خريف السقوط ...!
د.عبدالعزيز كامل
يبدو أن خريف هذا العام ..تتهيأ فيه الأجواء لشتاء ساخن بالأحداث الكبار؛ التي ستجعل بدايات العشرينيات من هذا القرن الميلادي أشبه في تغيراتها الجذرية بالتسعينات أو منتصف الأربعينات في القرن الذي قبله ، فالتشريعيون الأمريكيون الساخطون على (مجنون واشنطن) يتهياون " لإسقاطه" أرضا، متهمين إياه بفضائح انتخابية وقانونية وأخلاقية كما هو معروف، وهو ما يدفعه لمحاولة الالتفاف عليهم لإيجاد مخرج من هذا الموقف المحرج، الذي لا يهدد بسقوطه فقط، بل " بسقوط " حزبه في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، التي ستحدد أو تهدد مصيره ، أو بالأحرى مصير الحكم في أمريكا لسنوات عديدة مقبلة .
.. ترامب المُهدَد بالسقوط يستعد قريبًا لفرض حظر تصدير النفط على إيران، والتي سترد - كما هددت مرارا- بإغلاق مضيق هرمز الذي تمر من خلاله نصف صادرات منظمة (اوبك) [ 18 مليون برميل نفط يوميا].. وقد استبق ترامب المتحفزين لإسقاطه فتحدث علنًا عن استقالة أو إقالة وزير دفاعه ( جيمس ماتيس ) مفضلًا التعجيل بإسقاطه لرفضه الدخول في حرب خاطفة تمهيدية لإسقاط حكم الآيات الشيطانية في طهران ، لإلحاقهم بالهنود الحمر بعد تجاوزهم الخطوط الحمر ، فالحرب قد تكون وسيلة ترامب الوحيدة للهرب من كثير من المعضلات والمشكلات ، مع رغبته الانتهازية الواضحة في تهييج الثارات الفارسية الرافضية على بلدان الجوار السنية، من خلال (عاصفة حزم ) ترامبية، بغرض فرض المزيد من ابتزاز ما تبقى من خيرات ماكان يسمى ب (مجلس " التعاون " الخليجي) الآيل هو الآخر "للسقوط" الآن ، بعد فضيحة قتل خاشقجي، وخروج الكويت من (التحالف الرباعي) بدخولها مع تركيا في تحالف دفاعي ..
والغالب أن من أوائل الساقطين في مسلسل خريف السقوط لهذا العام هو "البطل الهمام" (ولى العهد ) الذي خان عهده قبل أن يقسِم عليه، وقضى بنفسه على نفسه ، مقصرًا بقِصَر نظره عمره الملكي ، ومنهيًا إياه بما اقترفت يداه من بشاعة وشناعة " ، ستُضفى - حال ثبوتها - أجواء خريفية خرافية .. على وقع سقوطٍ سريع مُريع .. فرديٍ وجماعيٍ ، لحقبة (الدولة السليمانية)..!.
وهذا السقوط الواقع الآن أخلاقيا وسياسيا.. قد يتحول إلى سقوط اقتصادي يؤثر على الاقتصاد العالمي برمته..
وهذا السقوط الواقع الآن أخلاقيا وسياسيا.. قد يتحول إلى سقوط اقتصادي يؤثر على الاقتصاد العالمي برمته..
ومن المُهدَدين "بالإسقاط" في خريف السقوط أيضا.. أعفن الجِيف البشرية الحية ، بدولة الخرافة التلمودية، حيث يواجه (النتن) - عاهل مملكة اليهود - سلسلة من التهم الحقيقية، التي تثبت تربحه الخاص من أموال السُّحت العام ، حيث تتهمه الشرطة الإسرائيلية بتهمتي تلقي الرشوة وخيانة الأمانة ، وقد سبقته بالفعل إلى للمحاكمة الرسمية منذ أيام ..زوجته التي وقفت لتحاكم بذات التهمتين : خيانة الأمانة والاحتيال.. فأي الأحوال أولى بالعجب ..أحوال صهاينة العجم أم صهاينة العرب..؟
من المتوقع أن تتوالى مسلسلات سقوط أخرى.. باستمرار سقوط أوراق التوت من سوءات شخصيات؛ ظنت أن إمهال الله لها هو رضًا بأفعالها.. وسوف يسقط بسقوطهم أقوام استندوا إلى الجدار المنهار..وفيهم - وبكل تأكيد - أصناف من عبيد السلاطين، الذين اشتروا الدنيا بالدين، فخسروا الداريْن ، غير دارِين ولا منتبهين لسنن الله في الإملاء والإمهال الذي يعقبه أخذ الكبير المتعال الذي قال : ( وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ) (الحج/18)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق