الأربعاء، 31 أكتوبر 2018

للقصة بقية - خاشقجي وثمن الكلمة ���� ����

هل دفع جمال خاشقجي ثمن كلمته؟


الغريب أنه لا توجد معارضة حتى يمارس هذا القمع"؛ هذا ما قاله الصحفي السعودي جمال خاشقجي في حلقة سابقة من برنامج "للقصة بقية".
لم يكن خاشقجي معارضا بل كان ناصحا أمينا؛ فلماذا مورس عليه هذا القمع وبأبشع صورة، لكن الرجل أزعج القوم فأرادوا كتم صوته. ورغم الروايات السعودية المتعددة التي يُكشف من خلالها عن اعترافات بالقتل فإنها تظل منقوصة. لقد أرادوا كتم صوته لكنه كان مدويا وأيقظ الجميع؛ جمال قال كلمته ورحل.
حلقة (2018/10/29) من برنامج "للقصة بقية" ناقشت مشاريع الصحفي الراحل خاشقجي التي كان يعمل عليها قبل وفاته، ورصدت -عبر مقربين منه- همومه وتطلعاته، وفنّدت الأكاذيب بشأن عودته المحتملة إلى السعودية قبل مقتله.
ثقة بالقنصلية
قال الإعلامي والأكاديمي عزام التميمي إن جمال طمأن الجميع -عند إخباره لهم بعزمه على زيارة القنصلية السعودية بإسطنبول- بأن من فيها لا يمكنهم أن يقدموا على فعل شيء يؤذيه لأنهم لا يمتلكون القرار.
وأوضح التميمي أن جمال بعد عودته إليهم من زيارته الأولى للقنصلية أخبرهم بأن من فيها كانوا على قدر عالٍ من اللباقة في التعامل معه. وأكد أن ما يشاع عن عودته إلى السعودية كذب لأنه قد عزم -منذ مغادرته لها- على ألا يعود إليها.
وأما الأكاديمي وأستاذ الإعلام السياسي السعودي أحمد بن راشد فقال إن جمال كان دائما يكرر أن في عنقه بيعة، وأنه يحب الملك سلمان ويعتقد أن ولي العهد سيقود البلاد إلى مستقبل مزدهر.
وأضاف التميمي أن جمال نادى ببعض الإصلاحات التي لا تمس نظام الحكم السعودي، لكن المستبد يبحث عمن يصفق له ويرفض الناصح الأمين. أما جمال فكان يبحث عن المواطنة الصالحة بمفهومها العام وليس بمفهوم الطغاة.
وأكد أن صورة السعودية بعد مقتل خاشقجي اختلفت وتحولت إلى صورة سيئة للغاية وشديدة القتامة، وأنه لا يعتقد أن محمد بن سلمان سيلقى مستقبلا أي ترحيب في المجتمع الغربي، فكل ما بذله من حملات لتسويق نفسه فشلت بسبب قتل جمال. والحقيقة أن خاشقجي كان يؤثر في الغرب ببضع كلمات ولا يحتاج لتلك الأموال كي يؤثر فيهم.
شهيد الإصلاح
وأردف التميمي قائلا: "منذ اليوم الأول لمعرفتي بجمال وهو يحمل هم الأمة، ويبحث عن كيف يخدمها ويحسن صورتها أمام الغرب، وأغلب المشاريع التي اشتغلنا عليها معا كان هو الرجل المجهول فيها، ورغم ظهورنا فإنه كان صاحب الدور الأكبر فيها".
ويرى راشد أن جمال شهيد الربيع العربي لأنه كان يبحث عن مستقبل ووضع أفضل لكل الدول العربية، وهو آخر ضحايا الثورات المضادة. فقد كان يبحث عن الديمقراطية ولا علاقة له بالإخوان المسلمين، وقتله بهذا الشكل أحدث صدمة للجميع، ومن الصعب السكوت عما حدث له.
ويؤكد التميمي أن دم جمال قدم لنا وضعا مختلفا، ويجب علينا بذل الجهود للكشف عن هذه الجريمة، وكان هناك تخوف من أن يضيع دم جمال بين المصالح وأن تخضع تركيا لمصلحتها وتقبل بصفقة عابرة لإقفال الملف، لكنها لم تخذل دم جمال.
ويضيف راشد انه رغم قسوة اللحظة فإنه متفائل بأن السعودية ستتغير وبأن دم جمال لن يذهب هدرا، ورسالته ورؤيته المحبة للوطن يجب أن تكون على عاتقنا جميعا، والأمل قائم بأن يجري صانع القرار في السعودية التغيير الفعلي نحو الأفضل قبل فوات الأوان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق