الاثنين، 29 نوفمبر 2021

لماذا يحتفي الغرب بابن خلدون؟ ولماذا يحتفي به الصحويون؟

            لماذا يحتفي الغرب بابن خلدون؟ 

ولماذا يحتفي به الصحويون؟

د. محمد جلال القصاص

  بسم الله الرحمن الرحيم

لا قوة إلا بالله العلي العظيم

عاش ابن خلدون وعر الأخلاق ، قلقًا ، يرى أن ما هو أقلَّ مما ينبغي أن يكون عليه. ومات ولم يهتم ، ثم انتشر الاحتفاء بابن خلدون بين المسلمين. وافق الغرب ومن عارضه !! 

والسؤال: ماذا وجد الغربيون عند ابن خلدون ليحتفوا به هكذا؟ وإن كان احتفاء الغرب بابن خلدون مبررًا ، فلماذا يحتفي به بعض المنتسبين للصحوة الإسلامية يعلنون رفضهم للغرب ، بل ومنهم من يعاديه ؟!
أحاول تفكيك المشهد لنفهم سياقات الفعل التي تعمل في منظومتنا الفكرية ونتلقى مخرجاتها شئنا أم أبينا.

مارس الغربيون النقد النصي على الكتاب "المقدس" وكانت النتيجة أن عامة ما دون في الكتاب "المقدس" غير مقدس، بمعنى أن كثيرا من النصوص التي بين دفتي الكتاب "المقدس" لم يثبت نسبها للمسيح، عليه السلام، ولا يعرف، على وجه الدقة، كاتبها ؛ وقد كانت الفاجعة في صحة ما ورد من أخبار بتاريخ نشأة العالم ، والأمم السابقة. مما يلي إلى أن فقد الغربيون الثقة فيه كمصدر من مصادر المعرفة ، وجنح القوم لرفض كل ما من المتدينين ، ومن ثم اتجهوا للكفر الصريح (الإلحاد) ، وفاز الوضعية، وهي (أي الوضعية) الإيمان بالمشاهد والكفر بالغيبيات التي تديرها دارتب عنها وهنا كان الحل عند ابن خلدون ، في مقدمته للتاريخ تحديدًا. تعثر عليه ضالتهم.

ابن خلدون وحتمية الواقع:
ابتدع ابن خلدون في مقدمته شيئًا جديدًا وافق هواهم ، وهو "قوانين الاجتماع الإنساني" ، وذلك حال نقده لأخبار له من المؤرخين ، يقول الأخبار منها إنشائي وقائع (أحداث) ، وأن إنشاء فيه الجرح والتعديل للراوي ، وأنشاء لابد أن تحاكم لما سماه "قانون الأحداث الإنسانية" ، وأن سبب وجود أخبار كاذبة في كتب التاريخ هو الجهل بق العام الإنساني. أنه يرى أن القانون الإنساني ثابت يحكم عليه. من هنا كانت بداية علم الاجتماع الحديث. من حتمية الواقع. من أن الواقع هو مصدر القيممن أن الواقع (البيئة) هو الذي ينشئ الأخلاق ويؤسسها. وإن كانت تدري على هذه المقولة ، فإن هذه الفكرة هي: شرحًا مفصلًا عن الفكرة (تأثير البيئة) مناقشتي لعباس العقاد وذلك في كتاب "مناقشة هادئة لإسلاميات عباس العقاد" ، في مقالٍ بعنوان "خطيئة ابن خلدون" ، ومقالٍ ثالث بعنوان "من وحي الشيطان" وكلها في الصفحة الخاصة بطريق الإسلام وصيد الفوائد .

 وصدر الغربيون هذا المفهوم (أو المقولة التفسيرية) التي تتمحور حول: حتمية الواقع، أو سيادة الواقع، أو قوانين الاجتماع الإنساني، صدروها لمن تبعهم كمسلمة غير قابلة للتفكير، وفي ذات الوقت تتحدث نخبتهم عن أن "الواقع مصنوع" وأن هذا العالم الذي نعيش فيه "عالم من صنعنا" ، وأن القيم والأخلاق تتطور من خلال التعاملات مع التواصل (المؤسسات) ، فالحقيقة أن هناك نخبة تصنع الهويات ... الجنس ، فمن تحريم التحدث فيه في العلن إلى الاستعداد على رؤس الأشهاد ، والله ي ويرى وإنا راجعون ومحاسبون. فالهوية تصنع ولابد ، وعامة الناس تبعهم .. (سراتهم .. الملأ منهم) ، والنخبة المتحكمة لمنظومة القيم ، ومنظومة القيم هذه هي الحقيقة التي لا تراءى فيها.

تفسير قول الله تعالى: (وَلَوۡلَا دَفۡعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعۡضَهُم بِبَعۡضٍ لَّفَسَدَتِ ٱلۡأَرض تحدثضُتِ) (البقرة ، رزي ، رزيه ، إمامه الإمامه. ابنُ خلدون. وحدث الاتصال بالإعداد البشري ، وذكر الجملة التالي: "الإنسان مدني" ، وذكر أن يؤدي إلى الاتصال بالمكتب يتحدث تتحدث عن توافق اجتماعي (عقد اجتماعي) ، وقد جاء هذا السؤال من "علماء" عصر "التنوير" الأوروبي ، تحدث تتحدث عن العلاقات الإسلامية في العلاقات الإسلامية. فالله هو الذي خلق وهو أعلم بخلقه (أَلَا يَعۡلَمُ مَنۡ خَلَقَ وَهُوَ ٱللَّطِيفُ ٱلۡخَبِيرُ) (الملك: 14) ، وأن الناس إن تركوا فسدهم كما هو حادث اليوم (انتشار الخوف ، والجوع ، والمرض ...

هذا هو السبب في تضخيم الطبيعة (الفلك والحساب ..) ، السبب هو تضخيم هذه الصورة في حسِّنا .. أحق بها منهم. علماء الطبيعة.

 هذا ما حدث بالفعل ، فغير قليل من نُظرنا ، وخاصة تلك التي ترتوي من المصادر الغربية عظَّمت ابن خلدون واحتفته وتعامله مع نصوصه ومفاهيمه كأنها وحي يستقى منه. ووجد فيها قضية أخرى ، وذلك بعد ظهور موضة فكرية ، ولكن كان يبحث عن منطقة خليّة في منفردًا ، أو كما يقول هو: "خلق قارئ جديد" ، فراح تحت مظلة هذه المقولة (إعادة تشكيل الموجود) يعيد قراءة ما اشتهر في المشهد ويقدمه بطريقة جديدة ، فعمد إلى رموز العلمانية وراح يثبت أنهم لم يكونوا علمانيين كطه حسين !! ؛ ونشط ، رفقة ثلة ممن يبحثون عن مسارٍ مستقل بوعٍ أو بدون وعي ، إعادة قراءة شيخ الإسلام ابن تيمية وعامة مرجعيات الحركة ، وكانت المحصلة ، وكانت المحاولة ، في جماعة ، جماعة ، جماعة ، جماعة ، في صفوفها ، السؤال: مناقشة هادئة موضوع الكرام تحت عنوان (مداخلة مع الدكتور عبد الوهاب المسيري ورفاقه) ، و (مناقشة هادئة لتفسيرات المسيري).

وعلَّمت الشوكة في طلب تحصيل الشوكة ، ثم تموت بعد طفولة وشباب في ثلاثة أجيالٍ أو أربع. وأحدث هذا الكلام حالة من الطرب عند هؤلاء ، خاصة "الثوري" الذي يعيشه المتحمسون من الصحويين ، فهشُّوا وبشُّوا للحديث عن الشوكة وعن الدول ، وسكن الوهم صدورهم بأن الدولة القومية ، الحديثة وغاب عنهم ما في سياق غربي نفسه ويهضم المنطقة العربية والإسلامية (الجنوب والشرق الأوسط) بعد أن هضم أوروبا الغربية (مشروع مارشال) ثم أوروبا الشرقية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ، واستخدام القوة المحدودة حسن النية ، وغبطة في السلطة في العسكر وحدهم. نعم:

ابن خلدون والتطور:
ومما جعل الغرب يحتفي بابن خلدون ظهور فكرة التطور في نصٍ صريح ، بل في سياق كامل في مقدمته. ولا تقلْ فكرة التطور ، عند الغربيين ، أهميةً ، مقارنةً بالتطور ، وذلك لأن التطور مفهوم استمرارية الحياة الدنيا ، فالتطور يعطي تصورًا مفاده أن الإنسان على الأرض حلقة من حلقات ، وسيتطور لغيره كما تطور غيره ، معنى للحديث عن فناء الدنيا وإنما الدخول في أشكال أخرى ، هذا ملخص فكرة التطور ، وهي فكرة شيطانية أملاها الشيطان على نفرٍ قبل ابن خلدون كالقزويني في "عجائب المخلوقات" ، وابن طفيل في "حي بن يقظان" ، وابن مسكويه في "تهذيب الأخلاق" ، وإخوان الصفا في رسائلهم ، وأرسطو في نظريته عن معارض منسوجات في العالم ، ثم انتشرت منسوبة لدارون ؛

ابن خلدون والنبوة:
وشيء آخر جعل الغرب يحتفي بابن خلدون ، وهو حديثه عن تلقي الغيب (الوحي وغيره) ، فقد أظهر الحديث عن تلقي الغيب يأتي من خلال الصفاء الذهني ، والصفاء الذهني يتحصل عليه بالخلوة والرياضة النفسية ، قراءة مقدمة ابن خلدون ، ونقله بكاملة عباس العقاد ، حديثه عن الوعي الكوني ، فالوعي الكوني عند عباس هو بعينه بعينه ما تحدث به ابن خلدون. تعلم الغيب من تلقاء نفسه. ومحصلة هذا القول أن النبوة مجهود ذاتي وليست اصطفاء من الله ، وأن النبي ، أي نزل من عباده وليس وحيًا.
ملحوظة هامة وهي أن كلاهما (ابن خلدون وعباس) يسهب في شرح شيء ما ، في سياق منه سوى أنه مؤيد له. يفعل هذا كي يحدث حالة من التذبذب ليجد المحب عذرًا إن صادف مُنْكِرًا يشجب على النص ، ولو كان ينكر إنكارًا حقيقيًا لما تحدث تحدث ابتداءًً.

قضية قضية عند المهتمين بنفي النبوة عن الله ، وذلك لأن جهدهما في إثبات وجود مشروع شخصي للرسول ، وهو أمر ثابت حوله " ول ديورانت "في قصة الحضارة ، وقد عالجت هذا المفهوم في مقال بعنوان بريده" "فجائية الدعوة أكثر ما يؤرق المخالفين".

حين تجمع هذه المفاهيم الثلاثة: "حتمية الواقع / البيئة" ، والاجتهاد الشخصي [القدرات الذاتية] ، والعامل الوراثي ، تخرج بنتيجة أن ما على الأرض من فعل البشر دون البشر وحي من الله الخالق المدبر للأمر سبحانه ، وتعلم أن النص الذي تركه ابن خلدون متكئ أساسي للمحادين لله ورسوله. والله يقول: (ٱلله خلق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ) (الزمر: 62)، والله يقول : (ولله غيب ٱلسموت وٱلأرض وإليه يرجع ٱلأمر كله فٱعبده وتوكل عليه وما ربك بغفل عما تعملون ) (هود: 123).

د. محمد جلال القصاص

صباح الأحد 23 ربيع الآخر 1443 هـ

28/11/2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق