برنامج: تأمـــــلات
الفرق بين الجسم والجسد
كيف فرق النص القرآني بين الجسم والجسد؟
وقال سبحانه وتعالى في سورة ص (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيّه جسدا ثم أناب).
فما الفرق بين الجسم والجسد؟، هذا السؤال طرحه برنامج "تأملات"بحلقته بتاريخ (2021/3/30)، مشيرا إلى أنه حسب المعاجم، فإن جسم الشيء جوهره، وإن الشيء الجاسد هو اليابسُ.
ويقول علماء اللغة إن السياق القرآني أطلق الجسم على البدن، الذي تختلج فيه الروح وتنبعث فيه الحياة، إذ يقول الله تعالى عن المنافقين (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم)، وهنا حديث عن أجسام حية تدبّ فيها الروح.
وأما الجسد، فجاء في السياق القرآني مقترنا بالجماد أو ببدن الإنسان بعد مفارقته للروح. يقول تعالى (وَاتخد قوم موسى من بعده مِنْ حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لَا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا)، وهنا حديث عن جماد لا روح فيه.
قصة مثل
كما توقف "تأملات" عند قصة المثل "تَحسبُها حمقاءَ وهي باخس، حيث قال إن المثل تكلم به رجل من بني العنبر من تميم، جاورته امرأة، فنظر إليها، فحسبها حمقاء لا تعقل، ولا تعرف كيف تحفظ مالها.
فقال العنبري لنفسه ألا أخلط مالي ومتاعي بمالها ومتاعها، ثم أقاسمها، فآخذ خير متاعها وأعطيها الرديء من متاعي، فتزوجها ثم قاسمها بعدما خلط متاعه وماله بمتاعها ومالها، فلم ترض عند المقاسمة حتى أخذت متاعها، ثم نازعته وأظهرت له الشكوى والتذمر حتى أعطاها ما أرادت.
وعندما عاتبه قومه على ذلك وقيل له "اختدعت بامرأة، وهي ليست بذات حسن"، فقال "تحسبها حمقاء وهي باخس"، وهكذا أصبح هذا المثل يُضرب لمن يُظهر البلاهة والحمق وفيه دهاء وحنكة.
قصة وعبرة
وفي فقرة "قصة وعبرة" أوردت حلقة "تأملات" قصة حدثت مع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث دخل ذات يوم المسجد، وقال لرجل كان واقفا على باب المسجد أمسكْ عليَّ بغلتي، فسرق الرجل لجامها ومضى، وترك البغلة.
ثم خرج الإمام عليّ، وفي يده درهمان؛ ليكافئ بهما الرجل على إمساكه بغلته، فوجد البغلة واقفة بغير لجام، فركبها ومضى، ثم دفع لغلامه درهمين ليشتري بهما لجاما، فوجد الغلام لجام البغلة في السوق، وقد باعه السارق بدرهمين، فقال عليّ رضي الله عنه إن العبد ليحرم نفسه الرزق الحلال بترك الصبر، ثم لا يزداد على ما قُدِّرَ له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق