الثلاثاء، 9 مارس 2021

البابا... وقداس الدم العراقي!

البابا... وقداس الدم العراقي!



سيف الهاجري


بعد أن حطمت حملة بوش الصليبية والمليشيات الصفوية الطائفية العراق جاء بابا الكنيسة الكاثوليكية راعية الحملات الصليبية على العالم الإسلامي ليقيم القداس الصليبي باسم السلام على أنقاض مدن العراق ودماء شعبه!
إن زيارة البابا للعراق لم تكن كزياراته المعتادة للبلدان المسيحية بل جاءت في سياق الترتيب الغربي للمنطقة بمشروع سياسي ديني ضمن مشروع صفقة القرن الأمريكية!
فأمريكا أعلنت اتفاق أبراهام كمظلة دينية لصفقة القرن لتوحيد الأديان تحت رعاية البابا الذي أقام قداس ديني في مدينة "أور" التاريخية ليعلن بقداسه هذا انطلاق شعائر الاتفاق من المدينة التي أوقد أهلها النار لحرق إبراهيم عليه الصلاة والسلام ليسير دعاة الاتفاق ورعاته على خطاهم لوأد الإسلام ودعوة التوحيد باسم الإنسانية والسلام!

ومن "أور" انطلق البابا نحو النجف لزيارة المرجع الأعلى لشركاء المحتل الأمريكي للتأكيد على استمرار التحالف الصلييي الصفوي الممتد منذ تحالف الدولة الصفوية والقاجارية الشيعية مع الحملات البرتغالية والبريطانية الصليبية لمواجهة الخلافة العثمانية آنذاك إلى يومنا هذا لتصبح إيران مرة أخرى أداة وظيفية بيد القوى الغربية وشرطي لها في الخليج العربي والعراق وسوريا ولبنان واليمن!
وفي الموصل أقام البابا قداسه الدموي على أنقاضها في مشهد أعد بعناية ليبعث من موطن قاهر الصليبيين "نور الدين زنكي" وموحد العراق والشام ومصر برسالة لتركيا بأن الموصل بوابة العراق والشام تحت هيمنة الحملة الصليبية ونفوذها ولن تسمح بعودة الترك من جديد لتحرير العراق والشام من الصليبيين والباطنيين كما جرى لهم مع نور الدين زنكي وصلاح الدين والسلطان سليم الأول العثماني!

فالبابا بزيارته هذه يحاول وقف عجلة التراجع الغربي الصليبي والعجز الإيراني الصفوي وبعث الروح من جديد في جسد التحالف الصليبي الصفوي لمواجهة التقدم التركي الذي لا يراه البابا والمرجعية الشيعية إلا خطرا يهدد نفوذهم وهيمنتهم على الأمة وشعوبها!
فتركيا اليوم بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان هي الدولة المركزية التي بدأت شعوب الأمة تتطلع لدورها وقيادتها من جديد لتحريرها من المحتل الغربي الصليبي ومخلبه الصفوي وهذا هو واجب النصرة لأهل الإسلام الذي أوجبه الله على كل من ملك القوة والقدرة وتاريخيا لم يخذل الترك الأمة في مواطن النصرة منذ عهد المعتصم العباسي حتى اليوم وهذا ما يرعب كلا الطرفين البابا الكاثوليكي والمرجع الشيعي!

الثلاثاء ٢٥ رجب ١٤٤٢هـ
٩ / ٣ / ٢٠٢١م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق