سعادة النجاة من فتن الحياة ..
قد تكون الفتن بأصنافها سبب الشقاء والبلاء لمن عرض نفسه لها، وقد تكون سببا لسعادة من توقاها وبذل جهده في الفرار إلى الله ؛ حتى يتلافاها ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ السَّعيدَ لمن جُنِّبَ الفتنَ )
[رواه أبو داود (٣٦٢٤) وصححه الألباني ]
★.. ومن سعادة المرء أيضا، أن تتخطاه الفتن، بعد أن يرى مآل غيره فيها، حتى قال ابن مسعود رضي الله عنه: ( السَّعِيدُ مَن وُعِظَ بغَيْرِهِ) فالفتن قد تخص ناسا دون ناس، وقد تعم سائر الناس من العامة والخاصة - إلا من رحم الله - كما قال سبحانه : { وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
[ الانفال/] والمعنى؛ هو مانقله الطبري عن ابن عباس في تفسيره لهذه الآية حيث قال:( أمر الله المؤمنين أن لا يقرُّوا المنكر بين أظهرهم، فيعمَّهم الله بالعذاب).
★.. الفتن تتزايد وتتنوع كلما اقترب الزمان من نهايته، وتتضاعف حتى تعم الأسماع والأبصر والقلوب، بما لايعلمه ولايحاسب به إلا علام الغيوب الذي قال : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الانفال/٣٦]
وهي تتواصل حتى يصل أمرها إلى ما أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلَّم في قوله : ( ستكونُ فِتَنٌ ، القاعِدُ فيها خيرٌ مِنَ القائِمِ ، والقائمُ فيها خيرٌ منَ الماشي ، والماشي فيها خيرٌ من الساعي ، ومَنْ يُشْرِفْ لها تَسْتَشْرِفْهُ ، ومَنْ وجد مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ )
[البُخاري 3601 ، مسلم 2886 ] ..
★.. قد تكون من أسعد الناس إذا سعيت للفرار بدينك من الفتن، فذلك من العبادة، بل هو من أفضل العبادات الموصلة لأعلى الدرجات في أوقات هياج المفتونين ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( العبادةُ في الهَرْجِ كالهجرةِ إليَّ)
اخرجه الترمذي، وصححه الألباني برقم ٢٢٠١
★.. ولهذا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ من الفتن فكان يقول : (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجالِ)
(أخرجه مسلم/٢٨٦٧) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق