الأحد، 1 أغسطس 2021

قراءة في كتاب "مجموع نسائم القرآن"

 قراءة في كتاب "مجموع نسائم القرآن"


إسم الكتاب:مجموع نسائم القرآن 
إسم الكاتب:إبراهيم عمر السكران

نبذة 
 يحتوي على الرسائل التالية:
 
الرسالة الأولى: على قارعة التدبر.

الرسالة الثانية: تطويل الطريق.

الرسالة الثالثة: كنت أظنه ظاهرة جديدة.

الرسالة الرابعة: جوابات القرآن.

الرسالة الخامسة: ملاحظات قرآنية.

يتضمن هذا المجموع خمس رسائل: (على قارعة التدبر، تطويل الطريق، كنت أظنه ظاهرة جديدة، جوابات القرآن، ملاحظات قرآنية)

أسأل الله بجوده العظيم أن يجعلنا وإياكم سبباً في ربط المسلمين عامة، وشبابهم خاصة، بكتاب الله، وتوثيق صلتهم به، وتفهمه وتدبره، والسهر مع القرآن كما قال تعالى (أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ).

أخي الكريم .. تأمل معي حجم الانجاز لو أفلحت أنا وإياك في ربط أهلينا وأصدقائنا وزملائنا بكتاب الله، فصار القرآن جليسهم ونديمهم، يعمر قلوبهم بكل خصال الإيمان والعلم، من حدث الناس عن عبادة معينة كالتوكل أو الإخلاص أو الصلاة ونحوها فله من الثواب بقدر هذه العبادة التي أدخلها عليهم، ومن نفّر الناس عن منكر معين فله من الثواب بقدر ترك الناس لهذا المنكر، لكن من ربط الناس بالقرآن فقد زكاهم بكل شئ، فربطهم بكل العبادات، ونفرهم من كل المنكرات، ووضح لهم المنهج في حياتهم بعامة، فلايزال قارئ القرآن يتقلب في أعظم موعظة (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم).

من ربط الناس بعبادة معينة فكأنما أعطاهم دواءً معيناً، ومن ربط الناس بالقرآن فكأنما أعطاهم الصيدلية كلها، ولله ولكتابه المثل الأعلى.

قرأت مرة عبارة مضمونها بدهي لكنني والله وقفت مشدوها معها، وجلست أياماً أرددها، ربما لو رآني أحدٌ لضحك وقال مالجديد في العبارة؟ وهذا يحدث كثيراً فبعض البدهيات يألفها الإنسان فيضمر عنده وهجها، وهي عبارة للإمام الشهير ابوعبدالرحمن السلمي، وهو أحد أولاد الصحابة رضوان الله عليهم، ودرس القرآن على عثمان وابن مسعود وعلي بن أبي طالب، وله عبارات مشهورة يتداولها أهل العلم في شرح المنهج التعليمي عند الصحابة في طريقة تعليم القرآن، المهم .. يقول ابوعبدالرحمن السلمي كما ذكره البخاري في كتابه خلق أفعال العباد:

(وقال أبو عبد الرحمن السلمي: فضل القرآن على سائر الكلام؛ كفضل الله على خلقه).

بالله عليك يا أخي الكريم .. إذا نشرت المصحف بين يديك فتأمل هذه النسبة، الفرق بين هذا الكلام المكتوب أمامك والكتب الأخرى، هو كالفرق بين الخالق والمخلوق، أي فارق يعمر النفس بالمهابة أكثر من ذلك؟!

إذا سمعت أحدهم يحتج بدليل يسميه عقلي أو واقعي أو تاريخي أو منطق العصر أو مواكبة المتغيرات الخ من أنواع الأدلة التي يتحجج بها بعض الناس، فضع هذه الحجج أمامك وقارنها بآية من كتاب الله، وتذكر أن الفرق بين تلك الحجج وهذه الآية، هو كالفرق بين الله وهذا الشخص الذي أمامك ممن يحتج بهذه الحجج؟!

وتأمل حين ذاك كيف ستختلف الموازين!

حين أقرأ للسلف الصالح مثل هذه العبارات التي يستحضرون فيها "عظمة المتكلم" أبدأ أسترجع قصصاً أخرى وأفهمها على وجهها، الآن أستطيع أن أفهم لماذا الإمام مالك حين سئل عن الاستواء الألهي (أطرق وعلته الرحضاء وأخذ ينكت بعود معه الأرض) فهمت الآن لماذا بعض السلف تأخذهم رعدة شديدة إذا عورض القرآن بشئ من كلام الناس؟!

إنهم لايقولون فقط هذا القرآن وهذا كلام الناس، بل يقولون إنه الفرق بين الخالق والمخلوق!

أخي الكريم .. حين تجلس بين أهلك وإخوانك وأصحابك، ففكر أن تثير معهم أهمية تلاوة وتدبر القرآن، واستحضر الثواب العظيم إن ربطتهم به، استحضر كيف ستزكوا نفوسهم، استحضر كيف سيصلح حياتهم القرآن، استحضر كيف سيعيشون مع كلام الله، استحضر كيف سيجيب القرآن على كل حيرتهم المنهجية والشبهات الفكرية التي يعانون منها ..

أي شرف وأي رفعة أن يكرمنا الله بأن يستعملنا في تعليق الناس بكلامه سبحانه؟

اختار بعض الناس أن تمضي حياته يسوق لكلام هيجل، واختار بعض الناس أن تمضي حياته يسوق لكلام جون لوك وستيوارت ميل، واختار بعض الناس أن يذهب عمره يقنع الناس بقراءة ماركس، واختار بعض الناس أن تتصرم حياته منافحاً عن الشعر النبطي .. أخي الكريم ألا تحب أن يصطفيك الله من بين هؤلاء كلهم في تعليق الناس بكلامه هو سبحانه لاغير؟! إن وفقك الله لذلك فاعلم أن هذا إكرام منه سبحانه لك، فإن الله لايختار لكتابه إلا من أراد تشريفهم، إذا انشغلت بتوثيق علاقة الناس بكتاب الله فاعلم أن هذا اصطفاء إلهي لك بإذن الله ألا ترى الله تعالى يقول في سورة فاطر (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا)؟

أخوكم المحب

ابوعمر - ابراهيم السكران

صفر 1431هـ


 


     كتاب "مجموع نسائم القرآن"



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق