﷽
الثورة العربية والنهضة التركية...
الطريق الثالث!
قال صلي الله عليه وسلم
(لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ)
في الحرب العالمية الأولى بين المحور الألماني النمساوي والمحور البريطاني الفرنسي وقعت الأمة في الفتنة الكبرى والانقسام العظيم بين العرب والترك بعد وحدة إسلامية وتلاحم إيماني تحت ظل الخلافة مدة ألف ومئتي عام حمى الله به الإسلام وأمته وشعوبه من الحملات الصليبية والغزوات المغولية والمؤامرات الباطنية لقرون...
ففي تلك الحرب العظمى اصطفت حكومة الاتحاد والترقي الطورانية القومية - بعد خلع السلطان عبد الحميد الثاني - مع الخندق الألماني النمساوي، واصطف الشريف حسين ومشيخات الخليج والقوميون العرب مع الخندق البريطاني الفرنسي الروسي لتدخل الأمة في فتنة كبرى أسقطت الخلافة العثمانية الإسلامية لتقع الأمة تحت الاحتلال الصليبي المباشر وتفقد سيادتها كاملة لأول مرة في تاريخها...
وبعد الحرب العالمية الثانية عاد الاصطفاف الثنائي مع أعداء الأمة من جديد في ظل الحرب الباردة بين المعسكرين الأمريكي الرأسمالي والسوفيتي الشيوعي فانقسمت الأمة بين هذين الخندقين لتبقى تدور في فلك النظام الدولي بقطبيه...
واليوم مع ما تواجهه الثورة العربية والنهضة التركية من حملة صليبية جديدة وأدواتها الوظيفية من الثورة المضادة العربية عادت القوى الاستعمارية أمريكا وروسيا لدفع الأمة لسياسة التخندق إما مع المشروع الأمريكي الصهيوني أوالمشروع الروسي الإيراني في ظل صفقة القرن والاتفاق النووي...
إن الثورة العربية والنهضة التركية أحوج ما تحتاجه اليوم لمواجهة هذا التداعي الأممي والباطني عليها هو مشروع الأمة الواحدة...
فأمام تركيا مع قيام الثورة العربية فرصة تاريخية للنهوض بمشروع الأمة وإخراج المنطقة من أزمة الاصفاف تحت ظل المشاريع الاستعمارية والباطنية...
فليس أمام تركيا وقوى الثورة العربية إلا هذا الطريق الثالث الذي تستعيد فيه الأمة إسلامها وهويتها وتاريخها العظيم فهذا هو الطريق الحقيقي لتحرير الأمة من الاحتلال والتبعية والهيمنة الأجنبية...
لقد آن الأوان لهذا الاصطفاف في خنادق الأعداء أن ينتهي لتشق الأمة بجناحيها العربي والتركي مع باقي شعوبها الإسلامية طريقها بنفسها لتصطف في خندق أهل الإسلام والإيمان والجهاد...
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ التوبة
سيف الهاجري
السبت 26 محرم 1440هـ
6 / 10 / 2018م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق