الأحد، 7 أكتوبر 2018

إنها الحرب.. !

إنها الحرب.. !

د.عبدالعزيز كامل
أ يًا كانت ملابسات ومُسببات ونتائج حادثة مقتل الكاتب الصحفي السعودي (جمال خاشقجي) داخل سفارة بلاده بتركيا..فإن ذلك الحدث المهول غير المعقول ؛ سيكون فاصلًا بين زمنين، وكاشفًا لما تبقى من أستار على جدار الأسرار الخفية لأسرة العهد الجديد بالسعودية.. و ستطلق هذه الكارثة على مايظهر؛ شرارة بدء لشرور كثيرة ؛ ستشتعل في ( أنظمة الشر ) على مستوى الطبقات الحاكمة الظالمة في المنطقة كلها..لا في مملكة " الإنسانية " لوحدها ..

خاشقجي لم يكن شخصًا عاديًا انقلب على المنقلبين في السعودية .. لأنه كان مستشارًا خاصًا لأخطر رجل في أخطر منصب فيها ، وهو تركي بن فيصل بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة سابقا، والذي تقَلَّد أيضا منصب السفير في أمريكا وبريطانيا...
أي أن مستشاره - خاشقجي - كان لديه جعبة من الأسرار تمكن بها من الفرار .. ولذلك فإن قتله كان فيما يبدو ؛ تورطًا اختياريًا ارتجاليًا؛ الغرض منه تفادي ورطات حتمية إجبارية ..فإذا به يفتح كل الملفات لمسلسل لن ينتهي قريبًا من الورطات الدبلوماسية والسياسية والاستراتيجية..التي قد تعجل بنهاية تلك الحقبة المظلمة من تاريخ الجزيرة المعاصر .. فما أسرعها من عقوبة.. جاء الإخبار عن أمثالها فيما رواه الحاكم مرفوعًا بسند صحيح : { بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا: البغي والعقوق } ..

دعوات المظلومين على البغاة الظالمين .. ينصرها الله ولو بعد حين.. و بكل يقين فهناك من بين ملايين المظلومين المقهورين بالجزيرة و غيرها مما حولها .. مئات وربما آلاف بل عشرات الآلاف من العباد المتقين والأولياء الصالحين ، الذين نوقن بأن ربهم كان لابد وأن يغضب لغضبهم، فيهين من أهانهم، ويمكُر بمن مَكَر بهم ، ويكيد لمن كاد لهم ، لأنه تعالى توعد من عادى - ولو واحدًا منهم - بالحرب .. التي لم يَذكُر وصفها ولا مكانها ولا زمانها ولا من سيقودها... فهي (حرب) ليست كأي حرب .. لأنها حرب الرب، الذي قال في الحديث القدسي : ( من عادى لي وليًا فقد آذنتُهُ بالحرْب) رواه البخاري (6502)..

نعم إنها الحرب..فكم عادى الظالمون مؤخرا ..هنا وهناك من موحدين صادقين.. وكم أهانوا كرامًا فضلاء ، من دعاة ومصلحين ومجاهدين وعلماء ، ولهذا فإني لا أرى سرعة عقوبة ظالميهم وإهانتهم وفضيحتهم إلا كرامة من كرامات الأولياء..
كل مانرجوه أن يحفظ الله المغلوبين على أمرهم من جموع الصالحين في بلاد الحرمين.. وأن يهيئ الأسباب لنجاتهم ويرد لهم كرامتهم .. ويحفظ أمن المسجدين ويهيئ لهما خدما مخلصين عقلاء أوفياء ... يعرفون من يوالون ومن يعادون..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق