حوار الملفات الساخنة
بن سلمان يعلق على اختفاء جمال خاشقجي ويدافع عن تصريحات ترمب المثيرة ضد الملك! ويحدد موعد طرح أرامكو
عربي بوست، ترجمة
علق ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الخميس 5 أكتوبر/تشرين الأول 2018، على عدد من القضايا الهامة، من بينها اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، واعتقال الدعاة، وتصريحات الرئيس الأميركي الأخيرة حول الملك سلمان، كما حدد موعد طرح عملاق النفط السعودي «أرامكو».
وعن اختفاء خاشقجي، قال بن سلمان إنه مستعد للسماح لتركيا بتفتيش قنصلية المملكة في إسطنبول، بحثاً عن صحافي سعودي ينتقد حكمه، فُقد بعد دخوله المبنى.
وأضاف في مقابلة أجرتها معه وكالة بلومبيرغ الأميركية قبل يومين، في قصر ملكي بالرياض: «المبنى أرض ذات سيادة، لكننا سنسمح لهم بالدخول والبحث والتفتيش على ما يريدون». «ليس لدينا ما نخفيه»
ومنذ الثلاثاء 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، اختفى الإعلامي السعودي جمال خاشقجي بعد دخول مقر قنصلية بلاده في تركيا، وتتهم خطيبته التركية، خديجة جنجيز، السلطات السعودية بخطفه وإخفائه.
وعندما سأله مراسل بلومبيرغ: ما هي قصة جمال خاشقجي؟
رد محمد بن سلمان: نسمع عن إشاعات حول ما حدث. هو مواطن سعودي ونحن حريصون جدًّا على معرفة ما حدث له. وسوف نستمر في محادثتنا مع الحكومة التركية لمعرفة ما حدث لجمال هناك.
بلومبيرغ: لقد دخل القنصلية السعودية.
محمد بن سلمان: ما أعرفه هو أنه دخل وخرج بعد دقائق قليلة أو ربما ساعة. أنا لست متأكدًا. نحن نحقق في هذا الأمر من خلال وزارة الخارجية لمعرفة ما حدث بالضبط في ذلك الوقت.
بلومبيرغ: إذنْ هو ليس بداخل القنصلية؟
محمد بن سلمان: نعم، ليس بالداخل.
بلومبيرغ: المسؤولون الأتراك قالوا: إنه لا يزال في الداخل.
محمد بن سلمان: نحن مستعدون للترحيب بالحكومة التركية في حال كانوا راغبين في البحث عنه في المبنى الخاص بنا. المبنى يعد منطقة سيادية، لكننا سنسمح لهم بالدخول والبحث والقيام بكل ما يريدونه. في حال طلبوا ذلك، فسنسمح لهم قطعًا بالقيام به. فليس لدينا ما نخفيه.
بلومبيرغ: هل سيواجه أي تهم في السعودية؟
محمد بن سلمان: فالحقيقة نريد أن نعلم أولًا أين جمال.
بلومبيرغ: إذنْ قد يكون يواجه تهم ضده في السعودية؟
محمد بن سلمان: لو كان في السعودية كنت سأعلم بذلك.
بلومبيرغ: إذا فهو ليس الشخص الذي ذكرته وكالة الأنباء السعودية (في خبر عن استلام المملكة شخص عن طريق الانتربول الدولي)؟
محمد بن سلمان: قطعًا ليس هو.
يدافع عن ترمب
وفي أول تصريح رسمي عن التصريحات المثيرة التي قالها الرئيس الأميركي حول دفع السعودية أمولاً مقابل الحماية، أشاد بن سلمان بعلاقته بالرئيس الأميركي، قائلاً: «أحب العمل معه. تعرفون، يجب أن تتقبلوا أن أي صديق سيقول أموراً جيدة وأخرى سيئة».
وأضاف ولي العهد السعودي: «نعتقد أن كل الأسلحة التي نحصل عليها من الولايات المتحدة الأميركية يتم دفع ثمنها، ليست أسلحة بالمجان. ومن ثم فمنذ أن بدأت العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة الأميركية، اشترينا كل شيء بالمال».
يدافع عن سياسته
وعن محاولته القضاء على المعارضة، دافع بن سلمان عن الأعمال التي شوهت سمعته في الخارج كرجل يحاول إصلاح واحدة من آخر الملكيات المطلقة المتبقية في العالم.
وقال إن اعتقال علماء الدين والنشطاء وبعض رجال الأعمال خلال العام الماضي (2017)، كان ثمناً صغيراً لدفع ثمن القضاء على التطرف بشكل سلمي، في أكبر بلد مصدّر للنفط بالعالم.
وقال الأمير إن السلطات احتجزت نحو 1500 شخص على مدار السنوات الثلاث الماضية، لأسباب تتعلق بالأمن القومي وليس كجزء من حملة قمع المعارضة.
وقال بن سلمان عندما سئل عن انتقاد الاعتقالات، «لم أدع نفسي مصلحاً للمملكة العربية السعودية»، «أنا ولي عهد المملكة العربية السعودية، وأنا أحاول أن أفعل أفضل ما يمكنني القيام به من خلال موقفي».
وقال: «لا يهمني كيف ينظر العالم إليّ بقدر ما يهمني ما هو في مصلحة البلد والشعب السعودي.
«مهما كان ما يخدم الشعب السعودي والمملكة العربية السعودية كدولة، فسأفعله بكل قوة».
وقال الأمير إن الحركات من أجل التغيير في جميع أنحاء العالم قد جاءت «بسعر». وأضاف أن إنهاء العبودية في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، كان ممكناً فقط بعد الحرب الأهلية.
وقال: «نحن هنا نحاول التخلص من التطرف والإرهاب دون حرب أهلية، دون إيقاف البلاد من النمو». «إذا كان هناك سعر صغير في هذا المجال، فإنه أفضل من دفع دَين كبير للقيام بهذه الخطوة».
واتهم الأمير بعض من تم القبض عليهم، بتقديم معلومات لوكالات المخابرات ذات صلة بالخصوم الإقليميين؛ قطر وإيران، وقال إن الحكومة لديها أدلة، وضمن ذلك أشرطة الفيديو والمكالمات المسجلة. كما رفض مزاعم بأن الاعتقالات خلقت جواً من الخوف في الداخل، قائلاً إن أفعاله تحظى بتأييد كاسح بين السعوديين.
أرامكو في 2021
وحول إدارج عملاق النفط السعودي أرامكو قال ابن سلمان إنّ هذا الأمر سيحصل، «أعتقد في نهاية 2020 أو مطلع 2021».
وكان الموعد الأوّل لإدخال نسبة صغيرة من «أرامكو» في السوق المالية حُدِّد عام 2018 قبل أن يُرجأ.
وقال ولي العهد السعودي إنّ طرح 5% من أسهم هذه الشركة الوطنية هو «100%» لصالح المملكة العربية السعودية.
وأضاف الأمير محمد حسب المقابلة التي أُجريت معه مساء الأربعاء 3 أكتوبر/تشرين الثاني 2018، في الرياض، إنّ هذا الموعد يعود إلى فكرة أنه يجب على «أرامكو»، قبل أن تُطرح في السوق المالية، أن تستحوذ على 70% من الحصة التي يمتلكها الصندوق السيادي السعودي في شركة سابك للبتروكيماويات.
ويتوقع الأمير السعودي أن تبلغ عائدات طرح 5% من أسهم «أرامكو» في السوق المالية نحو 100 مليار دولار، مقدِّراً قيمة الشركة بنحو 2000 مليار دولار، الأمر الذي يشكك فيه عدد من الخبراء.
وأضاف أن «المستثمرين سيقررون السعر في ذلك النهار (الدخول في السوق المالية)، إلا أنني أعتقد أن القيمة ستكون أكثر من 2000 مليار دولار» بعد إدخال «سابك».
وأكد أن طرح الأسهم بالسوق المالية في موعد متأخر عمّا كان مقرراً قبلاً، «لن يلقي أبداً بالظلال على خطط رؤية 2030» التي هي برنامجه للإصلاحات، معتبراً أن بيع «سابك» سيؤمِّن السيولة الكافية للصندوق السيادي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق