السبت، 27 نوفمبر 2021

تأمل

تأمل




فايز الكندري
"إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون"
"إنّ" حرف ناسخ يفيد التأكيد،
"نحن" ضمير منفصل مؤكد لاسم إنّ "نا"،
والجملة الاسمية تفيد الثبوت والاستقرار،
ومن معاني التضعيف في قوله (نزَّلنا) المبالغة والتكثير في الفعل،
تأمل التأكيدات المتوالية في سياقه المهيب (إنا نحن نزَّلنا الذكر وإنا له لحافظون)!
جبار السماوات والأرض يقول: (إنا) للتعظيم وهو حقيق بالعظمة،
ثم يتبعها (نحن) نحن لا غيرنا من سنقوم بالأمر!
ولقد عاين الصحابة تنزيل الذكر فلا داعي لتأكيده، لكنه أكد الحفظ باللام المزحلقة في "لحافظون"!
وكل جيل يقرأ هذا التحدي الممتد في المستقبل البعيد، وهذا الأمان الإيماني الذي يغمره بالسكينة والطمأنينة بأن كل هذه المؤامرات ضد الذكر ستبوء بالفشل،
سواءً كان كيدُها في تحريف ألفاظ الذكر أو معانيه، كلها ستبوء بالفشل، لأن الله وعد وتكفَّل وضمن، وهنيئًا لمن استخدمه الله الغني في حفظ الذكر، حرفًا ومعنى، خبرًا وحكمًا، وكل من سعى لتحريف ما ضمن اللهُ حفظَه فسيزول!
سيزول ملكه، وسيزول جبروته، وستزول سطوته، وسيزول بطشه، سيصبح مجرد ذكرى عابرة لوعلٍ طائشٍ حاول أن يناطح الجبل الأشم الأعظم بقرنيه الواهيين.


المصدرالقناة لـ فايز الكندري0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق