الجمعة، 12 نوفمبر 2021

الحركات الباطنية.. غلاة الشيعة (11)

 

الحركات الباطنية.. غلاة الشيعة (11)

حكم الإسلام في الدروز:

تلك الطائفة التي تناولناها لتفعل وتعتقد الأعاجيب التي لا يقرها الإسلام، بل وتعجب منها بعض المستشرقين

تقول المستشرقة بول هنري بوردو:

«وأعجبت بتساهل هذا الشعب الدرزي وإرساله صغاره إلى المدارس المارونية،

وصلاته في الكنائس كما الجوامع حتى يلتبس على فلاحي لبنان لو سئلوا: هل الدروز نصارى أم مسلمون؟»

أما الدكتور فيليب حتى فيقول:

«وقد دهش فولتي وهو كونت وعالم فرنسي من شدة الشبه بين الدروز والموارنة المسيحيين في أساليب العيش، وفي نظام الحكم،

وفي اللهجة وفي العادات وفي الآداب العامة فإن عائلات درزية ومارونية تعيش جنبا إلى جنب متصافية متوادة،

وأحيانا يصطحب الموارنة جيرانهم الدروز إلى الكنائس،

ويؤمن الدروز بفعل الماء المقدس الذي يصلي عليه الكاهن وأحيانا إذا ألح المبشر في تبشير الدرزي فقد يقبل الدرزي سر المعمودية،

وقد لاحظ الراهب الإيطالي ماريتي الذي زار البلاد عام 1760 قبل زيارة فولتي بقليل أن الدروز يظهرون خالص الود والاحترام للنصارى ويحترمون دينهم،

والدرزي يصلي في كنيسة الروم الأرثوذكس كما يصلي في مسجد تركي،

ولا يزال الدروز يشتركون مع جيرانهم النصارى في كثير من الأعياد والاحتفالات، ولهذا مغزاه العميق»

ويقول فردريك بلس:

«أن الدروز لكي يتخلصوا من الخدمة العسكرية التركية كانوا يعلنون أنهم بروتستانت، ويؤكد ضابط فرنسي كان مكان خدمته حوران،

أن العائلات الدرزية الأرستقراطية إذا فقدت طفلا أو أكثر فإنهم يعمدون الطفل الذي يولد بعده،

وقد عمد الابن الثاني لسلطان الأطرش سنة 1924م، وقد تكون ممارسة هذه الطقوس نوع من التقية،

وليس بمستغرب أن يتبرع درزي يقطن قرية أكثر سكانها من النصارى بالمال لكنيسة القرية»

النصيرية:

رغم أنهم من الباطنية إلا أن التنافس بينهم وبين الدروز على أشده، والفرق بينهما أن النصيرية سبقت الدروز إلى الشام،

كما أن الدروز يؤلهون الحاكم أما النصيرية يؤلهون علي بن أبي طالب رضي الله عنه،

ويزعم الدروز أن النصيرية فرقة انفصلت عن الدروز وهذا الادعاء ليس له أساس من الصحة حيث أن النصرية ظهرت قبل الدروز من أكثر من قرن من الزمان.

وبناء على ما تقدم فإن فرق الباطنية على تنوع مسمياتها، لا علاقة لهم بالإسلام والمسلمين، فقط هم يلبسون على العوام دينهم،

والدرزي يأخذ حكم المنافق أو الزنديق لأنه يظهر الإسلام ويبطن غيره.

فتوى شيخ الإسلام العالم الرباني ومفكر الأمة الكبيربن تيمية فيهم:

هؤلاء الدرزية والنصيرية كفار باتفاق المسلمين لا يجوز أكل ذبائحهم، ولا نكاح نسائهم،

بل ولا يقرون بالجزية، فهم مرتدون عن دين الإسلام، ليسوا مسلمين، ولا يهود، ولا نصارى،

ولا يقرون بوجوب الصلوات الخمس، ولا بوجوب صوم رمضان، ولا بوجوب حج البيت، ولا بتحريم ما حرم الله ورسوله من الميتة والخمر وغيرهما،

وإن أظهروا الشهادتين مع هذه العقائد فهم كفار باتفاق المسلمين، وهؤلاء هم أكفر من اليهود والنصارى ومشركي العرب،

وغايتهم أن يكونوا فلاسفة على مذهب أرسطو وأمثاله، أو مجوسا،

وقولهم مركب من قول الفلاسفة والمجوس ويظهرون التشيع (حب آل البيت) نفاقا، وكفر هؤلاء مما لا يختلف فيه المسلمون،

بل من شك في كفرهم فهو كافر مثلهم، لا هم بمنزلة أهل الكتاب ولا المشركين، بل هم الكفرة الضالون فلا يباح أكل طعامهم،

وتسبى نساؤهم وتؤخذ أموالهم، فإنهم زنادقة مرتدون لا تقبل توبتهم، بل يقتلون أينما ثقفوا، ويلعنون كما وصفوا،

ولا يجوز استخدامهم للحراسة والبوابة والحفاظ، ويجب قتل علمائهم وصلحائهم لئلا يضلوا غيرهم،

ويحرم النوم معهم في بيوتهم، ورفقتهم والمشي معهم، وتشييع جنائزهم إذا علموا موتها،

ويحـرم على ولاة أمور المسلمين إضاعة أمر الله من إقامة الحدود عليهم بأي شيء يراه المقيم، ولا المقام عليه،

ولا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين أو حصونهم أو جندهم فإنه من الكبائر،

وهو بمنزلة من يستخدم الذئاب لرعي الغنم، وإذا أظهروا التوبة ففي قبولها منهم نزاع بين العلماء،

فمن قبل توبتهم إذا التزموا شريعة الإسلام أقر أموالهم عليهم، ومن لم يقبلها لم تنقل إلى ورثتهم من جنسهم،

فإن مالهم يكون فيئا لبيت مال المسلمين، لكن هؤلاء إذا أخذوا فإنهم يظهرون التوبة،

لأن أصل مذهبهم التقية وكتمان أمرهم، وفيهم من يعرف وفيهم من قد لا يعرف،

فالطريق في ذلك أن يحتاط في أمرهم، فلا يتركون مجتمعين، ولا يمكنون من حمل السلاح، ولا أن يكونوا من المقاتلة،

ويلزمون في شرائع الإسلام، ويجب على كل مسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب،

فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم، بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم،

والمعاون في كف شرهم وهدايتهم بحسب الإمكان له من الأجر والثواب ما لا يعلمه إلا الله تعالى، فإن المقصود بالقصد الأول هو هدايتهم»

تعقيب هام:

قد يرى بعض المصابين برقة في الدين وهم كثر أن ابن تيمية متطرف، مغال ولكن قبل اتهام الشيخ أود أن أسأل سؤال،

ماذا بعد التنازل تلو التنازل عن كثير من ثوابت الدين وما هو معلوم من الدين بالضرورة؟ لا شيء، نحن من سيء إلى أسوء،

نحن أمة تذبح من الوريد إلى الوريد بقرار ممهور بخاتم الأمم المتحدة علينا

(وعلى كل معترض على هذا التوصيف أن يقول لي أين القرار الذي اتخذ لإنصاف المسلمين منذ إنشاء هذا الكيان عام 1929)

ومامن فئة ولا طائفة إلا وتحدث فينا القتل والتنكيل والتشريد ما أمكنهم ذلك برعاية الأمم المتحدة،

فهل سألت نفسك لماذا يحدث فينا كل هذا؟

ومع ذلك نحن الإرهابيون والمطالبون بقبول الآخر في حين أننا لا يقبل بنا أي آخر على هذا الكوكب، فهل سألت نفسك لماذا؟

وهنا لا يسعني إلا أن أقول لك أنه بسبب الإفراط والتفريط وميوعة التناول،

حتى بلغ بنا التنازل حد أن يطالب الحثالة والمنافقون بحذف بعض آيات القرآن الكريم (لأنها لا تعجب بسلامته) والبعض الآخر متضرر من صوت الآذان،

فلا يوجد سوءة في مصر الآن سوى صوت الآذان، بل ونعتنا بكل نقيصة هي أصيلة ومتجذرة في الآخر ومن صميم عقيدته،

ولا غرو {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ}  (الحج: 18)

نحن من قصرنا في تبليغ الدعوة، بل إن البعض منا أصبح صورة ونموذج سيء للمسلم، أصبحنا نعاني الرقة في الدين،

وبدلا من كوننا خير أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، أصبحنا ندافع عن المنكر ونجيزه ونعمل به، فضللنا وأضللنا،

فحق علينا الانتكاس تلو الانتكاس، لأننا لا ننصر الله ولا حتى في أنفسنا.

وعن النصيرية يقول المستشرق جولد تسيهر:

النصيرية نسبت إلى الإسلام اسميا، هذا الإسلام الذي تمثله هذه الصورة المتخفية، الساترة للوثنية الآسيوية القديمة التي أضافت إليها أيضا،

عندما تشكلت على هذه الصورة، الكثير من العناصر المسيحية كقداس الأطعمة والنبيذ، وإحياء الأعياد الخاصة بالمسيحية،

وأن الروح العامة لهؤلاء الناس قد احتفظت في الواقع بالتقاليد الوثنية التي كانت لأجدادهم،

وإن غيرتها من الناحية الظاهرية البحتة، وذلك عندما طبقها هؤلاء على الأوضاع الخارجية الجديدة التي للعبادات الإسلامية.

وللحديث بقية إن شاء الله



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق