرت مطلوبة لأن القرآن الكريم نفسه عالج، وفي كثير من آيات القرآن الكريم مشاهد الجنة ومشاهد النار ومشاهد المعذبين، والله سبحانه وتعالى كما قال {الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم..}[الزمر:23] فكونه مثاني يعني يعاد فيه المعنى مرة بعد أخرى أو يذكر فيه حال ثم يذكر فيه حال أخرى، يذكر حال أهل الجنة وفي مقابل ذلك يذكر حال أهل النار. المشكلة هي أولا في سرد كثير من الأحاديث والقصص والأخبار الموضوعة أو الضعيفة في هذا السياق مما يوجد عند الناس رعبا دون أن يكون لذلك سند صحيح. المشكلة الثانية المبالغة في مثل هذه الأمور بحيث يكون هناك تركيز عليه وتشديد وأحيانا عويل وصياح وإفراط في هذا المعنى دون.. ولذلك العلماء قالوا إن الإنسان إذا غلب عليه الخوف ينبغي أن يعالجه بشيء من الرجاء والأمل، وكان بعضهم خصوصا في أوقات معينة يطلب أن تقرأ عليه أحاديث أو آيات في هذا الباب لأن شدة الخوف قد تفضي إلى القنوط والقنوط هو من أعظم الذنوب بل هو الذنب بعينه كما قال الله عز وجل {..إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون}[يوسف:87]. أعتقد أن الخطاب الإسلامي ينبغي أن يكون خطابا إنسانيا يعني أي إنسان بطبيعته ولدك حينما تعطيه وعدا وإغراء وجائزة على التفوق في اختبار أو في دراسة أو في أداء واجب من الواجبات المنزلية تجد في ذلك تشجيعا له وتكتسب أنت المحبة أكثر مما يكون ذلك من العقاب والزجر والتوبيخ والتهديد له على فعل خطأ معين.

عثمان عثمان: يعني مبدأ الثواب والعقاب في كل شيء، حتى البعض يتساءل أن الإمام إمام الحرم عندما يقرأ آيات من كتاب الله عز وجل يصل إلى آية فيها تشديد وفيها وعيد يتوقف ويكررها ثم يبكي وإلا تباكى، بينما هذا أمر لا يحصل مع آيات تتحدث عن النعيم. لماذا وكيف يكون الأمر هنا؟
سلمان العودة: أظن أن هنا مشكلة كبيرة في مسألة الانتقائية في التعامل مع المصحف في التعامل مع القرآن الكريم في التعامل مع النص الإسلامي، سواء كان قرآنا أو سنة، وهذه المشكلة ناتجة عن أن القارئ للنص أو المتصفح للنص يغلب عليه هم معين، ولذلك في محاضرة عندي البارحة تكلمت عن القرآن الكريم وكيف أن القرآن من أعظم ما يقدمه لصياغة الإنسان أنه يعيد ترتيب الاهتمامات والأولويات عند الإنسان، لأن ليست القصة في القرآن أنه حروف تقرأ فقط وليست القصة أيضا أن الإنسان ينتزع من القرآن مواضع معينة كأنه يتوقف عندها ويستحضر قلبه ويعصر عينه ثم يسرد ما سوى ذلك سردا. القرآن هو رسالة الله إلى عباده وبالتالي يفترض أن يفيدنا القرآن كيف نصنع نحن الاهتمامات المعتدلة يمعنى أن الأشياء التي عظمها القرآن وكررها وأعاد فيها وأبدى ورددها هذه معناها أنها قضايا مهمة علينا أن نعتني بها أكثر والقضايا التي لا نجد لها ذكرا في القرآن وقد تكون تملأ حياتنا في مجالسنا وأحاديثنا كثير من التفريعات والتفصيلات والجزئيات والخلافيات ومسائل الإثارة التي لا نجد لها أثرا في القرآن الكريم، هذا معناه أنه فعلا نحن لم نصحح اهتماماتنا ولم نرتب أولوياتنا على وفق ما يقتضيه القرآن الكريم، هناك نوع من الانتقائية في التعاطي مع النص الشرعي.
عثمان عثمان: تحدثنا عن العقاب وعن الثواب، هل يمكن الحديث عن عقاب بدني وعقاب روحي يقابله أيضا ثواب بدني وثواب روحي؟
سلمان العودة: طبعا، يعني أنا أتحفظ على كلمة بدني أو روحي لأنك تتحدث عن الدار الآخرة، ولكن من المؤكد أن الله عز وجل ذكر ألوانا من الثواب، مثلا  النظر إلى وجه الله الكريم في جنة عدن {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}[القيامة:23/22]وفي المقابل {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}[المطففين:15] كذلك ما يتعلق بألوان النعيم المذكور في الجنة مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من ألوان الملذات، وهنا نتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم "ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر" معناه أنه ليس مما يخطر على قلوبنا أو عقولنا فنحن حينما نقرأ النصوص مثلا في الوعد أو في الوعيد نتخيل الأشياء التي نعايشها في الحياة يعني لما نجد ألوان الفواكة نتخيل أن في الجنة هذه الفواكة التي نأكلها، بينما يقول النبي صلى الله عليه وسلم "ولا خطر على قلب بشر" إذاً هذا الذي خطر على قلبك هو خيال، وابن عباس رضي الله عنه كان يقول "ليس في الآخرة مما في دنياكم إلا الأسماء"، والله عزوجل في القرآن الكريم يقول {..وأتوا به متشابها..}[البقرة:25] إذاً هنا علينا حينما نتكلم عن النعيم أو عن العقاب أن لا نتصوره بمعاييرنا الدنيوية وإنما هذه اللغة البشرية الله عز وجل يقرب بها إلينا مثل هذه المعاني.
عثمان عثمان: دكتور يعني السؤال هنا نجد الخطاب السائد إنما الحديث يكون عن المتع الملموسة يعني النساء الخمر العسل إلى غير ذلك، لا نجد من يتطرق إلى المتع المعنوية التي تتحدث عنها إلا القليل من الدعاة في خطابهم الدعوي.
سلمان العودة: نعم لا شك أن المطلوب إعطاء كل ذي حق حقه ولا شك أن أعظم نعيم في الجنة هو النظر إلى وجه الله الكريم، نيل رضوان الله عز وجل فهذا هو أعظم النعيم، وبالمناسبة أود أن أذكر أن الجنة ليس فيها خوف يعني فيها الرجاء، يبقى فيها الرجاء ويبقى فيها الفرح لكن الحزن والخوف يذهب لأن الخوف معنى يغلب عليه السلبية ولهذا الله عزوجل قال { لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون..}[الأعراف:49] يعني في الجنة لا حزن ولا خوف لكن الرجاء في مزيد فضل الله عز وجل وعطائه والحب لله عز وجل والفرح  بفضله ورحمته، كل هذا باق في الجنة وهذه الجوانب المعنوية هي الأعظم. ولذلك في الدنيا حتى في الدنيا يعني الإنسان الراقي الناضج ربما فرحه مثلا بالمعرفة فرحه بالاكتشاف فرحه بالجوانب العاطفية أو الروحانية أعظم بكثير من فرحه بوجبة طعام أو شراب تقدم له.
عثمان عثمان: مبدأ الترهيب يسلك مسالك سد الذرائع، مسالك الورع الأخذ بالأحوط إلى غير لك. هل ترون أن هناك إسرافا في استعمال هذه الألفاظ؟ أسمع منكم الإجابة إن شاء الله بعد أخذ فاصل قصير. وقفة قصيرة مشاهدينا الكرام ثم نعود إلى متابعة هذه الحلقة، فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]

عثمان عثمان: مرحبا بكم مشاهدينا الكرام من جديد إلى حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة الدكتور سلمان العودة والتي نتحدث فيها عن الدعوة بين الترغيب والترهيب. دكتور السؤال يتكرر، يعني الترهيب أخذ مسالك سد الذرائع، الورع، إلى غير ذلك. ألا ترون أن هناك مبالغة في استعمال هذه الألفاظ؟
سلمان العودة: نعم، أعتقد أنه ينبغي أن أقول إن الخوف أو الإفراط في الخوف هو في الغالب نتيجة عدم الثقة بالنفس، ضعف الثقة بالنفس ضعف الثقة بعقل الإنسان وتفكيره وقدرته، ضعف ثقته بمبدئه. دائما ما أقول لبعض الطلاب وبعض الشباب اسأل نفسك كم مرة في اليوم تقول أنا خائف، نعم ولكن أخاف، نعم ولكن أخشى. حينما يعرض عليك موضوع صفقة، برنامج منتج جديد تقنية جديدة فكرة جديدة لم تكن موجودة في حياتك من قبل، تجد أول ما يخطر في بال الإنسان الهياب غير الجسور هو الشعور بالخوف، ولهذا يقول أخاف. ولو أن الإنسان ظل يخاف لم يصنع شيء قط، فإن المواقف الكبيرة لا يتقنها إلا الناس الأشداء الذين لديهم قدر من القوة والشجاعة و القدرة وأظن أن باب الخطاب الإسلامي والدعوي، سواء كان وعظيا أو فقهيا، هو من هذا الإطار، يعني ليس الواعظ فقط بل حتى الفقيه كونه يلاحق الأشياء عادة بالتحريم دون أن يمتلك سندا أو دليلا ولكن فقط أن هذه أشياء جديدة فيتهيب منها ويخشى أن يفتح على الناس فيها باباً، وفي الواقع أن الأبواب قد تكون مفتحة أصلا وهذه الأشياء ربما يحرمها اليوم، وغدا تنتشر عند الناس ويصبح الحديث عن تحريمها ضربا من الأفكار والأقوال البعيدة عن الواقع.
عثمان عثمان: دكتور في إطار الخطاب الديني نتحدث دائما، هناك بعض الدعاة الجدد الذين يميلون إلى تغليب لذة الدين على أن للدين تكاليف يحتاج إلى مشقة وبذل. السؤال كيف نوازن بين الفهمين؟ كيف نحول بين المجتمع وتطبعه مع الذنوب والمعاصي؟
سلمان العودة: يعني اللذة مطلوبة النبي صلى الله عليه وسلم يقول "أرحنا بها يا بلال" بالنسبة للصلاة بالنسبة للعبادة، التلذذ بالقرآن ليس منا من لم يتغن بالقرآن، لكن ليس مطلوبا أيضا أن تتحول القضية إلى نوع من تجنب التكاليف الشرعية، وإن كان لفظ التكاليف هنا لم يكن منصوصا أن الشريعة تسمى تكاليف وإنما الله عز وجل يقول {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}[البقرة:286] وهذا يحتمل أن يطلق لفظ التكاليف على الواجبات الشرعية أو لا يطلق وإنما هي أوامر شرعية فيها رفعة للإنسان وفيها تقوية وتعزيز لقيمتة الإنسانية والبشرية وليست تكليفا أو عبئا يثقل على الإنسان. أقول إن طبعا الكلام على الدعاة الجدد أعتقد أنه في الغالب هذا مصطلح إعلامي في الواقع، والكلام الفقهي والكلام المعرفي عنه ينبغي أن يكون أكثر تحديدا، فإنك تتكلم عن مجموعة واسعى من الأطياف خاصة من الدعاة الذين يظهرون في القنوات الفضائية وقد يكون فيهم الإنسان الذي يكون شديدا في طرحه وفيهم الإنسان المعتدل وفيهم الإنسان المستبصر وفيهم من يحاول أن يترقى نحو الكمال ..
عثمان عثمان(مقاطعا): نتحدث عن الفئة التي تغلب مفهوم لذة الدين على مفهوم أن للدين هناك لا بد من تعب ومشقة معينة، هذا يقودنا للحديث يعني "إنما أجرك على قدر نصبك" هل الكلفة نفسها مقصودة في الشرع؟ ربما أجبتم على هذا السؤال ولكن السؤال الأخر يعني ..
سلمان العودة (مقاطعا): لا الكلفة ليست مطلوبة، يعني قول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها في الحج "إنما أجرك على قدر نصبك" الظاهر أن هذا في الكلفة الطبيعية التي لا بد منها، يعني الإنسان حينما يصلي لابد أن يقف، حينما يتوضأ قد يتوضأ بالماء البارد لأنه لا يجد غيره، لكن تعمد الإنسان أن يحصل على كلفة ليس مشروعا إلا فيما ورد فيه نص.
عثمان عثمان: ماذا عن حج خمس نجوم، هل يذهب الأجر والثواب؟
سلمان العودة: ماذا يعني حج خمس نجوم؟ يعني إذا كان الإنسان حج في خيمة مكيفة فهذا لا حرج فيه ما دام أن الأمر فيه سعة، ولكن أيضا بدون شك أن الحج هو عبادة أو موسم هو عبارة عن دورة فكون الإنسان يحاول أن يلقى ما يلقاه الناس، أحيانا قد يكون متاحا لك أن تحج في جو مرفه تماما ولكنك تريد أن تذوق ما يذوقه إخوانك المسلمون الآخرون المحرومون من هذه الإمكانية فتحج مثلا تمشي معهم على قدميك، تذهب مع المشاة تواجه بعض الصعوبات تجد بعض ما يجدون حتى تشاطرهم في هذا الهم وحتى يتربى الإنسان على قدر من التواضع والانكسار لله سبحانه وتعالى.
عثمان عثمان: برأيك هل صحيح ما يقال اليوم إن تدين الشباب يقوم على قيم الفردية على السعي إلى الملذات والرفاهية والاستهلاك؟
سلمان العودة: لا شك أن الاستهلاك مؤثر في شخصيات الشباب حتى قبل أن يكونوا متدينين، هذا الاستهلاك يطبع المجتمعات العربية بطابعه بحيث أن تصبح الأشياء والسلع هي علامات على القيم وعلى المستوى الثقافي والحضاري والمدني عند كثير من الشباب، تجديد المقتنيات الجوالات السيارات أجهزة الكمبيوتر الملابس يعني متابعة الموضات وغير هذه الأشياء، هذه طبعت المجتمع وبالتالي حينما يتدين الإنسان يتدين بشخصيته وهو يحمل إرث الماضي معه من بعض الآثار وبالتالي يكون في خير أن نقول يوجد الدعاة يخاطبون هؤلاء الشباب والفتيات على هذا المستوى فهذا جانب خير ولكن أيضا لا يمنع أن يكون هناك درجة أخرى من الخطاب الإسلامي أكثر رقيا. والنبي صلى الله عليه وسلم راعى هذا الجانب، جانب التدرج عندما بعث معاذا إلى اليمن قال "ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله فإن هم أطاعوك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد إلى فقرائهم".

عثمان عثمان: هل يختلف الترغيب والترهيب بحسب أحوال الناس، باعتبار أن لكل مقام مقال؟
"الخطاب الإسلامي في مثل هذا العصر الذي فيه غفلة وإعراض، ينبغي أن يحتفي بجانب الترغيب أكثر مما يحتفي بجانب الترهيب والتخويف لأن الترغيب أنفع لعامة الناس"
سلمان العودة: نعم صحيح، يعني العلماء بحثوا أولا في الترغيب والترهيب وأيهما يقدم، كما ألمحت قبل قليل، ومن أهل العلم من قال يقدم الترغيب وهذا هو الأقرب والأكثر صوابية والدليل على تقديم الترغيب كثرة النصوص في أسماء الله وصفاته، كما أشرت أنت في مقدمة حديثك، التي فيها جوانب الرحمة ويعني مثلا إذا تأملت أكثر اسم تكرارا في القرآن الكريم من أسماء الله الحسنى فوجدت بعد اسم الله اسم الرحمن والرحيم، وكذلك هذا هو الذي يبدأ به في القراءة وفي الحياة بسم الله الرحمن الرحيم، وهو التحية التي نتعاطاها فيما بيننا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأيضا في الحديث القدسي الله عز وجل يقول "رحمتي سبقت غضبي"، وفي لفظ، "رحمتي غلبت غضبي". إذاً التعرف إلى الله برحمته، إشاعة هذا المبدأ هو الأقرب ولكن أيضا الجانب الآخر هو {إن عذابي هو العذاب الأليم}[الحجر:50] و {..أن الله شديد العقاب..}[المائدة 98]، ينبغي أن لا يغفل لأن هذا الإغفال ربما يترتب عليه أن الإنسان يسترسل وراء الذنوب والمعاصي. ولذلك سؤالك وجيه، أنه هل يختلف؟ نعم أعتقد أنه يختلف أولا من شخص إلى آخر والإنسان أحيانا طبيب نفسه، يختلف من بيئة إلى أخرى ولذلك أقول إن الخطاب الدعوي، الخطاب الإسلامي خصوصا في مثل هذا العصر الذي فيه غفلة وإعراض أعتقد أنه ينبغي أن يحتفي بجانب الترغيب وجانب الرحمة أكثر مما يحتفي بجانب الترهيب والتخويف لأن هذا يجذب الناس أكثر وقد نص على هذا. أنت سألت عن الخطاب السلفي، أقول لك من أئمة الخطاب السلفي الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله وذكر هذا المعنى ويمكن أن يكون هذا مأخوذ من قوله {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة..}[النحل:150].
عثمان عثمان: يعني حتى مع المخالف مع الذي تجاوز الحد في المعصية وارتكاب الذنوب والكبائر نبدأ معه بالترغيب أم بالترهيب؟
سلمان العودة: نعم هو الترهيب يكون في حالات أحوج إليه حينما يكون الإنسان مقبلا على معصية فيحتاج إلى الترهيب لأن الترهيب هو الذي يردعه أو يمكن أن يردعه فهذه حالات يغلب فيها جانب الترهيب، ولكن هنا أيضا يراعى قدرة الإنسان، يعني مثلا جربت أنا بعض الناس الذين مثلا يقصرون في الصلاة، إذا قيل لهم أن تركه لصلاة واحدة يعني أنه خرج من الإسلام فإن كثير من هؤلاء، وهي حالات وقفت عليها..
عثمان عثمان(مقاطعا): وهو قول ابن حزم رحمه الله.
سلمان العودة (متابعا): قول بعض العلماء السابقين. وجدت أن كثيرا من هؤلاء يعني يقول إذاً لا داعي لأن أصوم لا داعي لأن أزكي لا داعي لأن أصلي بقية الأوقات لأنه ما دام كافر كافر، ما في داعي أنه يتعب يعني. فهكذا يكون هذا مدخلا للشيطان إذا لم يكن الأمر في سياقه الصحيح. ولذلك العلماء قالوا مثلا الإنسان عليه أن يغلب جانب الرجاء إذا كان عند النزع وفي آخر عمره، وفي الحديث القدسي الله عز وجل يقول "أنا عند ظن عبدي بي" والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل"، وكذلك كون الإنسان بعد طاعة أن يكون جانب الترغيب أن الله قبل طاعته، أن يكون بعد توبة، تاب من الذنب فيكون عنده ترغيب أن الله قبل منه التوبة أيضا. الترهيب إذا كان في مقام المعصية حتى ينزجر عنها.
عثمان عثمان: يعني هذا الخطاب إذا كان موجه للأفراد يعني في الترغيب والترهيب، هل هناك من ضوابط للخطاب العام، الخطاب الإسلامي العام، في الدعوة إلى الله عز وجل عبر الفضائيات وعبر الإعلام الذي يوجه إلى ملايين البشر؟
سلمان العودة: صحيح يعني هذه من أهم القضايا الآن لأن الذي يتكلم في الإعلام ليس يخاطب شخصا وإنما يخاطب الملايين من الناس من مختلف الأنواع ومن هنا أقول إن القاعدة العامة في مثل هذا الخطاب أن يكون خطابا ترغيبيا بالدرجة الأولى وأن لا يهمل جانب الترهيب أعتقد أن هذا هو المعيار العام، لأن الترغيب هو الأنفع لعامة الناس، وأيضا أن يراعي الأحوال، لأنه أحيانا من خلال سؤال السائل ربما تجد أن هذا السائل يتكلم عن معصية فإذا كان مصرا عليها.. نحن نعرف الرجل الذي جاء ابن عباس رضي الله عنه، أعرابي، وسأله والشرر يتطاير من عينيه وقال له، قاتل النفس هل له من توبة؟ قال له ابن عباس لا، ثم بعد قليل جاءه شخص آخر وهو في وضع منكسر وقال له، قاتل النفس هل له من توبة؟ قال نعم. فقالوا لابن عباس كيف؟ قال إن الأول جاء والشرر يتطاير من عينيه، كان يريد أن يسأل هل له من توبة فإذا كان له توبة يريد أن يذهب ويقتل أحدا، فمنعته، أما الآخر فهو منكسر وربما لو أفتيته بعدم التوبة لقتل مائة نفس أو أكثر من ذلك لأنه يرى أنه محكوم عليه بالنار وبالتالي لا يبالي أن يستكثر من الذنوب والخطايا. وأنا أذكر هنا الشاعر الذي يقول
فأكثر ما استطعت من الخطايا
إذا كان القدوم على كريم
طبعا هذا من المفاهيم التي ليست سليمة، ليست صحيحة أن تتقرب إلى الله بالدم..
عثمان عثمان: أليس هذا ممن يأمنوا مكر الله؟
سلمان العودة: {فأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}[الأعراف:99].
عثمان عثمان: دكتور يعني طبعا هذا السؤال جاء لأن هناك بعض الدعاة يعني من خصص أو أحد الدعاة خصص كتاب أسماه نهاية العالم، البعض الآخر تحدث عن غربة المؤمنين في الحياة الدنيا، البعض أيضا يتحدث عن الموت وتارك الصلاة. كيف نوازن هنا؟
سلمان العودة: سبحان الله، يعني في القرآن الله عز وجل يقول لنا {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد..}[الحديد:20] هكذا، التعريف الرباني ، إذاً هذه سنة الله في الحياة. أيضا في الآية الأخرى ربنا سبحانه يقول {زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب}[آل عمران:14]. إذاً قضية أن تكون الدنيا فيها لعب أو لهو أو متعة قضية الترفيه، كثير من الدعاة والصالحين والخطباء عندهم موقف سلبي من كل ألوان الترفيه وكأن الترفيه رمز للانحراف أو رمز للفساد أو رمز للتحلل من القيم بينما هذا الترفيه هو جزء من تكوين الإنسان وفطرته وطبيعته، عائشة رضي الله عنها في بيت النبوة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك يقع لها الترفيه وهي تشاهد الحبش يلعبون في المسجد ويقع لها الترفيه وهي تسابق النبي صلى الله عليه وسلم في الصحراء ويقع لها الترفيه والفتيات يضربن عندها بالدف وفي أخبار يوم بعاث في يوم عيد في بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك يعني لا شك أن من المهم جدا أن يكون لدينا اعتدال في النظرة للحياة الدنيا وفي ربط القرآن وربط الدين وربط الدعوة بقيم الحياة وأن الدين جاء للحياة وليس للموت يعني ثقافة الحياة وثقافة المعايشة فيها.
عثمان عثمان: هناك صفة أو مجموعات من الناس، صنف من البشر قلبهم قاس لا يؤثر فيه لا ترغيب ولا ترهيب، هل هناك من صيغ جديدة في الدعوة إلى الله عز وجل غير الترغيب والترهيب موجه إلى هؤلاء الناس خاصة وإلى عامة الناس؟
سلمان العودة: والله شوف يعني الله سبحانه يقول {فبأي حديث بعده يؤمنون}[المرسلات:50] فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون؟ أحيانا أسال نفسي أن القلب الذي يعني تليت عليه آيات الله، يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها! إذا الله أراد بهذا الإنسان خيرا ربما ابتلاه بشيء، يعني بعض الناس يحتاج إلى صدمة كهربائية، هذه الصدمة قد تكون حادث سيارة أو أنه شارف على الهلاك أو على الغرق في مناسبة من المناسبات أو مات له صديق أو قريب أو جاءته ظروف معينة قد تجعله يستفيق وإلا فربما يظل في هذه الغفلة سادرا حتى يلقى حتفه.
عثمان عثمان: دكتور ربما سؤال على تماس مع الترغيب والترهيب، يعني نجد الآن ارتفاع نسبة الطلاق في الخليج بشكل خاص، البعض يرد السبب إلى أن المشايخ ربما يتشددون في موضوع الفتاوى الخاصة بالطلاق حتى لا ينتشر بقوة، يعني كيف نحقق التوازن هنا؟
سلمان العودة: أعتقد ان ارتفاع نسبة الطلاق لها أسباب معروفة يعني ليست لغزا، يعني عدم التوعية بالعلاقات الزوجية، عدم وجود دورات للأولاد والبنات والتعريف يعني، بمعنى آخر عدم وجود ثقافة، الرجل والمرأة على حد سواء في المعاشرة الزوجية، في معرفة الطرف الثاني، كذلك ما يتعلق بموضوع التوسع أحيانا في البذخ والمال والثراء وسهولة ذلك على الناس بحيث أن الطلاق أمر سهل ويمكن أن يطلق ويتزوج ويطلق ويتزوج هكذا أبدا، هذه كلها أسباب. ولكن قد يكون من الأسباب التي لاحظتها، ويعني أنت لم تشر إليه مباشرة لكن فهمته من سؤال سابق، قضية أحيانا موضوع الصلاة، ترك الصلاة، يعني وجدت أن بعض الأخوات المتدينات تبتلى بزوج قد يكون عنده بعض المعاصي فالغالب أنها يعني تصبر عليه خصوصا لما يكون عندها أولاد ويكون عندها أمل أن هذا الإنسان يستقيم، لكن لما يكون هذا الإنسان ربما وصل إلى حال أنه قد يترك بعض الصلوات فتسمع بعض الشيوخ يفتونها بأن هذا الإنسان كافر وبالتالي يبقى عندها حرج شرعي أنها لا يمكن أن تبقى مع هذا الإنسان وهو كافر فتجد أنها تطلب الطلاق، وربما تذهب لأهلها، وقد تطلب الخلع منه، طبعا هو من حقها أن تطلب الخلع من رجل لا تريده ولا شك أن انحراف دينه هو أحد الأسباب إذا لم يكن كفؤاً لها ولكن إذا افترضنا أنها تريد هذا الإنسان وربما تحبه وعندها منه أولاد وهي تقول إن بيت الزوجية هنا على ما فيه أرحم من بيت أهلها أو بيت إخوانها، قد يكون والدها حتى قد توفي، فهنا أقول إنه من الصعب الحكم على هذا الإنسان بأنه كافر، الحكم على شخص معين بأنه كافر يفتقر إلى إثبات ويفتقر إلى حكم قضائي، ولكون الإنسان يصلي ويترك هذا حال غالب الناس ولا يمكن أن يقال بأنه كافر، نعم الصلاة شعيرة من شعائر الإسلام وركن من أركان الدين وتارك شيء من الصلاة ولو وقت واحد هو على خطر عظيم، لكن اعتبار أن أي شخص بعينه وباسمه ولحمه وعظمه إذا ترك صلاة واحدة كفر وبالتالي لا تساكنه المرأة ولا تجامعه، هذا ليس بالأمر السهل وينبغي أن لا يكون هناك تسرع في الفتوى في هذا الخصوص.

عثمان عثمان: سؤال يطرحه البعض، بأن الإنسان يعيش في هذه الحياة الدنيا ستين عام، سبعين عام، ثمانين عام، ثلاثين عام، فيذنب ذنوبا معينة، هل يعني يتساءل هل يستحق ارتكاب الذنوب في هذه الفترة القصيرة من العمر أن يخلد في نار جهنم؟
سلمان العودة: أنا أذكر الشافعي رضي الله عنه يروى عنه أنه لما حضرته الوفاة يعني تذكر ذنوبه وقال قصيدة مشهورة
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي         
جعلت الرجا مني لعفوك سلما
لاحظ كيف استحضر هذا المعنى الإيماني وأسعفه إيمانه وصدقه مع الله باستحضاره
تعاظمني ذنبي فلما قارنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت غفارا عن الذنب          
لم تزل تجود وتعفو منة وتكرما
ولولاك لم يصمد لإبليس عابد     
فكيف وقد أغوى صفيك آدم
أما ما يتعلق بالعقاب فيكفينا أن نعرف أن الله سبحانه وتعالى كما قال {وما ربك بظلام للعبيد..}[فصلت:46]، وكما قال سبحانه وتعالى{وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين..}[الزخرف:76] {ولكن كانوا أنفسهم يظلمون..}[النحل:118]. إذاً الله حكم عادل يستحيل أن يظلم الله أحد من خلقه ولا أحد يعاقب بعقوبة وهو يعتقد أنه مظلوم، يعني في الدينا ممكن تجد إنسان مسجون يقول لك مظلوم، لن يدخل السجن فتسأله ما بال سجنك إلا قال مظلوم، وقد يقتل إنسان ويقول مظلوم. في الآخرة ما في أحد يقول أنا مظلوم، بل الله سبحانه وتعالى يقول{فاعترفوا بذنبهم فسحقا لأصحاب السعير..}[الملك:11]، أما مسألة الخلود الأبدي فهذه مسألة فيها خلاف عند أهل السنة وهذا الخلاف مقرر، ذكره ابن تيمية في غير ما كتاب، ذكره ابن القيم رحمه الله، الطحاوي ذكر هذا عن الأئمة والعلماء، بل نسبوه إلى بعض الصحابة كما نقل عن عمر رضي الله عنه، الشيخ محمد رشيد رضى انتصر لهذا القول، وفي نظري أن هذه المسألة من المسائل الاجتهادية التي الأدلة فيها قوية وتقبل النظر والاجتهاد فيها.
عثمان عثمان: طبعا إذا كان الحديث عن عدم خلود النار، هذا يتعارض مع مسألة خلود بعض العصاة في النار.
سلمان العودة: العصاة من أهل التوحيد هؤلاء لا شك أنهم يعني لا يخلدون في النار، كما قال الطحاوي يقول أهل الكبائر من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في النار لا يخلدون إذا ماتوا وهم موحدون، وإن كانوا غير تائبين بعد أن لقوا الله عارفين. يعني حتى المصر على الذنب لا يخلد في النار، لكن الكلام هو في الكافر الذي هو مشرك بالله عز وجل، هذا هو الذي فيه الكلام.
عثمان عثمان: دكتور يعني حين يكون الحديث عن أسماء الله الحسنى نجد قوما يغلبون الترهيب وآخرون يغلبون الترغيب كيف نحقق التوازن، بل إن البعض ربما يرى أن الأسماء الحسنى يغلب عليها الترغيب؟
سلمان العودة: يعني أسماء الله الحسنى من أعظم الأشياء التي يجب أن يتعلمها الناس، وفي القرآن الكريم من هذه الأسماء الخير الكثير الطيب كما قال النبي صلى عليه وسلم فيما رواه البخاري "إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة"، أحصاها بالعد أحصاها بالحفظ أحصاها بمعرفة معانيها أحصاها باستحضارها في قلبه بحيث لا تتحول هذه الأسماء إلى مجرد لغة وإنما تتحول إلى نوع من الملامسة والتعايش معها، يعني تستشعر أن لك ربا ويسمعك ويراك ويطلع على خطئك فأن تتعذر منه وتطلب منه الصفح واطلع على صوابك فأنت تشكره لأن هذا الصواب من فضله وعطائه سبحانه، تتعامل بهذه الروح التي تستشعر قرب الله عز وجل ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فادع فقمين أن يستجاب لكم"، يعني الدعاء حالة السجود، والحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه، إن الله عز وجل كتب عنده في كتاب فهو عنده فوق العرش أنه يقول سبحانه رحمتي تغلب غضبي، أو رحمتي تسبق غضبي. إذا نحن نقول إنه فيما يتعلق بالأسماء الحسنى يؤمن بها الإنسان كلها، يؤمن بأن الله شديد العقاب وأنه غفور رحيم {غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير}[غافر:3]، ولهذا كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذه الآية لقدامة بن مظعون لما شرب الخمر يذكره بها.
عثمان عثمان: دكتور يعني هناك سيل من الكتب، يعني ما هي الكتب التي تتحدث عن الترغيب والترهيب بشكل متوازن دون تغليب صفة على أخرى؟
سلمان العودة: أحسن وأعظم كتاب هو القرآن الكريم، أحسن الكتب بيانا وأعظمها نظاما وأوضحها حلالا وحراما، فهذا القرآن فيه توازن عجيب ومدهش في موضوع الترغيب والترهيب. السنة النبوية كتاب "الترغيب والترهيب" للإمام الحافظ المنذري الذي جمع فيه أحاديث الترغيب وأحاديث الترهيب، والشيخ الألباني قد نقح هذه الكتاب في "صحيح الترغيب والترهيب"، يعني اختار الأحاديث الصحاح على حسب اجتهاده ومعرفته واختياره، أيضا تجد كتاب "رياض الصالحين" للإمام النووي وهذا الكتاب وإن كان فيه أبواب كثيرة جدا لكن فيه أبواب طيبة انتقى فيها من أحاديث الصحيحين وأحاديث السنن والأحاديث المشهورة في أبواب الترغيب والترهيب، الخير الكثير الطيب المبارك.
عثمان عثمان: سؤال على تماس في موضوعنا، هناك بعض الرموز الدعوية الموجودة على الساحة الآن،كان خطابها في السابق تجاه السلطان أو الحاكم متشددا الآن تغير خطابها ليكون متساهلا ومهادنا ما سر هذا التحول؟ كيف نوازن؟ وهل هناك طرف ثالث بين الموالاة والمعارضة لنقل بهذا  اللفظ أو المصطلح؟
سلمان العودة: أعتقد أنه، أولا هذه من الأشياء التي يختلف الناس فيها، يعني أمزجة الناس فيها تختلف، منهم من هو بطبعه، وهذا تجده عند السلف، سفيان الثوري مثلا كان مختفيا عن السلطان فترة طويلة، وبالأمس أقرأ قصة طريفة يقولون واحد في اليمن كان يصلي في مسجد فاتهمه قوم، لا يعرفونه هو رجل غريب لكن اتهموه بأنه سرق وأخذوه وذهبوا به وتلتلوه وذهبوا به إلى الأمير، أظن معن بن زائدة أو غيره، فخرج الناس من عنده وقال له هل أنت سارق؟ قال لا والله ما سرقت، قال له من أنت؟ فكأنه تمنع، فأصر عليه، وهو رجل مشهور بالحلم، قال له أخبرني من أنت؟ قال له أنا سفيان الثوري. قال أنت طلبة أمير المؤمنين؟ أنت الشخص المطلوب؟ قال نعم. قال اذهب والله لو كنت تحت يدي ما رفعت يدي عنك. يعني لم أخبر عنك بشيء، وأمره أن يذهب. وبالمقابل هناك الزهري الذي كان في مجالس الحكام والخلفاء وكان يعني يحدثهم ويأخذ أعطياتهم وينصحهم وربما غضب من أحدهم فقال له ثكلتك أمك. إذا جاء المقام مقام غضب، يعني فالأمور هذه تختلف أيضا بحسب وضع الحاكم بحسب وضع الناس، هي اجتهادات مختلفة هي مدارس أيضا لا مانع من تعددها، والذي أراه أن ما ذكرته في آخر سؤالك، هو كلام جيد، بمعنى أنه ليس بالضرورة أن يكون الناس إما أن يكونوا معارضة أو يكونوا موالاة كما يقال، إما أن يكونوا مع الحاكم وكأنهم بوق يصدح باسمه ويسبح بحمده أو يكونوا ضد الحاكم فكل ما فعله فهو خطأ قبل أن يفعله، ولا يمكن أن يقولوا له أنه أحسنت أو أصبت في شيء ما. أظن أنه من النضج والطموح لمشروع نهضة إسلامية تعم هذه المجتمعات العربية عودة إلى نوع من، إن صح التعبير، التصالح بين مكونات وأطياف هذا المجتمع، أن يعود الحكام إلى شعوبهم بالرحمة بالرفق بالاحترام بمنحهم الحريات بحفظ الحقوق، وأن تعود الشعوب أيضا إلى حكامها بالمناصحة والمصابرة وتحمل بعض التبعات وبعض الظروف بل وبعض الأخطاء.
عثمان عثمان: هل جاء هذا نتيجة مراجعات؟
سلمان العودة: يعني هذا قد يكون. قد يكون نتيجة كما قلت مراجعات قد يكون نتيجة تحولات في الأوضاع العامة، الإنسان قد يهتم بشيء ثم يهتم بشيء آخر بسبب خبرة مثلا ألم بها أو بسبب ظروف محلية، أحيانا مثلا قد تجد أن ثمة في هذا المجتمع أو في هذا الكيان خطأ معين ثم تجد أن هناك مخاطر أخرى تهدد أكبر، يعني نحن نجد الآن مثلا بعض البلاد التي فقدت حتى وجود سلطة ولو كانت سلطة شكلية، كما تجد مثلا في الصومال أو في غيرها، كيف أن هذه تحولت إلى أماكن لسفك الدماء والاختلاف والاقتتال والتشريد ومصائب كثيرة جدا فاقت كل مقدارت وإمكانيات هذه الأشياء، فالإنسان يبدأ يكتشف أحيانا أن المشكلة ليست فقط في طرف معين، ليست المشكلة فقط في الحاكم، المشكلة عامة بمعنى أنك لو أبعدت هذا الحاكم وأتيت بالمعارضة أو أتيت بطرف من حزب معين أو أتيت حتى أحيانا ببعض الإسلاميين لوجدت أن المشكلة نفسها تتكرر لأن المأساة، لأن الخلل، لأن التخلف في البنية العامة للإنسان العربي والمسلم ليس فقط على طرف معين، مع أن هذا طبعا لا يعفي أحدا من مسؤوليته، وأعتقد أن أعظم الناس جدارة بتحمل المسؤولية، أعظم الناس مسؤولية هم الحكام بالتبعة التي عليهم وكذلك العلماء، أن يبينوه للناس ولا يكتموه وأن يكونوا صرحاء فيما ائتمنهم الله تعالى عليه، ليس فقط باتجاه الحاكم، باتجاه الحاكم وباتجاه الناس لأن من الناس من قد يريد منك أن تنتقد الآخرين ولكن لا يريد أنت تنتقده هو.
عثمان عثمان: فضيلة الدكتور، يعني في ختام الحلقة هل هناك من نصائح محددة إلى الدعاة إلى الخطباء إلى الأئمة إلى الوعاظ والمرشدين؟
سلمان العودة: أعتقد أن لا شك الخطاب، خطاب الدعاة والعلماء والوعاظ والمرشدين يجب أن يُنتبه دائما إلى أنه ليس هو خطاب الله تعالى للعباد، يعني أنا كخطيب أو داعية لست معبرا عن الله ولا ناطقا باسم الدين وليس لي عصمة ولذلك ينبغي أن يكون لدينا تواضع، هذا التواضع يحمل الإنسان على أن يطلب التصحيح ويطلب المزيد، الله سبحانه وتعالى علم نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يقول، "وقل رب زدني علما"، يعني يطلب الإنسان المزيد ولا يعتبر أنه وصل إلى النهاية، إذا كانت الأوضاع التي نعيشها في عالمنا الإسلامي يعني لا مزيد عليها فلماذا نحن متخلفون إذا؟!

عثمان عثمان: إذاً بالحكمة والموعظة الحسنة. في ختام هذا اللقاء لا يسعني إلى أن أشكركم فضيلة الدكتور سلمان العودة المشرف على مؤسسة الإسلام اليوم، والداعية الإسلامي المعروف على هذه الإفاضة الطيبة. كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن المتابعة، لكم تحية من معد البرنامج معتز الخطيب ومن المخرج منصور طلافيح ومن سائر فريق العمل، وهذا عثمان عثمان يترككم في أمان الله، إلى اللقاء في الأسبوع القادم إن شاء الله، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق