الجمعة، 12 أكتوبر 2018

ترامب والملك الولد: عهد محمد بن سلمان انتهى قبل أن يبدأ

ترامب والملك الولد: 
عهد محمد بن سلمان انتهى قبل أن يبدأ

 تطرح قضية جمال خاشقجي السؤال التالي:إذا تصرف ولي العهد السعودي بهذا الشكل بعد 16 شهراً فقط من دوره ، فماذا سيحدث عندما يصعد إلى العرش؟



سؤال تلح قضية جمال خاشقجي في طرحه: إذا كان ولي العهد السعودي يتصرف هكذا فقط بعد ستة عشر شهرا من استلامه ولاية العهد، فما الذي سيحدث عندما يرتقي إلى العرش؟

ماذا كان آخر ما دار بخلد جمال خاشقجي عندما كان يُجر خارج مكتب القنصل العام السعودي في إسطنبول من قبل رجلين وأدرك أنه سار بقدميه إلى داخل مصيدة؟

لم يكن خاشقجي حديث عهد بهذه الأجواء، فقد كان يعلم كيف تعمل القنصليات والسفارات، فهو نفسه عمل مع اثنتين منهما: في واشنطن وفي لندن. لقد عرف الوحش، وعرف كيف يفكر وكيف يتصرف وكان يعرف رائحته جيدا.

وظن أنه كان على علم بالقواعد، فقد عمل لدى تركي الفيصل، والذي كان ذات يوم رئيسا للمخابرات السعودية.

كانت قواعد اللعبة غاية في القسوة، ولكنها كانت منطقية. كانت هناك خطوط حمراء واضحة إذا ما خبرتها فإنك ستكون في وضع يمكنك من تقدير المخاطر التي تجازف باتخاذها.

الثواني الأخيرة
كان خاشقجي قد اشترى لتوه شقة في إسطنبول، وكان على وشك عقد قرانه في اليوم التالي، وكان هو وخطيبته ينتظران وصول الأثاث.

لربما ظن أن أسوأ ما كان يمكن أن يقع له هو أن يستجوبوه أو يعتقلوه. ولكن هل كان يجازف بتعريض نفسه للخطف، ناهيك عن أن يعرضها للموت، وكل ذلك مقابل ورقة تسمح له بالزواج من جديد في تركيا؟

أخبر أصدقاءه بأنه غادر المملكة لأنه لم يعد يحتمل فكرة أن يتعرض للسجن، وهذا بالضبط ما أشعره بواجبه الأخلاقي في أن يصدع بالحقيقة. فإذا كان هو يتمتع بالحرية بينما الآلاف من أقرانه يقبعون في السجون، فقد كان من واجبه أن يتكلم.

لابد أن خاشقجي أدرك في الثواني الأخيرة من حياته أنه لم يبق من هذه القواعد شيء قيد التطبيق بعد الآن.

إذا كان موت خاشقجي ضرب من الجنون فلابد أن رجلا مجنونا تماما هو الذي أمر بقتله. إنه رجل لا يحكم سلوكه شيء من المنطق، ولا يخضع لشيء من القواعد أو القيود. إنه رجل يتصرف دون خوف من مساءلة أو محاسبة، إنه رجل لا يأمن أحد على نفسه منه.

الوصول إلى بر فرجينيا

لقد غير الإعصار المدمر الذي أثاره مقتل خاشقجي خط سيره خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية. فلم يعد يحوم فوق مضيق البوسفور في تركيا ولم يعد مجرد شجار لفظي بين بلدين هناك في أقصى الأرض في الشرق الأوسط (المملكة العربية السعودية وتركيا)، كلاهما بلا سجل ناصع البياض من حيث أسلوب معاملة الصحفيين.

مع انسياب المعلومات قطرة قطرة طوال الليل حول الطريقة التي تم فيها القتل – بما في ذلك هوية ركاب الطائرتين الخاصتين، ومنشار الحديد الذي استخدم لتقطيع أوصال جسد خاشقجي، وما نشرته أنا من معلومات حصرية حول طريقة جره خارج مكتب القنصل العام، والآن التسجيلات الصوتية والمرئية المرعبة لعملية استجواب ثم تعذيب ثم قتل خاشقجي، والتي أطلع الأتراك حلفاءهم الغربيين عليها – تطور الأمر إلى أزمة ضخمة تلقي بثقلها على كاهل البيت الأبيض والولايات المتحدة.

بدأت أبعاد هذه الأزمة للتو تلوح في الأفق. إن ما حصل عمل همجي ربما لم يخطر ببال تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أن تقدم عليه. لقد تم اصطياد ضحية بريئة تماما، ضحية لها مقام مشهود.

لكن الجريمة لم تقترفها أيادي مهووسين باسم الدين، وإنما أمر بارتكابها أهم حليف عربي لأمريكا في الشرق الأوسط، داخل واحد من مقراته الدبلوماسية وباستخدام موارد الدولة.

ما فتئت الرياض تنفي مسؤوليتها عن جريمة القتل. وظل المسؤولون السعوديون ينفون بشدة أي دور لهم في اختفاء خاشقجي مصرين على أنه غادر القنصلية في إسطنبول بعد وقت قصير من وصوله إليها.

ولكنهم لم يتمكنوا من تقديم دليل يثبت ما زعموا، وقالوا إن كاميرات الفيديو داخل القنصلية لم تكن تسجل في تلك الأثناء.

وصل إعصار جمال بر فرجينيا، وهو الآن في طريقه إلى البيت الأبيض. صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الليلة الماضية قائلا: "وقع هذا الشيء في تركيا وخاشقجي ليس مواطنا أمريكيا."

ولكن خاشقجي لم يعد حينها مجرد معارض سعودي، وواحدا من عديدين، بل كان قد أصبح مقيما في فرجينيا.

بدأت العاصفة تمزق كل ما يعترضها من مسلمات على طول بنسلفينيا أفنيو (الشارع الذي يوجد فيه البيت الأبيض)، بما في ذلك القول بأن ولي العهد محمد بن سلمان – والذي كان من بين حرسه الخاص بعض عناصر فرقة الاغتيال المكونة من خمسة عشر عنصرا – كان "رجلنا"، ومنها القول "لقد أوصلنا رجلنا إلى الذروة".

حيث كان ذلك ما قاله ترامب لأصدقائه بحسب ما ورد في الكتاب الذي ألفه وولف وصدر في وقت مبكر من هذا العام بعنوان "النار والغضب". 

كما تبددت أيضا تلك الرومانسية الأخوية التي بدأها جاريد كوشنر، صهر ترامب ومساعده في البيت الأبيض، مع محمد بن سلمان، والتي تمخضت عن لقاءات بينهما كانت تستمر حتى الرابعة فجرا، تبادلا فيها الحكايات، ورسما فيها الاستراتيجيات (وكان محمد بن سلمان قد أخبر بعض ندمائه أن كوشنر ناقش معه أسماء السعوديين الذين لا يدينون بالولاء لولي العهد، رغم أن ناطقا باسم كوشنر نفى أن يكون قد صدر عنه شيء من ذلك).

لقد بات الدعم المطلق الذي منحه ترامب لولي العهد منذ اليوم الذي نُصب فيه رئيسا مصدر حرج وإزعاج، وكذلك تلك المقالات والتقارير التي انهمرت دونما خجل أو وجل في وسائل الإعلام الأمريكية تصف ولي العهد بأنه الإصلاحي الشاب.

كل ذلك عصفت به الرياح في ليلة واحدة، فلم تبق منه ولم تذر، مخلفة حطاما في كل مكان. تكاد وسائل الإعلام الأمريكية تشتغل غضبا.

جاء في تغريدة لمحررة مقالات خاشقجي في الواشنطن بوست كارين عطية: "يكفي الغرب تزلفا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان. إنه ليس إصلاحيا، بل هو ولد مجنون غدا ملكا يتحكم بمقاليد الأمور في البلاد بينما هو أشبه بشخص يقود السيارة في حالة سكر شديد، بيده السلطة وأموال النفط. وبسببه يفقد الناس حياتهم."

طاعون في الرياض؟


بدأ العظماء والنبلاء ينسحبون من مبادرة الاستثمار من أجل المستقبل، وهي عبارة عن مؤتمر استثماري كان من المقرر أن ينعقد في الرياض أواخر هذا الشهر.

بل جاء انسحابهم سريعا الواحد تلو الآخر كما لو أن طاعونا قد تفشى في الرياض. وكان من بين المنسحبين ريتشارد برانسون، وصحيفة نيويورك تايمز، ومحطة سي إن إن، والمدير التنفيذي في شركة أوبر للتقنيات دارا خوسروشاهي وكذلك بوب باكيش من مؤسسة فياكوم.

بل وحتى صحيفة الفاينانشال تايمز قررت الانسحاب.

وتهب الرياح كذلك على كابيتول هيل، مقر الكونغرس في واشنطن. ويجري الآن الإعداد لتحرك مشترك بين أعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلس الشيوخ لفرض عقوبات على محمد بن سلمان بموجب قانون ماغنيتسكي (وهو التشريع الذي استخدم ضد المواطنين الروس المتورطين في جرائم خطيرة).

ويدفع السيناتور الجمهوري بول راند باتجاه تقليص التمويل والتدريب وغير ذلك من التنسيق الذي يجري مع الجيش السعودي "إلى أن يعاد خاشقجي حيا يرزق".

وفي تصريح لمحطة سي إن إن قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام: "لا تحتاج لأن تكون شيرلوك هولمز حتى تقلق هنا.

إذا ما ثبت أن الحكومة السعودية هي من قام بذلك، وإذا كان ولي العهد مشاركا في ذلك بأي شكل من الأشكال، فسوف يدمر ذلك قدرته على قيادة هذا البلد على المسرح الدولي."

كما بدأت تتفكك تلك الشبكة المعقدة من جماعات الضغط الموالية للسعودية والإمارات في العاصمة الأمريكية، وهي شبكة تم إنشاؤها خصيصا لتنظيم وإدارة دخول محمد بن سلمان إلى المسرح الدولي.

خذ على سبيل المثال "ذي هاربر غروب"، وهي شركة تتخذ من واشنطن مقرا لها وظلت منذ شهر إبريل / نيسان 2017 تقدم النصح والرأي للملكة العربية السعودية.

أعلنت الشركة يوم الخميس أنها أنهت تعاقدا لها مع المملكة بقيمة ثمانين ألف دولار. فقد صرح مديرها التنفيذي ريتشارد مينتز قائلا "لقد أنهينا العلاقة معهم."

ومن المعروف أن مينتز وثيق الصلة بسفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، والذي طالما تصرف كما لو كان متعهد حفلات محمد بن سلمان في واشنطن.

حكاية تورية ملائمة


بالعودة إلى تركيا، كان الرئيس رجب طيب أردوغان يستعد لاستقبال وفد عال المستوى يترأسه الأمير خالد الفيصل، أمير مكة والمستشار الخاص للملك.

ولا يفوت الفطين ملاحظة أنه أيضا الشقيق الأكبر للأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للمخابرات السعودية والسفير السابق للمملكة في كل من واشنطن ولندن، والذي كان جمال خاشقجي يعمل موظفا لديه.

تجري حاليا عملية تستهدف عزل الملك سلمان عن أي صلة بهذه الأحداث، وما التحقيق المشترك بين تركيا والحكومة التي ارتكبت هذه الجريمة الفظيعة إلا حكاية تورية ملائمة.

من خلال إطلاع حلفائها الغربيين الليلة الماضية على ما لديها من تسجيلات صوتية ومرئية للحظات المأساوية الأخيرة في حياة جمال خاشقجي تكون تركيا قد ضمنت نتيجة التحقيق قبل حتى أن يبدأ.

والسؤال الوحيد الذي يهيمن على عقول السعوديين الآن هو كيف يمكنهم عزل الملك الولد عن التداعيات المحتملة لما جرى.

ترامب هو الرجل الذي أوجد محمد بن سلمان وروج له ووجه السياسة الخارجية للولايات المتحدة بأسرها وبكامل ثقلها لصالحه وحمل المؤسسات العسكرية والأمنية على وضع ثقتها فيه.

وترامب هو الذي سمح لولي العهد بأن يتصرف كما لو كان محصنا من كل محاسبة أو مساءلة.

لابد أن سؤالا واحد يهيمن على تفكيره الآن، وهو: إذا كان محمد بن سلمان قادرا على أن يأمر بارتكاب مثل هذا العمل الفظيع وهي في سن الثالثة والثلاثين وفقط بعد ستة عشر شهرا من تنصيبه وليا للعهد، إذن ما هو الفعل الأرعن والجنوني الذي سيكون قادرا على الإتيان به عندما يصبح ملكا للبلاد التي يعود الفضل في قوتها ونفوذها في الخليج بل وفي المنطق بشكل عام إلى الجيش الأمريكي؟

لابد من تحقق ثلاثة أشياء حتى يصبح ولي العهد السعودي ملكا. أما الأول والأهم فهو موافقة البيت الأبيض عليه.

وأما الثاني فهو دعم العائلة المالكة له. ويأتي في المرتبة الثالثة وبدرجة أقل أهمية الرأي العام. أهم هذه الأشياء على الإطلاق هو موافقة البيت الأبيض. هذا هو الأمر الواقع.

ولكن ترامب لن يتدخل في مجريات العملية محليا فيما لو سحب موافقته على أن يصبح ولي العهد ملكا.

لم يعد أمام ترامب بعد الكشف عن محتويات التسجيلات الصوتية والمرئية سوى إجراء واحد ووحيد. لا يمكنه بعد الآن السماح لابن سلمان بأن يصعد إلى العرش.

هذا أقل ما يستحقه جمال خاشقجي والأعداد التي لا تحصى من الناس الذين قتلوا أو عذبوا أو سجنوا على أيدي زبانية النظام السعودي. 

المصدر  Middle East Eye 
ترجمة عربي 21

-------------------------------------------------------------------

ترجمة موقع Middle East Eye 

ما هي أفكار جمال خاشقجي الأخيرة ، حيث كان يجري سحبه من مكتب القنصلية العامة السعودية في اسطنبول من قبل رجلين وأدرك أنه كان يسير مباشرة في فخ؟
لم يكن خاشقجي وافد جديد. كان يعرف كيف عمل القناصل والسفارات السعودية. هو نفسه كان يعمل في اثنين منهم: واشنطن ولندن. كان يعرف الوحش ، الطريقة التي فكرت بها ، الطريقة التي تصرف بها ، الطريقة التي تفوح بها.
واعتقد أيضا أنه يعرف القواعد. كان قد عمل لدى تركي بن ​​فيصل ، رئيس المخابرات السعودية السابق. كانت قواعد اللعبة وحشية ، لكنها كانت عقلانية. كانت هناك خطوط حمراء واضحة. إذا كنت تعرف عنها ، يمكنك حساب المخاطر التي كنت تأخذها.
الثواني الاخيرة
كان خاشقجي قد اشترى للتو شقة في اسطنبول. كان سيتزوج في اليوم التالي. كان الزوجان لا يزالان ينتظران وصول الأثاث. ربما كان يعتقد أن أسوأ ما يفعلونه هو سؤاله أو احتجازه. ولكن هل كان يخاطر بالخطف ، ناهيك عن حياته ، بقطعة من الورق تسمح له بالزواج مرة أخرى في تركيا؟ 
أخبر أصدقاءه أنه غادر المملكة لأنه لا يستطيع تحمل احتمال السجن. هذا هو السبب في أنه شعر بواجب أخلاقي للتحدث.لو كان حراً ، وآلاف من أمثاله قبعوا في السجن ، فكان واجبه أن يتكلم.
إذا كان موت خاشقجي كان عملاً جنونًا ، فيجب على المجرم أن يأمر به. رجل لا توجد له عقلانية ، ولا قواعد ، ولا ضبط ، ورجل يمكنه التصرف مع الإفلات التام من العقاب ، والذي لم يكن أحد فيه آمنًا
في الثواني الأخيرة من حياته ، يجب أن يكون خاشقجي قد أدرك أن أيا من هذا لم يطبق بعد الآن. 
إذا كان موت خاشقجي كان عملاً جنونًا ، فيجب على المجرم أن يأمر به. رجل لم يكن هناك عقلانية ، لا قواعد ، لا ضبط النفس. رجل يمكنه التصرف مع الإفلات التام من العقاب ، والذي لم يكن أحد آمنًا له.

هبوط في ولاية فرجينيا

لقد غير إعصار الفئة 4 الذي تسبب في مقتل خاشقجي العنان للاتجاه في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة. لم تعد تحوم فوق مضيق البوسفور في تركيا ولم تعد مجرد خلاف بين بلدين في الشرق الأوسط (المملكة العربية السعودية وتركيا) ، وكل منهما له سجل أقل من الناقد في كيفية تعامله مع الصحفيين. 
ومع ظهور التفاصيل التفصيلية الليلية عن القتل -  هوية الركاب على الطائرات الخاصة ، ورؤية العظم المستخدمة لتفريق جثة خاشوغجي ، الخبر  الذي كسرته  أنه تم جره من مكتب القنصل العام ، والآن  تسجيل صوتي ومرئي مرعب لاستجواب خاشقجي والتعذيب والموت ، شاركه الأتراك مع الحلفاء الغربيين - لذا فقد أصبح هذا أزمة كبيرة للبيت الأبيض وللولايات المتحدة.
الرجل الذي خلق بن سلمان ، روج له وأعاد توجيه كامل السياسة الخارجية الأميركية ، والمؤسسات العسكرية والأمنية لوضع ثقتهم على كتفيه ، هو ترامب. ومن ترامب الذي سمح لولي العهد بالتصرف مع الإفلات التام من العقاب.
أبعاد هذه الأزمة هي مجرد فجر. هذا عمل بربري كانت جماعة الدولة الإسلامية (داعش) فخورة به. كان ضحية بريئة وشخصية بارزة محاصرة وضرب وتعذيب وتضحية كحيوان. لكن هذا لم يرتكبه المتعصبون الدينيون. وقد أمر به وحليفته الحليف العربي الرئيسي لأمريكا في الشرق الأوسط في مبانيه الدبلوماسية ، باستخدام موارد الدولة. 
تواصل الرياض إنكار المسؤولية عن القتل. وأنكر المسؤولون السعوديون بشدة أي تورط في اختفائه وقالوا إنه غادر القنصلية في اسطنبول بعد وصوله بقليل. ومع ذلك ، لم يقدموا أي دليل يؤكد ادعاءهم ويقولون إن كاميرات الفيديو في القنصلية لم تكن تسجل في ذلك الوقت.
وقد وصل الإعصار جمال إلى ولاية فرجينيا وهو الآن في طريقه إلى البيت الأبيض. "حدث هذا الشيء في تركيا وخاشقجي ليس حتى من مواطني الولايات المتحدة،" الرئيس الامريكي دونالد ترامب ادعى عبثا الليلة الماضية. لكن بحلول ذلك الوقت ، لم يعد خاشقجي مجرد معارض سعودي ، واحد من العديد. أصبح "مقيم في فرجينيا" .
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حليف وثيق لولي العهد محمد بن سلمان (أ ف ب)
وبدأت العاصفة تشتت اليقين ، على طول طريق بنسلفانيا: إن ولي العهد محمد بن سلمان ، الذي كان حارسه الشخصي الذي رسمه بعض القتلة الـ15 ، هو "رجلنا". "لقد وضعنا رجلنا في القمة!" أخبر  ترامب  أصدقاءه ، كما ذكر مايكل وولف في كتابه  Fire and Fury في وقت سابق من هذا العام.
ذهب أيضا بروم جارد كوشنير ، صهر ترامب ومساعدة البيت الأبيض ، بدأ مع بن سلمان ، الاجتماعات التي استمرت حتى الساعة الرابعة صباحاً ، تبادل القصص ، استراتيجيات التخطيط ( أخبرت إم بي إس  المقربين  بأن كوشنر قد ناقش أسماء السعوديين غير الولاءين إلى ولي العهد ، على الرغم من أن المتحدث باسم كوشنر نفى القيام بذلك). 
إن الدعم المتواصل والثابت في وجه ترامب الذي منحه ولي العهد منذ أن تم تنصيبه أصبح الآن مصدر إحراج ، بالإضافة إلى الشكاوى التي لا تتوقف  وقحظة  التي حصل عليها ولي العهد السعودي في الإعلام الأمريكي كمصلح شاب .
كل هذا تم تفجيره في ليلة واحدة والحطام في كل مكان. وسائل الإعلام الأمريكية غاضبة . كارين عطية ، محرر "خاشقجي" في صحيفة "واشنطن بوست" ، قال: "كَانَ كَانَ كَانَ كَثِيرًا مِنَ الْغَرْبِ عَلَى وَجْهِ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان"

ماذا كانت أفكار جمال خاشقجي الأخيرة عندما سحبه رجلان  من مكتب القنصل العام في اسطنبول وأدركوا أنه وقع في فخ؟
لم يكن خاشقجي ساذجًا. كان يعرف عمل القنصليات والسفارات السعودية. هو نفسه كان يعمل في اثنين منهم: واشنطن ولندن. كان يعرف الوحش وطريقته في التفكير والتصرف والشعور.
كما عرف القواعد. كان قد عمل لدى تركي بن ​​فيصل ، الرئيس السابق للمخابرات السعودية. كانت قواعد اللعبة وحشية ، لكنها عقلانية. كانت هناك حدود واضحة للغاية. إذا كنت تعرفهم ، يمكنك حساب المخاطر التي كنت تأخذها.

اللحظات الأخيرة

كان جمال خاشقجي قد اشترى للتو شقة في اسطنبول. كان يتزوج في اليوم التالي. كان الزوجان لا يزالان ينتظران أثاثه. يجب أن يكون قد قال لنفسه إن أسوأ ما يمكن أن يفعلوه به هو استجوابه أو منعه. لكن هل خاطر باختطاف ، ناهيك عن حياته ، بقطعة من الورق تسمح له بالزواج مرة أخرى في تركيا؟ 
وقال لأصدقائه أنه غادر المملكة لأنه لا يستطيع تحمل احتمال الذهاب إلى السجن. لهذا السبب شعر أن التعبير عن نفسه هو واجب أخلاقي. لو كان حراً ، عندما كان الآلاف مثله يموتون في السجن ، كان من واجبه الكلام.
إذا كان موت خاشقجي عملاً مجنونًا ، يجب أن يكون الشخص الذي أمر به جنونًا تمامًا. رجل لا يوجد له فكر عقلاني ، ولا قاعدة ، ولا حدود ، ورجل استطاع التصرف مع الإفلات التام من العقاب ، والذي لا أحد لديه مناعة
في لحظاته الأخيرة ، يجب أن يكون خاشقجي قد أدرك أن أيا من هذا لا ينطبق. 
إذا كان موت خاشقجي عملاً مجنونًا ، يجب أن يكون الشخص الذي أمر به جنونًا تمامًا. رجل لا يوجد له فكر عقلاني ، ولا قاعدة ، ولا حدود ، ورجل استطاع التصرف مع الإفلات التام من العقاب ، والذي لا أحد فيه آمن.

الوصول في ولاية فرجينيا

لقد غير إعصار الفئة الرابعة الذي تسبب في اغتيال خاشقجي الاتجاه في الساعات الثماني والأربعين الماضية. انه لم يعد شقة على مضيق البوسفور ولم يعد الصراع بين البلدين البعيد الشرق الأوسط (المملكة العربية السعودية وتركيا)، ولكل منها تهمة السلبي على علاج الصحفيين. 
في حين أن المعلومات التي يكشف عنها في وقوعه والتقنين حول اغتيال -  هوية الركاب، وطائرات خاصة،  العظام رأيت المستخدمة لتقطيع أوصال جسد خاشقجي المعلومات I كشف أنه تم سحب من مكتب القنصل العام والآن والبشعة على شريط فيديو الاستجواب والتعذيب والموت من خاشقجي - والمشتركة من قبل الأتراك مع حلفائها الغربيين، وقد حولتها الى أزمة كبيرة للوصول الى البيت بلانش وأمريكا.
الرجل الذي خلق محمد بن سلمان، الذي أيد وتحول الكامل لهذه السياسة الأمريكية الخارجية، و إنشاءالعسكرية والأمنية من خلال وضع ثقته فيه هو ورقة رابحة. وكان ترامب هو الذي سمح لولي العهد بالتصرف دون عقاب
أبعاد هذه الأزمة تظهر فقط. إنه عمل بربري تفخر به جماعة داعش. لقد حوصر ضحية بريئة وكثيفة الدعاية على نطاق واسع ، وتعرضت للضرب والتعذيب والتضحية كحيوان. لكن هذا لم يكن من قبل المتعصبين الدينيين. تم إصدار هذا التصرف من قبل الحليف العربي الرئيسي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، في مقرها الدبلوماسي بمساعدة موارد الدولة. 
يستمر السعوديون في إنكار أي مسؤولية عن هذا القتل.
لقد وصل إعصار جمال إلى فرجينيا وهو في طريقه إلى البيت الأبيض. "هذا ما حدث في تركيا ومن خاشقجي ولا حتى مواطن أمريكي"،وقال دون جدوى الرئيس الامريكي دونالد ترامب الليلة الماضية. لكن في ذلك الوقت ، لم يعد خاشقجي مجرد معارض سعودي من بين آخرين.أصبح "من سكان ولاية فرجينيا" .
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حليف وثيق لولي العهد محمد بن سلمان (أ ف ب)
بدأت العاصفة تهدد حقائق واشنطن: كان ولي العهد محمد بن سلمان ، الذي كان حراسه الشخصيون من بين خمسة عشر قاتلًا ، "رجلهم"."نضع رجلنا في القمة! أعلن ترامب لأصدقائه، كما أفاد مايكل وولف في كتابه النار والغضب .
و bromance بدأت جاريد كوشنر، نجل ترامب ومستشار الرئيس في البيت الأبيض مع محمد بن سلمان، في الماضي اجتماعات حتى 04:00 لمناقشة الاستراتيجيات وخطة (MBS قال المقربين ان كوشنر ناقش السعوديين من العدل أن ولي العهد، على الرغم من نفى المتحدث باسم كوشنر هذا)، الدعم النقدي وصريح ترامب أعطى باستمرار وليا للعهد منذ تنصيبه، والمتواصلة والثناء وقح وليا للعهد استقبلت السعودية في الإعلام الأمريكي الذي قدمه كمصلح شاب ...
ذهب كل هذا في الدخان في ليلة واحدة والضرر في كل مكان. وسائل الإعلام الأمريكية ساخطة . "كفى من التذمر الغربي تجاه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان" ، بالتغريد كارين عطية ، رئيس تحرير خاشقجي في الواشنطن بوست .
ترجمة: "ما يكفي من التواضع في الغرب تجاه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. إنه ليس مصلحًا. إنه ملك طفل مجنون يدير بلاده مثل سائق مخمور وغير مسؤول مسلح بقوة أموال النفط. الناس يفقدون حياتهم. "

وباء الطاعون في الرياض؟

ينسحب شباب العالم الكبار من مؤتمر استثماري ، مبادرة مستقبل الاستثمار ، التي من المقرر أن تعقد في الرياض في وقت لاحق من هذا الشهر ، بمعدل يوحي بأن وباء الطاعون كان أعلن في الرياض:  ريتشارد برانسون ، نيويورك تايمز ، سي إن إن ، الرئيس التنفيذي لشركةUber Technologies Dara Khosrowshahi ، الرئيس التنفيذي لشركة Viacom Inc. 
لا سمح الله ، حتى صحيفة فاينانشال تايمز قد انسحبت.
الريح تهب في الكابيتول هيل. في مجلس الشيوخ ، يتم نشر مبادرة من الحزبين لاستدعاء عقوبات ضد محمد بن سلمان بموجب قانون ماجنيتسكي (قانون ضد الرعايا المتورطين في جرائم خطيرة). 
والسؤال الوحيد الذي يقلق السعوديين هو كيف يمكنهم حماية الطفل - الملك من رد فعل عكسي
السناتور الجمهوري البارز بول راند يمارس الضغوط من أجل التمويل والتدريب وغيره من أشكال التنسيق مع الجيش السعودي "حتى عودة خاشقجي إلى الحياة". 
وقال عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري ، ليندسي غراهام ، لـ CNN  : "ليس من الضروري أن تكون شرلوك هولمز موضع اهتمام هنا. وإذا كان هذا هو عمل الحكومة السعودية ، إذا شارك ولي العهد بأي شكل من الأشكال ، فسوف يدمر عمليا قدرته على قيادة هذا البلد على المسرح الدولي. "
الشبكة المعقدة من جماعات الضغط السعودية والإماراتية في واشنطن ، التي أقيمت لتنسيق دخول محمد بن سلمان إلى العالم ، بدأت تتفتت أيضاً. 
أنهت "هاربور غروب" ، وهي شركة مقرها واشنطن منذ عام 2017 ، تقديم المشورة للعربية السعودية منذ عقدها في أبريل الماضي. وقال المدير العام ريتشارد مينتز "لقد انتهينا من العلاقة". ويرتبط مينتز ارتباطًا وثيقًا بسفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن يوسف العتيبة ، الذي لعب دور محمد بن سلمان في واشنطن.

غطاء مريح

في تركيا ، كان الرئيس رجب طيب أردوغان يستعد لاستقبال وفد رفيع المستوى بقيادة الأمير خالد بن فيصل أمير منطقة مكة المكرمة والمستشار الخاص للملك. حقيقة أنه هو أيضا الأخ الأكبر للرئيس السابق خاشقجي ، الأمير تركي بن ​​فيصل ، رئيس المخابرات السابق والسفير في واشنطن ولندن ، لا يمر دون أن يلاحظها أحد.
تجري حاليا عملية لعزل الملك سلمان من أي علاقة مع هذه الأحداث. و تحقيقا مشتركا بين تركيا والحكومة الذين ارتكبوا هذا العمل الوحشي هو غطاء مناسبا. 
بمشاركة الليلة الماضية مع الحلفاء الغربيين مقتطفات الصوت والفيديو من اللحظات المأساوية الأخيرة التي عاشها خاشقجي ، ضمنت تركيا نتائج التحقيق حتى قبل أن تبدأ. والسؤال الوحيد الذي يقلق السعوديين هو كيف يمكنهم حماية الطفل - الملك من رد فعل عكسي.
الرجل الذي خلق محمد بن سلمان، الذي أيد وتحول الكامل لهذه السياسة الأمريكية الخارجية، و إنشاء العسكرية والأمنية من خلال وضع ثقته فيه هو ورقة رابحة. وكان ترامب هو الذي سمح لولي العهد بالتصرف دون عقاب.
يمكن أن يكون لديه تفكير واحد: إذا كان محمد بن سلمان قادرًا على طلب مثل هذا الفعل الوحشي في عمر 33 ، بعد ستة عشر شهرًا فقط من تعيينه وليًا للعهد ، ما هو التصرف الخاطئ الذي يمكنه فعله مرة واحدة؟ أصبح ملكاً لدولة أقامها الجيش الأمريكي دعامة لقوته في الخليج والمنطقة عموماً؟
يجب أن يكون هناك ثلاثة أشياء في مكان ولي العهد السعودي ليصبح ملكًا. أولا وقبل كل شيء ، موافقة البيت الأبيض ، ثم دعم العائلة المالكة ، والرأي العام وراء ذلك بكثير. دعم البيت الأبيض يفوق إلى حد كبير عنصرين آخرين. هذا هو المكان الذي يكمن الوضع الراهن . لن يتدخل ترامب في عملية داخلية إذا سحب موافقته على تولي ولي العهد العرش.
يمتلك ترامب خطة عمل واحدة فقط منذ الكشف عن محتوى التسجيل الصوتي والفيديو. لم يعد بإمكانه ترك محمد بن سلمان يصعد العرش. 
انها اقل جمال خاشقجي وعدد لا يحصى من الآخرين قتل على يد هذا النظام يمكن أن تكسب.

ملاحظة المحرر: أصر المسؤولون السعوديون على أن جمال خاشقجي قد غادر القنصلية بعد وقت قصير من وصوله وكان قلقاً بشأن مصيره. ومع ذلك ، لم يقدموا أي دليل لدعم ادعاءاتهم وادعوا أن الكاميرات القنصلية لم تكن تسجل في ذلك الوقت.
ديفيد هيرست هو محرر الشرق الأوسط العين شغل منصب كبير المحررين في العمود الخارجي لصحيفة الغارديان، حيث شغل سابقاً منصب المحرر المساعد للعمود الخارجي ، ومحرر لأوروبا ، ورئيس مكتب موسكو ، ومراسل لأوروبا وأيرلندا. قبل انضمامه إلى الجارديان ، كان ديفيد هيرست مراسلًا للتعليم في The Scotsman .
الآراء المعبر عنها في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة سياسة التحرير في Middle East Eye .
الصورة: دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في واشنطن في 14 مارس 2017 (أ ف ب).
مترجمة من الإنجليزية ( الأصلية ) بواسطة VECTranslation .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق