الأحد، 21 مارس 2021

موجز تاريخ الجنون!

 موجز تاريخ الجنون!

خواطر صعلوك

محمد ناصر العطوان

في عام 1621م كان عدد النظريات التي تتحدّث عن أسباب الجنون، يساوي في مجموعِه عدد المجانين المنتشرين في القُرى والميادين وخلف المكاتب وفي حُقول الذرة وعلى ظهور السّفن.

تاريخ الجنون له من اسمه نصيب، فهو لا يَسرد مجرد نظريات عن كيفية علاج الجنون؛ بل يسرد الجنون نفسه.

أحد الذين وضع نظرية للجنون هو رجل كان لا يتبوّل، مفزوعاً من فكرة دخول الحمام خشية أن يُغرق العالم.


صاحب أشهر نظرية في القرن السابع عشر عن الجنون، رجل متيقّن أنه خُلق من الزجاج، وأنه سيتحطّم عمّا قريب إذا سقط على الأرض!


أحدهم يتخيّل نفسه عصفوراً أو ديكاً، أو تحفة خزفية قابلة للكسر. وآخر يظنّ نفسه حبة خردل، فتأخذه قشعريرة كلما شاهد دجاجة.


في عام 1650م استيقظت أوروبا كلها على أجراس الكنائس الكاثوليكية وقرّرت أن تبحث عن الحقيقة، ومن أجل هذه الحقيقة التي مارسها العقلاء، سيُقتل عشرات الآلاف معظمهم من النساء.


يُلقى بالمجنونة في البحر البارد... فإذا طفت على سطح الماء، كانت مذنبة ومجنونة حقاً ويجب أن تُقتل، لأن البحر لا يحتضن المجانين والسحرة... وإذا غرقت تكون بريئة لأن الماء لا يحتضن إلا صاحب الحقيقة.


بعد عشرة أيام قضتها إحدى الصحافيات المتخفّيات في مستشفى المجانين عام 1889م، نشرت تقريراً من ثلاث صفحات في مجلة نيويورك وورلد ذكرت فيه أن هذا العالم عبارة عن مستشفى مجانين كبير، يحتجز فيه الناس الأكثر جنوناً من هم أقل جنوناً!


عام 1961م ظهر أشهر كتاب في تاريخ الجنون، كتبه بحِبر المهدئات العصبية ميشيل فوكو، وسنعرف في ما بعد أنه كان رجلاً يظن نفسه امرأة.


ومن بين كل المجانين على الإطلاق... امرأة تزوّجت جهاز ATM مُعتقدة أنه رجل، ورجل تزوّج دمية تجميل معتقداً أنها امرأة.


أما أكثر المجانين انتشاراً فهو... مثقف يعتقد أنه شمعة تحترق من أجل الآخرين.


@Moh1alatwan


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق