السبت، 20 مارس 2021

«الحكومة العالمية»

«الحكومة العالمية»

د. حاكم المطيري

 «الحكومة العالمية» ليست وهماً بل حقيقة واقعية تحدث عنها رئيس الوزراء البريطاني تشرشل في مذكراته وكانت محل تباحث بين وزارة الخارجية الأمريكية والبريطانية ١٩٤٢ وما (الأمم المتحدة) و(مجلس الأمن) إلا مؤسسة من مؤسساتها!

‏وقد حاول ترامب التمرد عليها فسقط!

تحقق فعلا كل ما طرحه تشرشل من توصيات سنة ١٩٤٢ عن دور (الحكومة العالمية) ومستقبل شعوب أوربا في ظل (اتحاد أوربي) وشكل الصين وروسيا في ظل النظام الجديد وقيادة بريطانيا وأمريكا لهذه الحكومة العالمية وتشكيل عدد من الاتحادات الإقليمية التابعة لها والشرطة الدولية التي تحفظ الأمن بينها!

تولت (الحكومة العالمية) بعد هزيمة هتلر ١٩٤٥ تأسيس (الأمم المتحدة) والاتحادات الإقليمية وإعادة بناء أوربا بعد الحرب وتشكيل (الاتحاد الأوربي) كجزء من مسئولية هذه (الحكومة العالمية) لإقامة النظام الدولي الجديد كما جاء في توصيات تشرشل، وليس كما يروج بأن الاتحاد الأوربي فكرة اقتصادية!

باشرت (الحكومة العالمية) – التي تأسست أثناء الحرب بتفاهم بريطاني أمريكي ١٩٤٢ – تأسيس (الجامعة العربية) في مارس ١٩٤٥ قبل (الأمم المتحدة) التي تأسست في اكتوبر ١٩٤٥م فكانت الجامعة أول اتحاد إقليمي يتشكل تنفيذا لتوصيات تشرشل الذي أسس هو النظام العربي الوظيفي ودوله بمؤتمر القاهرة ١٩٢١

قادت (الحكومة العالمية) العالم فعليا منذ الحرب العالمية الثانية ١٩٤٢ – وليس منذ تأسيس (الأمم المتحدة) التي هي مؤسسة من مؤسساتها – وبناء نظامها الدولي الذي خضع الجميع له بما في ذلك روسيا الشيوعية في أوج صراعها مع الرأسمالية والذي توج بسقوط الاتحاد السوفيتي ١٩٩٠وإعادة بناء النظام!

في بداية أزمة كورونا نُشرت تقارير تتحدث عن الإجراءات التي ستقوم (القوى العالمية) عبر (منظمة الصحة) بفرضها بدعوى مكافحة الوباء ابتداء من الحجر ومنع السفر بين الدول وفرض اللقاح حتى الوصول إلى (الجواز الصحي) لإلزام الجميع بالتطعيم ولم يصدقها أكثر الناس آنذاك فأثبتت الأيام صحتها!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق