الأربعاء، 10 مارس 2021

برنامج تأملات - "البخلاء" .. سحر السخرية

 

برنامج: تأمـــــلات

البخلاء.. سحر السخرية 


البخلاء.. سحر السخرية كما خطها الجاحظ

عرّفت حلقة (2021/3/9) من برنامج “تأملات” بكتاب “البخلاء” للجاحظ، كما ضمت فقرات عديدة، منها: فصيح العامة، تأملات لغوية، قصة مثل، أخطاء شائعة، ما قل ودل، وغيرها.

هل يمكن لمثقف في الدنيا أن يقرأ كتابا بلغته الأم عمره 1200 سنة، وهو يضحك ملء شدقيه ويفهم كل ما فيه؟ هذا ممكن في العربية، وفي كتاب البخلاء للجاحظ.

والسبب أن كتاب البخلاء من قلم الجاحظ الساخر الساحر، وأنه كتبه عن الناس في بيوتهم وأسواقهم، وعن الحياة اليومية، وموضوعه جذاب: البخلاء، فالجاحظ يكتب كأنه يتكلم، ويقص قصص ناس عرفهم في البصرة.

خير نسخة لكتاب الجاحظ لـ طه الحاجري المحققة تحقيقا ممتازا، وفيها شروح وهوامش كثيرة، وفيها الكتاب كاملا.

ومع أن عبد السلام هارون حقق معظم كتب الجاحظ، فإنه ترك البخلاء، لأن هذا الكتاب لقي ما يكفي من العناية في تحقيقه على يد الحاجري.

وضع الجاحظ للشرهين مصطلحات، فالنشَّال الذي يتناول من فم القدر ويأكل قبل النضج وقبل أن تنزل القدر ويتتامَّ القوم. والمرسال يضع في فيه لقمة هريسة أو ثريدة فيرسلها في جوف حلقه إرسالا كي يتبعها بأخرى سريعا.

واللكَّام الذي في فيه اللقمة ثم يلكمها بأخرى قبل إجادة المضغ. والمقوِّر الذي يقور الرغيف فيأخذ وسطه ويدع لأصحابه الأطراف. والملغِّم الذي يغمز التمرة ويجوفها لكي تحمل من الزبد والسمن أكثر.

واللطَّاع يلطع أصابعه ثم يعيد يده في قصعة القوم. والدفَّاع يدفع العظم نحو أصحابه بخبزة في يده، يريهم أنه لا يريد سوى تشريب الخبزة بالمرق، لكنه يستأثر باللحم. والمحوِّل يأكل التمر مع صاحبه فيحول النوى إلى جانب صاحبه كيلا يُعرف مقدارُ ما أكل.

كما عرّفت حلقة "تأملات" بقصة المثل القائل "ربَّ كلمة تقول لصاحبها دعني" وبالأديب الفلسطيني الراحل ميخائيل نعيمة (1889-1988).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق